الاجتهاد: صدر حديثًا للسيد ضياء الخباز كتاب جديد بعنوان: (زيارة الأربعين ملحمة التشيّع الكبرى) والذي يقع في 132 صفحة هو عبارة عن مجموعة من البحوث التي تدور رحاها حول مشروعيّة زيارة الأربعين وخصوصيّاتها وأسرارها، ودفع الشبهات المثارة حولها، ومادته الأولية كانت محاضرات منبرية، زيد عليها إضافات كتبيّة مهمّة.
وممّا جاء في مقدّمته:
فإنَّ من أعظم مواسم الزيارة الحسينيّة هو موسم: زيارة الأربعين، وهي التي اعتبرها الإمام العسكري (ع) من علامات المؤمنين في الرواية المشهورة عنه: «علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم»، بل هي اليوم قد أصبحت ملحمة التشيّع الكبرى؛ إذ لا تُوجد ملحمةٌ تنافسها أو تضاهيها في العالم كلّه.
ونظرًا لما تتمتّع به هذه الزيارة من القوّة والعنفوان والتفاعل المتميِّز، فإنَّها قد صارت مرمى لسهام الإثارة والتشكيك والتوهين.
ومن أهمّ تلك الإثارات:
إنّه لا يُوجد شيءٌ في الإسلام اسمه زيارة الأربعين.
إنَّ النصوص الدالّة على زيارة الأربعين نصوص ضعيفة.
إنَّ زيارة الأربعين غير ثابتة وفق مباني السيّد الخوئي (قده).
إنَّ أصل زيارة الأربعين أصلٌ يهوديٌّ.
إنَّ زيارة الأربعين حتى ولو كانت مستحبةً في نفسها، فإنَّ إحياءها عن طريق المشي لم يثبت استحبابه.
وقد كان لي – بحمد الله تعالى – شرف الدفاع عن حياض هذه الزيارة المباركة، ودفع الكثير ممّا أُثير حولها، في محاضرات متعدّدة، سبق وأن قُرِّر بعضها وطُبِع ضمن كتاب (الشعائر الحسينيّة جدلية الأصالة والمعاصرة)، وبما أنَّ بعضها الآخر قد تمَّ إلقاؤه وتقريره بعد طباعة الكتاب المذكور، فقد آثرنا ترتيب الجميع – لوحدة موضوعه – ونشره في كتاب مستقل، ليكون رفيقًا للمتشرّفين بزيارة سيد الشهداء (ع) في الأربعين، عسى الله تعالى أن يكتبنا منهم، ويشركنا في عظيم عملهم.