أطلب من كافة الأساتذة المحترمين ومدراء الحوزات العلمية، أن يضعوا علم الحديث في سطوح الحوزة المختلفة، الصفوف والبرامج المنظّمة والهادفة، ويجعلوا الأنس بالروايات على رأس البرامج التربوية والعلمية، لتكون الحوزة العلمية من خلال استعمال منهج وأسلوب السلف الصالح ناجحة أكثر من ذي قبل، في مطالعة الحديث والتدقيق فيها والاستنباط منها.
خاص الاجتهاد: في قاعة الشيخ الطوسي في المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلامية بقم المقدسة، أقيمت اليوم الخميس ( 5 ربيع الثاني 1440هـ 13 /12 2018م) مراسم إزاحة الستار عن الترجمة الفارسية لكتاب أصول الكافي بقلم المحقق الشيخ حسين أنصاريان وبهذه المناسبة وجه المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ لطف الله صافي الكلبایكانی رسالة إلى المراسم.
وفي مايلي رسالة سماحته:
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین و الصّلوة و السّلام علی سیّد الأنبیاء و المرسلین أبی القاسم المصطفی محمّد وآله الطیبین الطاهرین سیّما بقیة الله فی الأرضین عجّل الله تعالی فرجه الشریف.
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليهالسلام قَالَ: «الرَّاوِيَةُ لِحَدِيثِنَا يَشُدُّ بِهِ قُلُوبَ شِيعَتِنَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ»
نتقدم بالتحية والإحترام من الأساتذة والفضلاء المحترمين، والأعزاء الذين كان لهم شرف المشاركة في هذا المحفل للتعبير عن احترامهم لكتاب الكافي؛ هذه الموسوعة الروائية الكبرى،
وسنعرض بعض النقاط:
إن أهمية الحديث والاهتمام به مثل أهمية أصل الدين و الاعتقاد بالتشيّع، هو أمر لا يمكن شرحه في هذه العجالة.
الحديث مثل الروح في جسم و روح الدين، ويجب أن يتدفق كالدم في شرايين الحوزة العلمية المقدسة، لترتوي روح الطلاب الأعزاء وفكرهم منه.
أساس الحديث امتياز و مصداقية دائمة للحوزة، وعلى الحوزات العلمية أن تحافظ على هذا الفخر العريق لها. يجب أن يكون أصل وأساس جميع الأبحاث الحوزوية قائم على هذا المحور، والإبتعاد عنه بمثابة الظلام والجهل.
إنّ إحياء القلوب و النفوس المستعدة والتهذيب الواقعي و العرفان الحقيقي، يمكن تحقيقه في ضوء الاستفادة من الحديث و التنفس في أجواء الروايات النورانية، والإبتعاد عن نورانية أهل البيت عليهم السلام هو خسران عظيم وسقوط في وديان الجهل والهلاك الأبدي.
أطلب من كافة الأساتذة المحترمين و مدراء الحوزات العلمية، أن يضعوا علم الحديث في سطوح الحوزة المختلفة، الصفوف و البرامج المنظّمة و الهادفة، ويجعلوا الأنس بالروايات على رأس البرامج التربوية و العلمية، لتكون الحوزة العلمية من خلال استعمال منهج وأسلوب السلف الصالح ناجحة أكثر من ذي قبل، في مطالعة الحديث و التدقيق فيها والاستنباط منها.
الحمد لله تعالى كانت أوساطنا الروائية دائماً محل اهتمام الفقهاء والعلماء واهتمام الخاص، وكان لها تألّق خاص في صدر جميع الكتب. وفي هذا السياق فإن كتاب الكافي الشريف و كاتبه عظيم الشأن، محدّث العالم الاسلامي الشهير، ثقة الاسلام الكليني أعلى الله مقامه الشريف، يقع في أوج العظمة و الروعة.
على الرغم من أن ذلك المرحوم قد كان في علم الحديث على رأس المحدثين و الحفّاظ و أرباب أوساط الحديث وبين علماء الاسلام، إلّا أنه يتمتع بمكانة خاصة وله أعلى المراتب في جميع العلوم الاسلامية أيضاً، مثل الكلام، الرجال، التاريخ، الأدب والتفسير.
نشكر الله تعالى اليوم أن هذا الكتاب النفيس قد وقع ثانية بيد الخطيب القدير والواعظ العزيز حجة الاسلام والمسلمين السيد أنصاريان دامت توفيقاته ليترجمه إلى الفارسية و يضعه بين يدي الأوساط العلمية و المراكز الدينية و الثقافية و المهتمين باللغة الفارسية.
أسأل الله تعالى المزيد من النجاح له في ظ ل عناية ولي العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف. و إن شاء الله تعالى تشملنا عنايته الخاصة جميعاً. و السلام علیکم و رحمةالله و برکاته
لطف الله صافی – 3 ربیع الثانی 1440 هـ.ق.