خاص الاجتهاد: أوضح حجة الإسلام والمسلمين علي رحماني أن حوزة خراسان العريقة تُشكّل مدرسة أصيلة ومتجذرة في الفقه، والفلسفة، والحديث، والتفسير، وهي اليوم، إلى جانب الجامعات ومراكز الأبحاث المرموقة، تُوفّر بيئة حيوية لنموّ وتكامل العلوم،
مشيرًا إلى أن تطوير العلاقات المستدامة مع المراكز العلمية والمفكرين في البلاد هو من الأولويات الرئيسية لمكتب الإعلام الإسلامي في خراسان الرضوية.
كما أشار إلى بركة وجود الإمام الرضا (عليه السلام) مؤكدًا: تحوّلت هذه الديار إلى مركز لعبور وتفاعل المفكرين في العالم الإسلامي، وإن دخول المكتب في مجال معالجة القضايا المستجدة بالاستناد إلى العلوم الإسلامية، والحوارات التفاعلية مع الأقطاب الفكرية، يرسم أفقًا جديدًا للحضور الاجتماعي والدور الحضاري لحوزة خراسان.
بحسب تقرير الاجتهاد، أُقيمت مراسم حضرها عدد من المسؤولين الإقليميين والوطنيين وموظفي المكتب، جرى خلالها تكريم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي مسعودي لخدماته التي استمرت لثلاثة عقود، وتم تقديم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي رحمان كرئيس جديد لمركز الإعلام الإسلامي بمحافظة خراسان الرضوية.
وفي كلمته، شكر حجة الإسلام أحمد واعظي جهود حجة الإسلام الشيخ مسعودي وهنأ حجة الإسلام الشيخ رحماني، مفسرًا دور المركز ورسالته: المكتب هو كيان حوزوي يمارس العمل العلمي والثقافي، ويستمد قوته من موظفيه ومن إمكانيات الحوزة العلمية. هويته هي أن يكون ‘رمزًا للتجديد الفكري في الحوزة’ وموجّهًا نحو تحسين الثقافة المجتمعية العامة’

وأكد الأستاذ واعظي على ضرورة رصد التحولات الاجتماعية والثقافية مضيفًا: يجب على مكتب الإعلام الإسلامي أن يواكب التغيرات السريعة للمجتمع، وأن يستوعب الأذواق الثقافية للجيل الجديد، وأن يؤدي دوره من خلال إنتاج محتوى جذاب ومؤثر. فالنماذج الناجحة بالأمس قد لا تكون مجدية اليوم.
وأشار فضيلته إلى أن: الحفاظ على التوازن بين الجانب النخبوي (البحث والتعليم) والجانب الجماهيري/العام (التبليغ والارتقاء بالثقافة الدينية) هو من الضروريات. ويجب أن نسعى لدعم الفاعلين الثقافيين وزيادة الميزانية المخصصة لهذا المسار.
من غرسة الفكر إلى شجرة الثقافة المثمرة: مكتب الإعلام الإسلامي عبر مسيرة التحوّل
وصف الأستاذ حجة الإسلام والمسلمين محمد مهدي مسعودي، في حفل توديعه، مكتب الإعلام الإسلامي بأنه عائلة متكاتفة تحولت – بدعم من هيئة الأمناء وإدارة استراتيجية ذات نظرة كلّيّة وشاملة وأخرى تفصيلية وجزئية في آن – إلى مؤسسة مؤثرة في ربط الدين بالعصر.

وخلال الحفل، استعرض فضيلته مسيرة نمو المكتب منذ تأسيسه عام 1989م حتى اليوم، مُشيدًا بالدعم المباشر والمؤثر من هيئة أمناء المكتب، وخصّ بالذكر شخصيات مثل: حجة الإسلام والمسلمين جعفري الجيلاني، وحجة الإسلام والمسلمين محمدي العراقي، وحجة الإسلام والمسلمين واعظي، وحجة الإسلام والمسلمين بارسانيا، والدكتور السيد عباس صالحي. وقال: هذا الدعم أدى إلى إثمار المكتب وازدهاره في المجالات العلمية، والثقافية، والدينية.
كما أشار إلى الفترات المختلفة لرئاسة المكتب، وخاصة فترة حجة الإسلام والمسلمين الدكتور واعظي، واصفًا أسلوبه الإداري بأنه نموذج إسلامي يتناول القضايا الكلية للنظام ويولي اهتمامًا للتفاصيل التنفيذية. وذكر في هذا السياق، قصة عن متابعة دقيقة لوثيقة مالية، معتبرًا أن الالتزام بـ”بيت المال” والدقة في الأمور التنفيذية هي من السمات البارزة لهذا النمط الإداري.
وقدّم حجة الإسلام والمسلمين مسعودي، حجة الإسلام علي رحماني بصفته المدير الجديد لمكتب الإعلام الإسلامي بخراسان، واصفاً إياه بأنه شخص عادل، ومنصف، ومطّلع على الثقافة، وعالم، معرباً عن أمله في أن يستمر مسار نمو المكتب من خلال توسيع أفق الرؤية.
وأكد على أن الإدارة الناجحة تتطلب العدالة، والإنصاف، والنظرة الاستراتيجية. وأشار إلى أن مكتب الإعلام الإسلامي في خراسان الرضوية، الذي تأسس بجوار الحرم الرضوي المطهر (عليه السلام)، تحوّل اليوم إلى مؤسسة مؤثرة في ربط الدين بالعصر
مكتب الإعلام الإسلامي في خراسان الرضوية يضع “حل المسائل القائمة على الاحتياجات” على جدول أعماله
وأكد حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي رحماني، في حفل تنصيبه رئيسًا جديدًا لمكتب الإعلام الإسلامي في خراسان، وبعد إشادته بخدمات المدراء السابقين، على تطوير التفاعلات العلمية مع المراكز المحلية والعالمية، والتركيز على “حل المسائل القائمة على الاحتياجات” باعتبارها الأولوية الرئيسية للمكتب.

