خاص الاجتهاد: أشار أحد أساتذة السطوح العليا في حوزه خراسان العلمية إلى أهمية بيان شروط وأخلاقيات أساتذة البحث الخارج، مبيّنًا خصائصها المميزة التي تُميّزها عن باقي المراحل الدراسية.
وشدّد على أنّ ثقافة هذه الدروس قائمة على الحوار والمناقشة المُتبادلة بين الأستاذ والطلاب.
أجرى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مهدي زماني فرد، على هامش امتحانات البحث الخارج في حوزة خراسان العلمية، حوارًا مع وكالة حوزة خراسان للأنباء تناول فيه شروط أساتذة هذه الدروس، مُشيرًا إلى أنّ البحث الخارج يُعدّ آخر مرحلة دراسية في مسار التعليم الحوزوي، ممّا يتطلب توافر شروط وخصائص مُعيّنة للاستفادة القصوى من هذه الدروس.
وأكدّ حجة الإسلام والمسلمين زماني فرد على ضرورة امتلاك أساتذة البحث الخارج خبرة كافية في تدريس السطوح التمهيدية، وقال: إنّ هذه الخبرة تُتيح للأساتذة فرصةً أفضل، حيث أنه كلما كانت المقدمات أقوى، كان الطلاب بالتأكيد أقوى في مقام و مرحلة الاجتهاد والاستنباط.
وشدّد أستاذ البحث الخارج في حوزة خراسان العلمية على أنه يجب على أستاذ البحث الخارج التركيز بشكل أكبر على تعليم الأساليب، وأن يكون دخوله وخروجه في الموضوعات و الابحاث منهجيًا حتى يتمكن الطالب من فهم هذه الأساليب، وقال: لا ينبغي للأستاذ أن يقدم المحتوى فقط للطالب، بل يجب عليه أيضًا تعليمه الطريقة والمنهج، وشرح خطوات الاجتهاد خطوة بخطوة عند شرح الدروس وتبينها.
وبيّن حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مهدي زماني فرد أنّ على الأستاذ مراعاة محورية حالة البحث في الدرس، والرجوع إلى مصادر متنوعة والاستفادة منها في الدرس، وقال: إنّ الأستاذ عندما يريد دراسة لغة ما، يجب عليه أن يدخل من خلال معرفة الموضوع، وأن يستخدم كتب اللغة المختلفة، وأن يقارن بين كتب اللغة ثم يستنتج النتيجة.
وأشار سماحته إلى أهمية تلخيص الدروس في نهاية كلّ مسالة مطروحة، وقال: الموضوع ذو الأهمية في تعليم غني هو أنه في نهاية كل درس يجب على الأستاذ تلخيص الموضوع، والذي يمكن أن يساعد هذا الملخص، الطلاب أيضًا في تقديم ملخص للموضوع، الشيء الذي يساعد كثيرا في تثبيت المواد في أذهان الطلاب
وحثّ أستاذ البحث الخارج في حوزة خراسان العلمية، أساتذة بحوث الخارج على متابعة مسائل طلابهم وتنمية روح النقد والتحليل لديهم، مؤكّداً على أنّ مهمة الأستاذ هي إيصال مفهوم ثقافة البحث والمناقشة لطلابه، وأنّ ثقافة البحث الخارج ليست ثقافة إلقاء المحاضرات، بل هي ثقافة الحوار والتفاعل، حيث أنّ الاجتهاد ثمرة الحوار والمناقشة.