ضمن سلسلة ندواته الهادفة في نشر الوعي وتأصيل الفكر الاسلامي والوعي الديني والثقافي، عقد المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية التابع للعتبة العباسية المقدسة في العراق بتاريخ الأربعاء الموافق 18-7-2018 ندوة حوارية فكرية تناولت دور المرجعية الدينية في حفظ هوية الأمة، وفي صون المصلحة الاسلامية العليا بمواجهة التحديات التي تواجهها.
الاجتهاد: حاضر في الندوة سماحة الشيخ حسن عبدالله مفتي صور وجبل عامل والمسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل .وحضر اللقاء الفكري الذي كان اشبه بواحة حوار ثقافي، حشدٌ من رجال الدين والجامعيين وطلبة الحوزات والمهتمين، الذين غصت بهم قاعة المركز .وتقدم الحضور ممثل عن سعادة سفارة العراق في بيروت، وممثل عن نقابة المحامين في لبنان ،اضافة الى نُخب متنوعة تربوية وثقافية وجامعية …
المحاضر سماحة الشيخ حسن عبدالله ركز في محاضرته بداية على تحديد ماهية ومفهوم المرجعية كضرورة للأمة من الناحية العقائدية عند الشيعة الإمامية . وكيف انها اتصلت في مختلف المراحل مع قاعدتها الشعبية، وشكلت ملاذا وموئلا لهم في اقسى الظروف التي واجهت الامة (…)، بحيث تعاملت المرجعية الرشيدة مع الأحداث والوقائع، التي تواجه الأمة في مختلف المراحل والمحطات ، وذلك من موقع المسؤولية الشرعية ، والمدافِع الغَيور عن كل المسلمين .وهذا ما عزّز وضع المرجعية وحضورها الراسخ لدى المسلمين عموما، ولدى اتباع مذهب اهل البيت ع بشكل خاص .
و أكد الشيخ عبدالله على الدور الهام لمرجعية النجف وتصديها الهام والمسؤول كحاضرة بشكل دائم في حماية الساحتين العراقية والاسلامية وكذلك حماية النموذج العقائدي والاخلاقي والسياسي والاقتصادي والعلمي، الذي يمثله الاسلام كنموذج للحياة يُقتدى به ..
وفي لبنان رأى الشيخ عبدالله ان وجود العلماء الأعلام، الذين نهلوا من معين الاسلام الأصيل وحوزاته التي تمثل مناراتٍ للاسلام والتشيع عموما ،خاصة حاضرة النجف الاشرف ، التي كانت ببركة المرجعية الدينية الرشيدة، مهدا تربى العلماء الاعلام في كنفها ونهلوا من معينها .
فقدم هؤلاء العلماء الكبار للبنانيين نموذجا لرجال الدين الواعين الاتقياء والعارفين بشؤون زمانهم، والمنفتحين على الآخر المختلف في الطائفة والتقاليد ..
وختاما شدّد الشيخ عبدالله على ثبات دور المرجعية في حفظ الأمة ، واعتبرها ضمانة للتشيّع ولشيعة اهل البيت ع على مر العصور ..
هذا وقد اختُتمت المحاضرة بمجموعة من الاسئلة من الحضور. وقد انفتح النقاش بشكل عميق بين المحاضِر والحضور في مضامين وابعاد وعقبات حضور المرجعية والعلماء الاعلام الاتقياء. واهمية دورهم الاسلامي الرائد، الذي يحفظ مصالح الأمة ،ويتصدى لأعدائها ثقافيا وفكريا وفي كل المجالات.