الاجتهاد: ابتدأ المؤلف العلامة آل بحر العلوم في کتابه “وفيات الأعلام” بذكر وفيات علماء القرن السادس الهجري حتى القرن الرابع عشر، حيث بلغ ما جمعه من الوَفيات ألفاً وستمائة وثماني وثمانين، مع ذكر تراجمهم بشكل مختصر عدا بعضهم حيث أطنب في ذكرهم وشرح أحوالهم.
صدر حديثا عن مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة كتاب “وفيات الأعلام” تأليف العلامة السيد محمد صادق آل بحرالعلوم وتحقيق مركز إحياء التراث التابع لدار المخطوطات العتبة العباسية المقدسة ؛ في مجلدين.
والكتاب يعد حقاً من المراجع المهمة في علم التراجم، ومصدراً لبعض التراجم التي وردت فيه، إضافةً إلى ما فيه من الفوائد الجمة التي كتبت بيراع عالمٍ محّققٍ أفنى عمره المبارك في سبر أغوار التراث الإسلامي وحفظه وإحيائه.
وجاء في مقدمة الكتاب :
الحمد لله الذي رفع منزلة العلماء، وفضّل مدادهم على دماء الشهداء، والصلاة والسلام على خير الخلق محمد سيّد من في الأرض والسماء صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى آله الميامين النجباء عليهم السلام
وبعد: من سنن التاريخ الثابتة أن تمرالأمم والحضارات عبر تاريخها بحقب زمنية مختلفة، وأطوار متفاوتة، فمنها ما تموت وتندثر، ومنها ما تحيا وتزدهر، فحياة هذه الأمم مرهونة برجالها الذين ينهضون لكلّ حقبة، ويحملون على عاتقهم مصير أمتهم وتراث حضارتهم للأجيال اللاحقة، فيشكلون بذلك حلقة وصل مهمة بين ماضيهم ومستقبلهم.
وأمتنا الإسلامية زخرت على امتداد قرونها الأربعة عشر بفطاحل الرجال في کل میادين حياتها بل في كلّ علم من علومها وفن من فنونها، فشكلوا بشخوصهم ونتاجهم جزءاً مهماً من تراثها وما كان ذلك منهم إلا إيماناَ بدينهم وخدمة لأمتهم.
ونتيجة لتفاني هؤلاء الرجال – من علماء وغيرهم – ونكرانهم لذاتهم؛ خدمةً للدين والعلم على الرغم مما قاسوه من صعوبة الحياة وشظف العيش، أصبح كلّ واحد منهم أنموذجاً فذّاً للعطاء والإبداع، وأسوة حسنة يحتذى بها؛ لذلك حثّ ديننا العظيم على إحياء ذكر أمثالهم، وتذا كر أخبارهم، ومن ذلك ما ورد في الخبر:«من ورخ مؤمناً فكأنما أحياه»
لهذا السبب ولغيره من الأسباب، نجد في تراثنا الإسلامي – وكذا في تراث الأمم الأخرى – تدوينًا لأخبار الأعلام من علماء ورؤساء، وقادة وأبطال وغيرهم، واقتضت حاجة المشتغلين في العلم منذ القرون الأولى إلى معرفة طبقات الأعلام والأعيان من علماء وشخصيات مهمة في التاريخ.
لما لها من ارتباط وثيق بالعلوم، فاهتموا اهتماماً واسعاً في معرفة تواريخ ولاداتهم ووَفياتهم بخاصة:بالسنة،والشهر، واليوم،حّتى ألفت وصُنفت العشرات من الكتب المتخصصة في هذا المجال على اختلاف في المنهج، فمنهم من دوّن الأعمار مستقصياً الولادة والوفاة، ومنهم من اكتفى بتدوين سنوات الوفاة فقط؛ لما لها من أهمية في تحديد طبقات الرجال وهكذا.
ومن بين تلك المؤلفات نقف اليوم عند واحد منها اختصّ بتاريخ وفيات أعلام الشيعة الاثني عشرية لعدة قرون، تحت عنوان « وفيات الأعلام لمؤلِّفه العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم( ت 1399هـ ) مبتدئا فيه بذكر وفيات علماء القرن السادس الهجري حتى القرن الرابع عشر، مع ذكر تراجمهم بشكل مختصر عدا بعضهم حيث أطنب في ذكرهم وشرح أحوالهم.
