الاجتهاد: الشيخ على جمعة، المفتى السابق، يجب على المرأة أن تتحدث من وراء حِجابٍ، مشيرًا إلى أن المتأمل بإنصاف لقضية فرض الحجاب، يجد أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزي الإسلامي الذي ينبغي للمرأة أن ترتديه هو دعوة تتماشى مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشف الوجه والكفين وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويبقي على أنوثتها، ومكانها فى قلب الرجل.
ما يزال يُجادل البعض بأنّ الحجاب عادةٌ وليس عبادة، ليحسم عدد من علماء الدين الجدل الدائر حول الحجاب والدعوات التى تطالب بخلعه، حيث أكدوا أن الحجاب فرض على المرأة المسلمة، ولكن في الوقت ذاته رفضوا وصف من ترفض ارتداءه بأنها خارجة عن الإسلام.
من جانبه قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن 99% من رأي جمهور الفقهاء أكد أن الحجاب فرض على المرأة المسلمة.
أما الحجاب والمقصود به غطاء شعر الرأس، وهو ما أجمع عليه علماء المسلمين، وإن كان من الصعب اتهام المرأة التي لا ترتدي الحجاب بأنها خارجة عن الإسلام ولكنها مخالفة أو عاصية.
الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، يرى أنه يجب ستر عورة المرأة، ولا يجب أن يظهر منها إلا الكفان والوجه، مؤكدا أن السنة النبوية الشريفة لم يرد عنها ما يؤكد تغطية القدمين والكفين، مشيرًا إلى أن ارتداء المرأة الحجاب عند المحارم مسألة نسبية.
من جانبه قال الشيخ على جمعة، المفتى السابق، يجب على المرأة أن تتحدث من وراء حجاب، مشيرًا إلى أن المتأمل بإنصاف لقضية فرض الحجاب، يجد أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزي الإسلامي الذي ينبغي للمرأة أن ترتديه هو دعوة تتماشى مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشف الوجه والكفين وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويبقي على أنوثتها، ومكانها فى قلب الرجل.
كما أن التزام المرأة بالحجاب يساعدها على أن يعاملها المجتمع باعتبارها عقلا ناجحا، وفكرا مثمرا، وعامل بناء في تحقيق التقدم والرقي، وليس باعتبارها جسدا وشهوة، خاصة أن الله – عز وجل – قد أودع في المرأة جاذبية دافعة وكافية للفت نظر الرجال إليها؛ مضيفًا أن الطبيعة تدعو الأنثى أن تقيم بينها وبين الرجل أكثر من حجاب ساتر، حتى تظل دائما مطلوبة عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.
وتحدث الدكتور أحمد كريمة، قائلا: أنا في دولة فيها قانون يؤكد على أن الدين الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع، وأن الحجاب ليس فرضا في الإسلام، ولكنه عادة على نساء المسلمين الاحتشام، مؤكدا أن النقاب ليس من الإسلام.
مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية، ردّ على ما يقوله كريمة بأن مثل هذه الفتاوى “شاذة” و”متطرفة” ولا تمت للإسلام بصلة، وأن الحجاب فرض ثبت وجوبه بنصوص قرآنية قطعية الثبوت والدلالة لا تقبل الاجتهاد، وليس لأحد أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يقبل من العامة أو غير المتخصصين مهما كانت ثقافتهم الخوض فيها.
ويشير مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية، إلى أن من الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة، التي نصت على أن الحجاب فرض على كل نساء المسلمين، قول الله تعالى فى سورة المؤمنون: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ»، وقوله جل شأنه فى سورة الأحزاب: «يَا أَيُّهَا النَّبِي قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا».
والأمر في الآية الواردة في سورة الأحزاب، لزوجات «النبى صلى الله عليه وسلم» وبناته، وعموم نساء المسلمين، وليس كما يدعي البعض أنه تشريع خاص ببيت النبوة؛ كما أن المطالِع لكتب التاريخ والفقه الإسلامي على مر العصور، لا يجد رواية واحدة تشير إلى أن عمل الصحابة وآل البيت كان مخالفا لهذه النصوص القرآنية، أو أن أحدا منهم أفتى بأن الحجابَ ليس فرضا، ولا يوجد كذلك قول واحد لأي عالم من علماء الأمة الثقات يبيح للمرأة عدم ارتداء الحجابِ.