إيضاح تأملات المكاسب وافهم .jpg

إيضاح تأملات المكاسب وافهم ” في مجلدين للأستاذ السيد محمود المقدس الغريفي

خاص الاجتهاد: يقول الأستاذ السيد الغريفي في مقدمة كتابه إيضاح تأملات المكاسب وافهم أنه من أهم العبارات المطوّية والإشارات المخفية لبيان المراد في کتاب (المكاسب) هي عبارة: (فتأمّل)، وعبارة: (فافهم) وما شابههما، حيث إنه كثيراً ما يقف الأستاذ عليها في وجه بیان مراد الشيخ الأنصاري (قدس سرّه) من هذه العبارات وتوضيحها، وفهم مغزى الإشارة منها ودلالتها، ومعرفة كُنه ما يرمي إليه المصنّف.

فكانت محاولتنا هذه في لمّ شتات هذه العبارات وجمع متفرّقاتها، وإيضاح مراد المصنّف منها ببيان أوضح وعبارة أخفّ، ومع كثرة الشُّراح من الأعلام على هذا الكتاب الجليل، وكثرة الفقهاء المُحشّين والمعلّقين عليه، إلّا أننا لم نخرج عن تتبع آرائهم وتعليقاتهم فيما استفدناه منهم بما يوضّح صورة المسألة؛ حيث كان الهدف هو رفع إجمال العبارة، وفك سبكها واختصارها، حتى يتّضح مراد المصتف بسلاسة ويُسر. ولذا وسمناه بعنوان: إيضاح تأمُّلات المكاسب وافهم.

مقدمة المؤلف: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين، وبعد:

لمّا كان كتاب (المكاسب) لشيخنا الأعظم المرتضى الأنصاري (قدس سره) وما زال محط النظر والتقلب والاستفادة، والمراجعة والبحث، درساً وتدریساً في الحوزات العلمية الشريفة، وأن عليه المُعوّل في أهم مراحل إعداد طلاب العلوم الدينية لمرحلة البحث الخارج؛ وذلك لقوة مطالبه العلميّة، وتنوع مسائله وتفرُّعاتها، مع تتبع أقوال الأصحاب وآرائهم من المتقدمين والمتأخرين، واستعراضها ومناقشتها قبولاً ورداً، نقضاً وإبراماً، مع ما فيه من سبك العبارات واختصارها، بل طيّ لمقدمات المسائل ومن تداخل بين فروعها،

وقد ينبّه الشيخ الأعظم على ذلك بالإشارة والإشعار، والكتابة والكلمة الصغيرة، وأحيانا بالجملة المقتضبة حتى يصل إلى مراده وبیان هدفه، مع كثرة ما فيه من الكرّ والفرّ في مطالب المسائل، والحمل والتراجع عن الآراء، وهذا مما يغني طالب العلم معرفيّاً ويوسّع آفاقه الذهنية في تفرّعات المسائل، مع قوة في طرح الآراء وبيان وجه قوتها وضعفها، فضلا عن مقارنتها مع بقية الآراء.

هذا، مع ما فيه من بعض العبارات الغامضة، والتحويل على الفروع المطوية التي ترجع إلى نباهة المتتبّع وفطتنه، فضلا عن إحاطته الشاملة بوجوه المسألة وتفرّعاتها، ومعرفته بالآراء ومبانيها، حيث تحتاج إلى توضيح أكثر، وبيان أعمق، وتصور أدق.

ومن أهم هذه العبارات المطوّية والإشارات المخفية لبيان المراد في کتاب (المكاسب) هي عبارة: (فتأمّل)، وعبارة: (فافهم) وما شابههما، حيث إنه كثيراً ما يقف الأستاذ عليها – فضلاً عن طالب العلم – في وجه بیان مراد الشيخ الأنصاري (قدس سرّه) من هذه العبارات وتوضيحها، وفهم مغزى الإشارة منها ودلالتها، ومعرفة كُنه ما يرمي إليه المصنّف.

فكانت محاولتنا هذه في لمّ شتات هذه العبارات وجمع متفرّقاتها، وإيضاح مراد المصنّف منها ببيان أوضح وعبارة أخفّ، ومع كثرة الشُّراح من الأعلام على هذا الكتاب الجليل، وكثرة الفقهاء المُحشّين والمعلّقين عليه، إلّا أننا لم نخرج عن تتبع آرائهم وتعليقاتهم فيما استفدناه منهم بما يوضّح صورة المسألة؛ حيث كان الهدف هو رفع إجمال العبارة، وفك سبكها واختصارها، حتى يتّضح مراد المصتف بسلاسة ويُسر. ولذا وسمناه بعنوان: إيضاح تأمُّلات المكاسب وافهم.

