خاص الاجتهاد: أعرب رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية؛ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ “محمدي كلبايكاني”، عن بالغ شكره وتقديره للمواقف الحكيمة للمرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني (دام ظله)، مشيراً إلى أنه في ذروة حرب الـ12 يوماً والتهديدات الأمريكية ضد قائد الثورة الإسلامية؛ أصدر هذا المرجع الأعلى بياناً تاريخياً أعلن فيه عن دعمه لسماحته.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح “صحن السيدة الزهراء (عليها السلام)” في رحاب الحرم العلوي المطهر بالنجف الأشرف مساء الأربعاء (17 ديسمبر 2025) حيث قال: يتحتم عليّ في هذا المجلس أن أتقدم بالشكر الجزيل للمرجع الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني؛ فخلال حرب الـ12 يوماً، وعندما وجّهت الولايات المتحدة تهديداً لشخص قائد الثورة الإسلامية، أصدر سماحته بياناً تاريخياً عبر مكتبه الرسمي دعماً له.
وأورد الشيخ محمدي كلبايكاني نص البيان الذي جاء فيه:
“بسم الله الرحمن الرحيم.. مرة أخرى، نُدين بشدة استمرار العدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأي تهديد أو محاولة سوء تستهدف حياة القيادة الدينية والسياسية العليا في هذا البلد. وإننا نُحذر قاطعاً من أن أي فعل إجرامي من هذا النوع، فضلاً عن كونه انتهاكاً صارخاً للمعايير الدينية والأخلاقية وخرقاً صريحاً للأعراف والقوانين الدولية، فإنه سيحمل عواقب وخيمة للغاية على المنطقة بأسرها”.
کما أكد رئيس مكتب القائد على عمق الروابط والمواقف المبدئية التي يتبناها سماحة السيد السيستاني تجاه قضايا الأمة ورموزها.
وحول مشروع صحن السيدة الزهراء (ع) في العتبة العلوية المقدسة، وصف محمدي كلبايكاني هذا المشروع العظيم بأنه تجسيد حي لعمق الروابط والذوق الرفيع والمودة التي يكنّها الشعبان الإيراني والعراقي تجاه أهل البيت (ع)، معرباً عن شكره وتقديره لجميع المساهمين في هذا المنجز العمراني الضخم، مشيرا إلى أن عدداً من المساهمين في إعمار وتشييد صحن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في حرم الإمام علي (عليه السلام)، رفضوا تقاضي أي أجور مادية؛ تعبيراً عن خالص عشقهم وولائهم لأهل بيت النبوة (عليهم السلام).
الزهراء (ع) قدوة العبودية والدفاع عن الولاية
وأشار حجة الإسلام محمدي كلبايكاني إلى أن المساحات الحالية والمجاورة للحرم المطهر، رغم امتلائها بالزوار، قد لا تستوعب الأعداد المتزايدة في السنوات المقبلة، موضحاً أن هذه المراسم تزامنت مع ذكرى ميلاد الصديقة الطاهرة (ع) التي يعجز اللسان البشري عن وصف عظمة شخصيتها.
واستشهد رئيس مكتب القائد بحديث عن الإمام الصادق (ع) حول سر المكانة الرفيعة للسيدة الزهراء عند رسول الله (ص)، مبيناً أنها وُهبت للنبي في أوج رسالته. كما نقل عن أمير المؤمنين (ع) قوله في وصف حياته معها: “نِعمَ العونُ على طاعةِ الله”، مؤكداً أنها لم تغضبه قط، وكانت السند والقدوة في العبادة والدفاع عن الولاية، حتى أنها كانت تطرق أبواب المهاجرين والأنصار نصرةً للحق.
حوزتا النجف وقم: جناحا العالم الشيعي
وفي سياق آخر، استعرض حجة الإسلام محمدي كلبايكاني الدور التاريخي والمفصلي لحوزة النجف الأشرف العلمية التي أسسها الشيخ الطوسي، مشيراً إلى العباقرة الذين تخرجوا منها أمثال الشيخ مرتضي الأنصاري، وصاحب الجواهر الشيخ محمد حسن، والميرزا الشيرازي صاحب فتوى التنباك الشهيرة التي هزت أركان الملكية في إيران.
وشدد على أن “حوزة قم وحوزة النجف هما جناحا الطيران للعالم الشيعي”، مشيداً بالتنسيق والتعاون بينهما.
الاجتهاد موقع فقهي