وأعرب عن شكره لجهود جميع الزملاء، مشيراً بشكل خاص إلى “الإدارة الأخلاقية والحكيمة” لحجة الإسلام والمسلمين مسعودي، وقال:
لقد قاد فضيلته هذه المؤسسة المباركة بسلام بعيداً عن الشوائب والأحداث على مدار السنوات الماضية. أقول له ‘قوّاك الله’، وأتمنى أن يشمله الألطاف الخاصة من الله تعالى ومن ثامن الحجج الإمام الرضا عليه السلام.
ووصف الرئيس الجديد لمكتب الإعلام الإسلامي في خراسان فترة إدارة حجة الإسلام والمسلمين الدكتور واعظي بأنها بداية “مرحلة مختلفة وجديدة” تُعرف بـ “الأقطاب الفكرية والثقافية”، وأضاف:
هذا التحول في المنهج، من التركيز على الموضوع إلى التركيز على المسألة/المشكلة، كان بمثابة حجر زاوية مُبتكر في ساحة العلم والثقافة لهذا الوطن.
هوية خراسان ومهمة مكتب الإعلام الإسلامي
وأكد رئيس مكتب الإعلام الإسلامي في خراسان الرضوية على الهوية العلمية والثقافية لخراسان، قائلاً: خراسان هي مهد الأدب، والعلم، والثقافة، وأرض العاشقين للإمام الرضا (عليه السلام). وكانت هذه الديار على مرّ التاريخ قاعدة مؤثرة في المعادلات الوطنية والدينية، وقد أنجبت شخصيات عظيمة.
وأضاف هذا الأستاذ البارز في الحوزة العلمية بخراسان: الحوزة العلمية العريقة في مشهد تُعيد إلى الأذهان مدرسة خراسان الكبرى في الفقه، والفلسفة، والحديث، والتفسير، وقد هيأت – إلى جانب الجامعات ومراكز الأبحاث المرموقة – بيئة للنمو والتعالي العلمي.
الأولويات والرؤية المستقبلية
واعتبر حجة الإسلام والمسلمين رحماني أن تطوير العلاقات والتفاعلات المستدامة مع المراكز العلمية المحلية والوطنية، والمفكرين وأصحاب الأقلام هو أولوية جادة على جدول الأعمال، وأعلن: لقد حوّلت بركة وجود الإمام الرضا (عليه السلام) هذه الديار إلى نقطة عبور لأصحاب الفكر من العالم الإسلامي، والكثير منهم أبدوا رغبة قوية في إقامة حضور علمي مستمر مع مكتب خراسان.
وفي إشارة إلى الإنجازات الأخيرة للمكتب، قال: إن الخوض في حل المسائل القائمة على الاحتياجات باستخدام طاقات العلوم الإسلامية والأقطاب الفكرية، قد مهّد الطريق لحوارات تفاعلية حول المسائل الواقعية/الملموسة، ويُؤمَل أن يحظى الامتداد الاجتماعي لهذه الإجراءات بمزيد من الاهتمام.
توجيهات الإدارة الجديدة: ستة محاور لتعزيز العمل الحوزوي والثقافي
تجدر الإشارة إلى أنه في ختام هذا الحفل، وبحضور الأساتذة، والمدراء، والموظفين، وأعضاء هيئة التدريس، تم تقدير جهود حجة الإسلام والمسلمين محمد مهدي مسعودي، وتقديم حجة الإسلام والمسلمين علي رحماني رئيسًا جديدًا لمكتب الإعلام الإسلامي في خراسان.
وقد أشير في مرسوم التعيين، إلى “الكفاءات العلمية والأخلاقية” لـ حجة الإسلام والمسلمين علي رحماني، وتم تحديد التوقعات الرئيسية للإدارة الجديدة لهذا الفرع في ستة محاور:
أهم التوقعات من الرئيس الجديد:
التفاعل الودي مع العلماء، والفضلاء، والمبلغين، والمؤسسات الحوزوية والثقافية في المحافظة.
التأكيد على المقاربة الاستراتيجية القائمة على “حل المسائل” وتنفيذها المؤثر.
الارتقاء بالقدرات العلمية، والمهارية، والإعلامية للمبلغين.
التخطيط للتفاعل المستمر مع الأقسام المختلفة للمكتب والمؤسسات المتوافقة في الأهداف.
دعم أنشطة المبلغين الجهاديين وترويج ثقافة الخدمة والإيثار.
تخفيف الإجراءات الإدارية والارتقاء بكفاءة الأداء.
كما شدد المرسوم، مع الإشادة بالخدمات “الصادقة، والدؤوبة، والقيمة” لحجة الإسلام والمسلمين مسعودي على مدى قرابة ثلاثة عقود، على الاستثمار الأمثل للقدرات الغنية للحوزة العلمية” و “التفاعل المؤثر مع الأقطاب العلمية-الثقافية.
ومن الجدير بالذكر أن حجة الإسلام والمسلمين علي رحماني شغل حتى الآن منصب المدير العام للتعليم في مكتب الإعلام الإسلامي بخراسان الرضوية، ورئيس مركز آخوند الخراساني التخصصي، والمدير المسؤول عن “شبكة اجتهاد”، وهو من أساتذة درس البحث الخارج في الحوزة العلمية بخراسان، ولديه سجلات علمية وإدارية متعددة في مجالات التبليغ، والبحث، والتخطيط الثقافي.

الاجتهاد موقع فقهي