البيع

صدر حديثاً كتاب البيع ؛ تقريراً لبحث المجدد الشيرازي / مقدمة الكتاب وفهرس المحتويات

خاص الاجتهاد: صدر حديثاً عن مركز تراث سامراء ” كتاب البيع ” تقريراً لبحث السيد المجدد الشيرازي، والذي يُنشَر لأول مرة وهو آخر بحث طرحه السيد المجدد في النجف الاشرف، تأليف العلامة السيد إبراهيم الدامغاني”قدس سره” (ت 1291هـ) تحقيق الشيخ سلام محمد الناصري ومراجعة وتدقيق مركز تراث سامراء.

تزامنا مع هجرة السيد المجدد محمد حسن الشيرازي (قدس) من النجف الأشرف والتي بدأت في 15 رجب1291 هـ ليستقر به المطاف في اخر شعبان في مركز مدينة الامامين العسكريين (ع) أصدر مركز تراث سامراء كتاب البيع (327 صفحة)والذي يُنشَر لأول مرة وهو اخر بحث طرحه السيد المجدد في النجف الاشرف.

والكتاب تقرير لبحث السيد المجدد (قدس) قرره تلميذه البارز السيد إبراهيم الدامغاني، وقد تناول فيه إضافة لكتاب البيع بعض ما جرى الحاقه به من المسائل المتعلقة بالربا وبيع الصرف، ومسائل من خيار العيب، وخيار الحيوان وبيع الوقف، والولاية على اليتيم، وغيرها ..

مقدمة المركز:

بسم الله الرحمن الرحيم. لقد قدّم الشيخ الأعظم للمعاهد العلمية، والحوزات الدينية خدمات جليلة، وترك آثاراً عظيمة، وفي طليعتها تراثه العلمي المميز، وخصوصاً كتابه القيّم “المكاسب”، الذي أصبح فيما بعد محوراً للدراسات الحوزوية العليا، ومحطّ أنظار كبار الفقهاء، فقد علّقَ وكتبَ عليه الحواشي معظمُ من تأخر عنه.(1)

وقد ساهم بعض أساطين تلامذته بترسيخ منهجه في الحوزات العلمية وبثّه بين رواد العلم وطلاب المعرفة، وخصوصاً أولئك النفر الذين كان يصرّح الشيخ المرتضى بأنهم محطّ نظره ومورد اهتمامه في بحثه ودرسه(2)، وعليهم كان يعلّق الآمال، وقد صدّقوا ظنه، وعلى رأسهم مجدّد الدين والمذهب السيد محمد حسن الشيرازي.(رضوان الله عليه)

ولذا أصبحت آراء هؤلاء الأساطين وأفكارهم محلّ اعتناء جميع من تأخر عنهم من الفقهاء، وخصوصاً في كتاب البيع والمعاملات؛ بسبب شحّة الأدلة غالباً في هكذا مباحث من جهة، وللأهمية القصوى لآراء الفقهاء من جهة أخرى، ولذا ذكر السيد الخوئي (قدس سره) وفي أكثر من دورة في أصوله قائلاً:( قد شاهدنا بعض الأعاظم(3) يدعي القطع بالحكم من اتفاق الشيخ الأنصاري والسيد الشيرازي والميرزا محمد تقي الشيرازي (نور الله ضريحهم)؛ لاعتقاده شدة ورعهم، ودقة فكرهم(4).

وبملاحظة ما ذكره السيد حسن صدر الدين الكاظمي (قدس سره) من: ( أنه وجده – أي السيد المجدّد – يوم ورد النجف الأشرف سنة 1288 هجرية سيد العلماء على الإطلاق، وتلامذته أفاضل العصر، يضرب به المثل في الدقة والتحقيق… إلى أن قال: وهو عند أهل التحقيق أفقه من شيخنا الأنصاري، بل أعلم من عامة العلماء المتأخرين(5).

وقد تناول السيد الشيرازي (قدس سره) في هذا البحث، مضافاً لكتاب البيع، بعض ما جرى إلحاقه به من المسائل المتعلّقة بالربا وبيع الصرف، ومسائل من خيار العيب، وخيار الحيوان وبيع الوقف، والولاية على اليتيم، وغيرها مما جرت العادة على تناوله ملحقاً بكتاب البيع.

وقد كُتبت هذه الأبحاث في النجف الأشرف قبل هجرة السيد المجدّد إلى سامرّاء؛ لأن المقرر (طاب ثراه) قد توفى في سنة 1291هـ. ويبدو أن هذه المباحث هي آخر ما صدر من منبر السيد في النجف الأشرف وذلك لأن الشيخ هادي الطهراني يقول: حضرت في سفري الأول إلى النجف بحث العلّامة الأنصاري. وحضرت بحث العلّامة ملا محمد الفاضل الإيرواني مدة ثمان سنين. والسفر الثاني كان بعد فوت الشيخ فتتلمذت على العلّامة الشيخ عبد الحسين شيخ العراقين، وكنت معه بسامرّاء أيام تعميره للمشهد الشريف(6).

وفي السفر الثالث اشتغلت في الحائر بالبحث فكتب إليّ السيد الأستاذ الحاج ميرزا محمد حسن الشيرازي بكفايته لأمري؛ فحضرت في النجف بحثه في الخيارات والاستصحاب إلى أن هاجر إلى سامرّاء(7).

