من الاهتمام بالدروس ومراجعتها في العطلة الصيفية إلى بيان الأحكام الشرعية للناس ودعوتهم إلى وحدة الصف وترك المشاجرة .. نصائح وتوصيات المرجع الديني آية الله الشيخ إسحاق الفياض “حفظه الله” في ختام جلسة درسه لطلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف قبل أیام.
خاص الاجتهاد: وجه المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ اسحاق الفياض (دام ظله) بمناسبة التعطيل الصيفي توصيات في ختام جلسة درسه لطلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف (في نهاية درس الأصول، ٤ ذي القعدة ١٤٤٠ هـ).
وقال آية الله الفياض أن على طلاب العلم الاهتمام بدروسهم وجعلها في رأس أعمالهم وتقديمها على كل المستحبات، حتى صلاة الليل.
وأكد المرجع الديني آية الله الفياض أن حوزة النجف حوزة كبيرة وقديمة ومعروفة بعمق دراستها، فلا بد من الحفاظ عليها.
وأشار سماحته إلى جهل الناس بالأحكام الشرعية موضحاً أن على كل طلبة يرجع إلى مدينته ومحافظته، في كل مجلس؛ تعزية أو آخر، وظيفته في الدرجة الأولى بيان الأحكام الشرعية.
وتطرق آية الله الفياض إلى مسألة المشاجرة والعنف بين الناس والعشائر، طالباً طلاب العلوم الدينية إلى دعوة الناس لوحدة الصف والتلاحم والتآزر والاجتناب عن الفتن.
وفي ما يلي نص ما تفضل به سماحته في ختام درسه:
وفي ختام هذا البحث نذكر أموراً:
الأمر الأول،
علی الطلبة الاهتمام بدروسهم وجعلها في رأس أعمالهم، و يقدمها على كل عمل، وعلى كل المستحبات، حتى صلاة الليل. فإذا دار الأمر بين أن يطالع دروسه أو يكتبها أو يباحث وبين أن يصلّي صلاة الليل، فالدرس مقدم على صلاة الليل.
فإن الدرس أقله واجب كفائي. وقد يكون واجبا عينياً، بأن حفظ المذهب وسلامته بهذه الدروس. وهذه الدروس تحافظ على الحوزة العلمية بالنجف الأشرف. وحوزة النجف تهتم بهذه الدروس لأنها حوزة كبيرة وقديمة ومعروفة بعمق دراستها، فلا بد من الحفاظ عليها.، وهذه وظيفة جميعنا.
الأمر الثاني
أن التعطيل الصيفي فرصة مهمة للطلبة، لمراجعة دروسهم وكتاباتهم وإعادة الكتابة. لأن الإعادة مفيدة جداً، لأنها تخطر في قلبه ما لا يخطر سابقاً، وكلما يخطر في قلبه من الإشكال أو التوضيح لابد من أن يكتب ويشير إليه إعادة ذلك.
الأمر الثالث
أن كل طلبة يرجع إلى مدينته ومحافظته، في كل مجلس؛ تعزية أو آخر، أو مجلس هو يقوم بتشكيله لجمع الناس لبيان الأحكام الشرعية والآداب والأخلاق، أو كان إمام جماعة مسجد في بلده، فوظيفته في الدرجة الأولى بيان الأحكام الشرعية، أقلها مسألة أو مسالتين أو ثلاث مسائل من محل ابتلاء الناس ولاسيما بين النساء.
فإن الجهل بالأحكام الشرعية في هذا البلد لاحدود له. وهذا وظيفة الطلاب والاساتذة والخطباء.
وبعد بيان الأحكام الشرعية، بيان فضائل النبي الأكرم “صلى الله عليه واله وسلم” وأئمة الأطهار “علیهم السلام” وأخلاقهم، فإن النبي الأكرم “صلى الله عليه وآله وسلم” كان يتعامل مع المشركين بأخلاق عالية، مع أن المشركين كانوا أعدا عدوه وأرادوا قتله، حتى نزل في حقه: “إنك لعلى خلق عظيم”.
وكذلك علي بن أبي طالب “عليه السلام” غصب حقه وأحرق بابه وأسقط جنين حريمه وظلم ما ظلم، مع ذلك يتعامل مع أعدائه بالاعتدال وبكلام لین وطيب. هذا درس لنا ودرس للشيعة واتباع الأئمة الأطهار “عليهم السلام”.
لابد أن يكونوا كذلك مع الجميع من رفاقه وزملائه وأهل بلده ومع السنة ومع اليهود والنصارى وجميع البشر، لأن إنسانية الإنسان تقتضي ذلك. لأن العنف من الحيوان، فإن الحيوان اذا وصل إلى حيوان آخر يتعامل معها بالعنف، أما الإنسان إذا وصل إلى إنسان آخر يتعامل بالرأفة والرحمة وابتسامة الوجه وبكلام ليّن، فهذا يورث المودة والمحبة، فالعنف يولد العنف.
وعلى الطلبة أن يدعوا الناس لوحدة الصف والتلاحم والتوافق والتآزر والاجتناب عن الفتنة والفساد والنفاق، فإن النفاق يضر بدينهم ودنياهم. ويطلب منهم ترك المشاجرة ولاسيما إيذاء الناس والقتل، لأن من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فكأنما قتل الناس جميعا.
كيف يمكن للشيعة أن يقتل شيعة، أو عشيرة تقتل عشيرة أخرى؟! وهذا يدل على أنه لايهتم بالدين ولا بالمذهب. والحكومة أيضاً ضعيفة ولا تتمكن من السيطرة على هؤلاء.
فلابد على الطلبة من أن ينصح الناس بالتلاحم والتآزر ومساعدة الأيتام والأرامل فإنّ فيه بركة لهم وبركة في عمرهم و أولادهم وبلدهم.
وفي الختام نلتمس من الجميع الدعاء.