الاجتهاد: صدر حديثاً عن دار الرسالة كتاب “دراسات فقهية” والذي يحتوي على مجموعة من بحوث سماحة آية الله السيد كاظم الحسيني الحائري دام ظلّه نُشر بعضها في مجلّات علميّة والبعض الآخر بقي قيد خطه وقد نشر في هذا الكتاب.
كلمة المكتب: يعتبر علم الفقه من أسنی العلوم الدينية وأشرفها وذلك لصلته الوثيقة بحياة المتشرعين وتنظيمها علی ضوء أحكام الشريعة المقدسة ومقاصدها. ولذلك احتل هذا العلم المركز الأول في اهتمام علمائنا الأبرار ونتاجاتهم.
وكان لسماحة آية الله السيد كاظم الحسيني الحائري ـ متعنا الله ببقائه ـ دوره المشرَّف في هذا المجال، فأتحف المكتبة الإسلامية ببحوثه القيّمة والممتازة بدقة نظره الثاقب وإحاطته بكل مباني البحث الفقهي.
وفي هذا المجال نقدّم لقرّائنا الأفاضل «دراسات فقهية» تحتوي علی مجموعة من بحوث سماحة السيد المؤلف” حفظه الله”، نُشر بعضها في مجلّات علمية والبعض الآخر بقي قيد خطه وقد بادرنا بنشره ضمن هذا الكتاب، وإنّ جانباً كبيراً من هذه الدراسات يمثل البحث الفقهي والاجتهادي الذي يتطلبه الموضوع من دون أن تكون هناك مناسبة خاصة دعت المؤلف إلی كتابتها.
ولكن الجانب الآخر من هذه البحوث هو ما أنتجه استجابة لبعض المناسبات، كالذي كتبه في فترة مشاركته في المجمع الفقهي التابع لمجمع أهل البيت “عليهم السلام” عن الاستنساخ البشري، أو الذي كتبه عن مغزی البيعة مع المعصومين “عليهم السلام” لمناقشة الفكرة التي طرحت في الآونة الأخيرة وهي أنّ البيعة شرط في ثبوت ولاية الحكم للمعصوم.
كما كتب قسماً من دراساته تلبية للحاجة الفقهية أو الاجتماعية المعاصرة، كبحثه عن محل الذبح في الحج واستشكاله في فتوی من يری سقوط الذبح في منی في زماننا هذا، أو ما كتبه عن إسلام الزوجة الكتابية وعن حكم انفصالها عن زوجها الكتابي بمجرد الإسلام أو بعد انقضاء العدة.
وختاماً تجدر الإشارة إلی نقطتين هامتين:
الأُولی: أنّ ما تضمنه هذا الكتاب من آراء ومتبنيات لا تحكي بالضرورة عما انتهی إليه سماحة السيد المؤلف في فترات لاحقة من مراجعاته للبحوث.
الثانية: أنّه بحث بعض هذه الموضوعات في بعض تأليفاته المتأخرة، ولكن مع اختلاف في أسلوب الاستدلال أو الاستنتاج، وقد طرحها ضمن دراساته الفقهية وبمناسبات اقتضاها البحث الاجتهادي.
نسأل الله سبحانه أن يجعل هذا الجهد أيضاً في ميزان حسنات سماحة السيد المعظم، وأن يجزيه أوفی جزاء العاملين في سبيله. إنّه سميع مجيب والحمد لله ربّ العالمين.
قم المقدسة
رجب الأصب 1442هـ.