هذا، وحيث إن معرفة مغزى ما يرمي إليه المصنف من هذه العبارات يرجع غالبا إلى فطنة المتتبّع وفهمه لمراد المصنّف من خلال ما استفاده من المسألة مع بعض القرائن المحيطة بها، بحيث لا يحيد عن حدودها ولا ينجرف بعيداََ عن إطارها العام؛ فإن التوجيه لهذه العبارات – عادة – وبيان مراد المصنف لا يكون بنحو الجزم والقطع بأنّه مراده و نظره، وإنما غالباً ما تكون على نحو الاحتمال والظنّ؛ حيث يعبّر دائماً عتها ب (ربّما يريد كذا) أو (لعلّه يشير إلى كذا)؛ إذ قد يحتمل المعني أكثر من وجه، مع اختلاف أنظار الفقهاء ورؤيتهم لصور المسألة،

وإلا فالوجه الحقيقي للمسألة في قلب المصنّف، وكل يؤوّله بما يراه، على طريقة ما قيل: (المعنى في قلب الشاعر)، والشاعر المصنف منعم بفضل الله تعالى علينا بفيوضاته العلميّة، ونحن نعيش آناته الدنيوية وإشكالاته العلمية، ولهذا كتبنا بعد نهاية كلُ إيضاح لعبارة من هذه العبارات قولنا: والشيخ الأعظم أعلم بمراده).

والظاهر أن المراد من عبارة (فتأمّل) وما شابهها، هو ربّما توهين لما سبق من المطلب والإشكال عليه، وأما عبارة (فافهم) أي: افهم المطلب وتفطّن له، ولا تلتفت لما قد يشكل عليك بكذا وكذا.

على أننا لم نقتصر هنا على هاتين العبارتين وما شابهها فقط، بل توسعنا إلى بيان وجه (التدبّر)، ووجه (الإشكال)، أو وجه (البُعد)، أو وجه (الخفاء)، أو وجه (الضعف)، بل وجه (القوّة) أيضا، ونحو ذلك کما ستری؛ لإزالة وجه الغموض عن هذه العبارات في الكتاب، وبيان طريقها الفقهي، ولكن ذلك في خصوص عبارات المصنّف فقط وتوقّفاته، لا بما استشهد به المصنّف من عبائر بعض الأعلام وكتبهم.

على أننا لم نقتصر في الإيضاح والبيان على خصوص هذه العبارات والكلمة فقط – مع أنّها غايتنا – وإنّما حاولنا إضافة ما تقدّم من الكلام على العبارة، وأحياناً ما تأخر عنها من كلام للمصنف وغيره، مع شرح ذلك شرحاً مزجياً وبيان وجهه؛ ليحيط القارئ العزيز بالمطلب، وتتسلسل رؤيته لتصوّره دون مراجعة أصل الكتاب قدر الإمكان.

ثم جعلنا نصّ المتن بخطّ غامق، وجعلنا التوضيح والبيان بخط فاتح، مسبوقة بكلمة (أقول) للتمييز، كما وجعلنا العبارات التي يراد بیان نظر المصنف فيها وإيضاحها بالخط الغامق أيضاً للدلالة عليها.

النسخة المعتمدة

هذا وقد اعتمدنا في نقل هذه العبارات والنصوص على نسخة كتاب (المكاسب) للشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره) بأجزائها الستة من طبعتها الثانية لسنة 1420هـ، والذي طبع بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأعظم الأنصاري (قدّس سرُّه)، وبتحقيق وإعداد لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم برعاية ونشر مجمع الفكر الإسلامي في قم المشرفة.

ونرجو من الله تعالى أن نكون قد وفّقنا في إيضاح وبيان ذلك، وفي تيسير بعض المطالب، وسهولة الوقوف عليها والرجوع إليها، فإنّه نعم المولى ونعم النصير، وغاية رجائنا ومنتهى أملنا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المرجع الفياض

 

تقريظ المرجع الديني آية الله الشيخ اسحاق الفياض

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير خلقه محمد آله الطيبين الطاهرين
وبعد
فإن جناب حجة الإسلام والمسلمين السيد محمود المقدس الغريفي “دام توفيقه” قد حضر أبحاثنا العالية في الفقه والأصول فترة طويلة حضور تفهم وتدبّر وبلغ بحمد الله تعالى مرتبة عالية من العلم والفضل وقد لاحظت بعض مؤلفاته القيمة التي تكشف عن مقدرته العلمية والفكرية وتنبئ عن مستقبل زاهر له في خدمة الحوزة العلمية ورفد المكتبة الإسلامية وتربية الجيل الصالح فأسأله تعالى أن يجعله علماً من أعلام الدين في حوزة النجف الأشرف العريقة ويوفقه لخدمة المؤمنين والله وليّ التوفيق

محمد اسحاق الفياض

24 ربيع الثاني / 1439هـ.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky