خاص الاجتهاد: استنكر استاذ الحوزة العلميّة في النجف الأشرف آية الله السيد علي أكبر الحائري في بيان بشدة فرض العقوبات الاقتصاديّة على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران من قبل الإدارة الأمريكية الظالمة، معتبرا الحصار جزء من حملة عشوائيّة جائرة يقوم بها الاستكبار العالمي والصهيونيّة العالميّة ضدّ الإسلام والمسلمين من جميع المذاهب والطوائف الإسلاميّة في العالم.
وقال آية الله الحائري في بيان الذي أصدره قبل ساعات و تلقى الاجتهاد نسخة منه أن من الضروري للحوزة العلميّة المباركة في النجف الأشرف أن تقول كلمتها في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها الامّة الإسلاميّة جمعاء ليستضيء بها المؤمنون ويتمّ تسجيلها في التاريخ.
واشار آية الله الحائري إلى وقوف الجمهوريّة الإسلاميّة إلى جنب الشعوب الإسلاميّة في المنطقة، ودعمهم بكلّ غال ونفيس في كلّ بلاء ومحنة، وقال: قد حان الأوان في الحال الحاضر أن نقوم بالرد الجميل إليها في تعرّض شعبها للحصار الاقتصادي الظالم، ونقف إلى جنبهم موقف الداعم الشريف، بكلّ ما نقدر عليه من قول أو عمل، ولو بكلمة نضمّد بها جراح قلوبهم الطاهرة.
وفي ما يلي نص بيان السيد على الأكبر الحائري
بسم الله الرحمن الرحيم.
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون. (سورة الهود/ الآية ١١٣).
في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها الامّة الإسلاميّة جمعاء، وكشّر فيها الاستكبار العالمي وعلى رأسها الحكومة الإمريكيّة الغاشمة عن أنيابها لتهشيم كيان الإسلام، وتفتيت وحدة المسلمين في العالم أجمع، وكسر القوة الإسلاميّة العظمى المتمثّلة بالجمهوريّة الإسلاميّة في إيران على وجه الخصوص، كان من الضروري للحوزة العلميّة المباركة في النجف الأشرف أن تقول كلمتها في هذا المضمار ليستضيء بها المؤمنون ويتمّ تسجيلها في التاريخ.
ومن هذا المنطلق شعرت بثقل المسؤوليّة الملقاة على عاتق آحاد الحوزة العلميّة بما فيهم الأساتذة والطلاب، ورأيت من الضروري أن أنطق بكلمة ترضي الله تبارك وتعالى تعبيرا عن نفسي –بوصفي أحد أساتذة الحوزة العلميّة– وعن عدد كبير من أعضاء هذه الحوزة المباركة، لتقييم مايمرّ على امّتنا الإسلاميّة في هذه الظروف، وتسجيل موقفنا فيه. وذلك ضمن النقاط التالية:
١– إنّ ما اعلنته الحكومة الأمريكيّة الغاشمة على لسان رئيسها المستهتر الظالم (دونالد ترامب) من فرض عقوبات اقتصاديّة على الجمهوريّة الإسلاميّة المباركة في إيران ليس حكما عدائيّا جائرا على الجمهوريّة الإسلاميّة فحسب، وإنّما هو جزء من حملة عشوائيّة جائرة يقوم بها الاستكبار العالمي والصهيونيّة العالميّة ضدّ الإسلام والمسلمين من جميع المذاهب والطوائف الإسلاميّة في العالم، ونحن إذ نستنكر هذا الأمر المهين بشدّة نحذّر جميع حكّام البلاد الإسلاميّة من مغبّة هذا العداء الغاشم الذي لا يختصّ بالجمهوريّة الإسلاميّة، بل يشمل بنحو وآخر جميع البلدان الإسلاميّة، وقد تسري ناره المسعورة إلى جميع أرجاء المنطقة.
٢– إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة طالما وقفت إلى جنب الشعوب الإسلاميّة الاخرى في المنطقة، ودعمتهم بكلّ غال ونفيس في كلّ بلاء ومحنة، وشاركت في دفع الفتنة عنهم عند كلّ بأساء وضراء، بتمام الجود والسخاء، وقد حان الأوان في الحال الحاضر أن نقوم بالرد الجميل إليها في تعرّض شعبها للحصار الاقتصادي الظالم، ونقف إلى جنبهم موقف الداعم الشريف، بكلّ ما نقدر عليه من قول أو عمل، ولو بكلمة نضمّد بها جراح قلوبهم الطاهرة.
٣– إنّنا نعلن بكلّ صراحة أنّ الالتزام بالعقوبات الجائرة التي أعلنها الحاكم الأرعن (ترامب) على الجمهوريّة الإسلاميّة المباركة مصداق واضح للركون إلى الظالمين، ومخالفة صريحة لما جاء في القرآن الكريم، من قوله تبارك وتعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثمّ لا تنصرون).
٤– إنّ محنة الحصار الاقتصادي التي مني بها الشعب الإيرانيّ المسلم في يومنا هذا وإن كانت محنة عظيمة وصعبة، ولكنّها ستمرّ وتنتهي بإذن من الله تبارك وتعالى، وبصبر هذا الشعب الأبي ومثابرتهم التي ألفناها منهم في جميع المحن والمصائب السابقة التي مرّت بهم، وسيخرج منها هذا الشعب مرفوع الرأس أمام الله تعالى وأمام التاريخ، ولا يبقى للمسبّبين لهذه المحنة والمؤيدين لها إلّا الخزي والعار، وسيبتلي الواقفون ضدّ الجمهورية الإسلاميّة في هذه المحنة بعقاب الله تعالى ولعن التاريخ.
٥– وأخيرا نحن نعلن تضامننا التام مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة حكومة وشعبا، آملين من الله تبارك وتعالى أن ينصرها ويمدّ في بقاء كيانها الشامخ إلى حين ظهور الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى في فرجه الشريف، وسينصر الله من ينصره إنّ الله لقويّ عزيز.
علي الأكبر الحائري استاذ الحوزة العلميّة في النجف الأشرف.
بتاريخ: يوم الأحد ٢٩ ذي القعدة الحرام سنة ١٤٣٩ الهجرية. المطابق ١٢/ ٨/ ٢٠١٨ م.