والمقُرِّر (طاب ثراه) بالرغم مما وصف به من: (أنه حسن التحرير نقي التصنيف ذو غور ونابغية)(8)، إلَّا أنك تجد موارد عديدة من تقريره لا تخلو من ضعف في السبك أو خلل في الصياغة، ويبدو أن ذلك بسبب أسلوب السيد المجدّد؛ فقد نقل بعض تلامذة السيد الفشاركي (قدس سره) صعوبة في فهم مرادات السيد قائلاً:

( وهذا ما لم نلمسه في درس أستاذنا السيد محمد الطباطبائي الفشاركي، فكل تلميذ يفهم درسه بشكل لو أراد أن يقرره لآخر، لكان مختلفاً تماماً عما يقرره التلميذ الآخر من نفس الدرس، بحيث لا مجال للجمع بين التقريرين بوجه أصلاً، شأنه شأن أستاذه السيد المجدّد الشيرازي (قدس سره)، فهما سيان في هذه الجهة،

ومن هنا فإن المولى علي الروزدري (طاب مرقده)(لوزدر: اسم قرية من قرى أذربيجان في ايران، ) لما كتب تقريرات الميرزا المجدّد(قدس سره) وهي خصوص مباحث الألفاظ- لازم الميرزا في الدرس وخارجه، وكان إذا كتب شيئاً عنه عرضه عليه كي يباشره الميرزا ويزيد فيه وينقص ولا يختلف النقل عنه، ومع ذلك كله نجد المولى علي في تقريراته يستعين أحياناً لتوضيح مراد الميرزا بالعبارات الفارسية؛ كل ذلك لأن الميرزا لم يكن ذا بيان واضح بحيث يسهل تناوله وهضمه وفهمه كما هو في مجلس البحث(9).

وقد عمل المركز على نشر تراث السيد المجدّد سواء منه العسكري أم النجفي، مع مراعاة جودة الاختيار وندرة النسخ الخطية.

وقد وفقنا الله تعالى لتحقيق وطبع جملة من أبحاثه ورسائله وإفاداته التي دونت بأقلام الأجلّاء من تلامذته وهي:
1 – “رسائل من إفادات السيد المجدّد الشيرازي ” بقلم السيد محمد الأصفهاني الفشاركي، والسيد حسن الصدر الكاظمي.
2 – “أحكام الجبائر” بقلم ثقة الإسلام السيد محمد الساروي.
3 – “أحكام الخلل الواقع في الصلاة” بقلم الشيخ آقا رضا الهمداني صاحب مصباح الفقيه.
4 – “ذخيرة في دليل الانسداد”، بقلم الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب “الكفاية”.
5 – “مباحث من كتاب الطهارة”.
6- “كتاب البيع”. وكلاهما بقلم السيد إبراهيم الدامغاني.

وجميع هذه الأبحاث تنشر لأول مرة، وذلك حرصاً من المركز على لفت عناية الفضلاء وأهل العلم إلى تراث حوزة سامرّاء وأعلامها، ولا سيما سيد الطائفة ومؤسس حوزة سامرّاء السيد محمد حسن الشيرازي (قدس سره)؛ ليكون هذا النشر مقدمة للاهتمام بتلك الحوزة المبدعة وبنتاج أعلامها الأفذاذ.

وفي الختام، أقدم شكري ووافر تقديري لجناب الأخ المحقق الشيخ سلام الناصري “حفظه الله تعالى”، وكذا الشكر للأعزة في شعبة التحقيق على ما بذلوه من جهد ممتاز، كما نجدّد شكرنا لمؤسسة كاشف الغطاء العامة لتعاونها الدائم وتوفير النسخة الوحيدة التي وقع عليها العمل، ونسأل المولى تبارك وتعالى أن يتقبل من الجميع،ويجعله لهم ولنا ذخراً يوم نلقاه ببركة الإمامين المظلومين العسكريين.(عليهما السلام)

الأقل
كريم مسير
النجف الأشرف
23 / المحرم الحرام/1441هـ
(ذكرى فاجعة سامراء)

الهوامش

1- ينظر الطهراني، الذريعة: 6/ 216 وما بعدها.
2-وهم:السيد المجدّد الشيرازي،والشيخ حبيب الله الرشتي،والشيخ الآقا حسن النجم آبادي، ينظر:موسوعة الأوردبادي:11/ 11.
3- ذكر البعض أن المراد ببعض الأعاظم هو الميرزا علي آقا نجل المجدّد الشيرازي.(قدس سره)
4- الشاهرودي، دراسات في علم الأصول: 3/ 145 ، البهسودي، مصباح الأصول: 2/ 140.
5- موسوعة الأوردبادي: 11 / 18.
6- وذلك في عام 1284هـ وما بعدها.
7- الطهراني، الطبقات: 5 /2777.
8- السيد حسن الصدر، تكملة أمل الآمل:2/ 9.
9- حاشية سلطان العلماء على الكفاية: 1 / 4.

 

ومركز تراث سامراء؛ مركز علمي تخصصي تابع للعتبة العسكرية المقدسة، يعنى بدراسة تراث مدينة سامراء المشرفة وأئمتها(ع) وأعلامها والعمل على تحقيقه ونشره وحفظه.

 

 

 

جزيل الشكر لمركز تراث سامراء على ما تفضل علينا بفهرس محتويات الكتاب ومقدمته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky