الاجتهاد: أصدر قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، كتاب (دراسات نسوية.. بحوث تأصيلية ونقدية في قضايا المرأة والأسرة).
أشرف على إصدار الكتاب المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة.
ويأتي الكتاب ضمن العدد التجريبي حول موضوع المفاهيم والكليات، وأُعدّ من قبل وحدة دراسات المرأة والأسرة.
وتتكون الهيأة العلمية لإصدار الكتاب من السيد ليث الموسوي، والسيد هاشم الميلاني، والشيخ حسن الهادي، والسيد محسن الموسوي، أما الشيخ حسين شمس الدين كان مديرًا للتحرير.
مقدّمة المركز
بعد مضي عشرات العقود من مواجهة العالم الإسلاميّ الحداثةَ الغربيّة، وما دار من سجالٍ محتدمٍ بين مختلف التيّارات الموافقة أو المخالفة، أصبح المكنز الإسلاميّ غنيًّا بالمعلومات والتجارب سواء في الجانب التأصيليّ أم النقديّ لدفع الشبهات المثارة على المبادئ. وقد آن الأوان لتقديم مشاريع ودراساتٍ فكريّةٍ وثقافيّةٍ تأصيليّةٍ ونقديّةٍ غير منفعلةٍ في جميع الميادين، وبالاعتماد على النصّ الدينيّ والتراث الفكريّ الذي أنجزهُ علماء الإسلام.
ولم يكن موضوع المرأة والأسرة بمعزلٍ عن ذلك الجدل الواسع القائم بين الفكر الإسلاميّ والتيّار العلمانيّ في العالم الإسلاميّ، بل ربّما يتصدّر موضوع المرأة والأسرة موضوعات ذلك الجدل، وقد بدأ مبكرًا في طليعة الأزمات المتولّدة جرّاء الغزو الفكريّ والثقافيّ والعسكريّ الغربيّ على العالم الإسلاميّ.
من هذا المنطلق جاءت هذه السلسلة (دراساتٌ نسويّة) لتلقي الضوء على هذا الأمر المهمّ، وتشارك سائر الأعمال المنشورة من قبل الفكر الإسلامي في تأصيل هويّة المرأة المُسلِمة، والدفاع عنها، وردّ الشبهات المثارة ضدّها، ولتكوين تراكمٍ معرفيٍّ نظريّ، وبناء جيلٍ ذي بنيةٍ معرفيّةٍ وسلوكيّةٍ رصينة، يحافظ على هويّته الدينيّة، ويتطلّع نحو المستقبل الزاهر باعتماد عناصر القوّة في الماضي والحاضر.
تنهضُ هذه السلسلة بأقلام الباحثين تأليفًا وترجمةً، على نحو ملفّاتٍ بحثيّةٍ، يحملُ كلُّ مجلّدٍ منها أو أكثر عنواناتٍ خاصّةً تعالج الموضوعات المتّصلة بالمرأة والأسرة برؤيةٍ دينيّةٍ معاصرة، تسهم في إثراء البعد النظريّ إلى جانب الأبعاد العمليّة التي تقوم بها العتبة العبّاسيّة المقدّسة في المجال النسويّ، والتي أسهمت في إزاحة بعض ما علق بشباب وفتيات اليوم من شوائب العولمة الحديثة.
ومما ينبغي الإشارة اليه أنّ مسألة مواجهة الفكر الإسلامي ليست بجديدة، إذ بين فترة واُخرى تبرز في العالم المعاصر فلسفات ورؤى لها أبعادها المعرفية وتأسيساتها النظرية وما يستتبع ذلك من تبنى لها مع مستوى العالم سعةً وضيقًا.
وكانت المحاكمات الفكرية الإسلامية بما لها من رصانة وقوة تقف بكل شجاعة لمواجهة هذه التحديات، وكلما كانت هذه الأفكار المضادة قوية مع مستوى الإعلام والتبنّي، كانت الاُطروحات الإسلامية أكثر عمقًا وأدق تفصيلًا، ولعل عالم اليوم بدأ يسرع عجلة الهجمة الثقافية واستفاد من لمعان التكنولوجيا والقوى الاقتصادية، مسخّرًا لها في (خنق الهوية الإسلامية) ومحاصرة (المبادئ الحقة) بخلط التكنولوجيا بالثقافة والثقافة بالتكنولوجيا مع ان مبادئ الأولى غير الثانية، لذا لابد أن نكون أكثر دقة وعمقًا، ونحن نعيش تحديًا جديدًا أفرزته مشاكل العالم من جهة، و عدم مبالات بعض المسلمين من جهة أخرى.