فكتابنا هذا يعد حقاً من المراجع المهمة في علم التراجم، ومصدراً لبعض التراجم التي وردت فيه، إضافةً إلى ما فيه من الفوائد الجمة التي كتبت بيراع عالمٍ محّققٍ أفنى عمره المبارك في سبر أغوار التراث الإسلامي وحفظه وإحيائه.
سیرة المؤلف :
العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم ولد في النجف الأشرف 1315 هـ وقرأ المقدمات العلمية من العلوم الأدبية وغيرها على جماعة من فضلاء الحوزة، وتلمذ على السيد مهدي ابن السيد محسن ابن السيد حسين آل بحر العلوم (ت ١٣٣٥ ه) والشيخ شكر بن أحمد البغدادي) (ت ١٣٥٧ ه).
کما تلمذ في الأصول والفقه خارجاً على الميرزا محمد النائيني النجفي (1355هـ ) والسيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني والإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم ( ت1390هـ).
توفىّ رحمه الله يوم ٢١ شهر رجب سنة ( ١٣٩٩ ه)، ودُفن في مقبرة أسرته جنب مسجد الشيخ الطوسی
منهجیة المؤلف و مصادره
مما لا ريب فيه أن كل باحث أو مؤلِّف عندما يكتب بحثاً أو يؤلِّف كتاباً ، أويقوم بجمع شيء ما، فإنه سيدوّن معلوماته بطريقة ما يقید نفسه بالالتزام بها، والسير على هداها، وهذا ما يعرف ب(المنهج).
وقد اختلف السيد في منهجه وطريقة جمعه للوَفيات؛ حيث لم يّتخذ منهجاً ثابتاً في إيرادها، من حيث الزيادة والنقصان في عددها بالنسبة الى القرون، والإطناب والإيجاز فيها، حيث بلغ ما جمعه من الوَفيات ألفاً وستمائة وثماني وثمانين، فكانت حصيلة وَفيات القرن السادس اثنتين، والقرن السابع أربعاً، والقرن الثامن إحدى عشرة، والقرن التاسع ثمان، والقرن العاشر ثلاثاً وثلاثين، والقرن الحادي عشر مائة و خمساً، والقرن الثاني عشر مائة وتسعاً وأربعين، والقرن الثالث عشر أربعمائة وتسعاً وعشرين، والقرن الرابع عشر والأخير تسعمائة وسبعاً وأربعين من الوفيات.
أما من حيث الإطناب فقد بسط الكلام في ترجمة سبعة من علماء القرن الرابع عشر الهجری عند ذكر وفياتهم، وهم كلٌّ من: الشيخ العلامة محمد جواد البلاغی (ت ١٣٥٢ ه( والشيخ العلامة محمد طاهر السماوي( ت١٣٧٠ ه) والسيد العلامة محسن الأمين العاملي )ت ١٣٧١ ه) والسيد العلامة عبد الحسين شرف الدين الموسوي( ت ١٣٧٧ ه) والشیخ العلامة آقا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ) وآية الله العظمى السيد محسن الحكيم( ت ١٣٩٠ ه،والشيخ العلامة عبد الحسين الأمينی ( ت ١٣٩١ ه)
غلاف الكتاب:
الكتاب: وفيات الأعلام. 2مجلد
تأليف: العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم.
تحقيق: مركز إحياء التراث التابع لدار المخطوطات العتبة العباسية المقدسة
الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
الإخراج الفني: السيد محمد جبار العميدي.
المدّقق اللغوي: الأستاذ علي حبيب العيداني.
المطبعة: دار الكفيل – العراق – كربلاء المقدسة
الطبعة: الأولى.
عدد النسخ: ١٠٠٠
التاريخ: ٢ ربيع الآخر ١٤٣٨ ه – ١ كانون الثاني ٢٠١٧ م.
يتضمن كشافات ومصادر. يضم ملخص باللغة الإنجليزية. ١. العلماء المسلمون- الشيعة الإمامية
لتحميل المجلدين أضغط هنا
المجلد الأول
المجلد الثاني