تهديد أمريكا لقائد الثورة: إهانة للمرجعية الدينية والقيم الإلهية / الإساءة إلى قادة الأديان تقوّض التضامن بين الأديان

خاص الاجتهاد: وصف سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الفاتيكان، في رسالة رسمية موجهة إلى البابا ليو الرابع عشر، التهديد والإهانة غير المسبوقين الصادرين عن الرئيس الأمريكي ضد قائد الثورة الإسلامية، بأنهما إهانة واضحة لمقام المرجعية الدينية والقيم الإلهية.

وطالب السفير البابا باتخاذ موقف حازم للدفاع عن المكانة الروحية للزعماء الدينيين ووقف إضعاف التضامن بين الأديان.

وفقا للاجتهاد، وصف حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد حسين مختاري، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الفاتيكان، في رسالة موجهة إلى البابا ليو الرابع عشر، الإهانة والتهديد غير المسبوقين الصادرين عن الرئيس الأمريكي ضد قائد الثورة الإسلامية بأنهما “مصداق واضح لانتهاك حرمة المرجعية الدينية والقيم الإلهية

وفي رسالته هذه، أكد السفير الإيراني على الدور الحاسم للمسؤولين الدينيين في العالم في الحفاظ على المكانة الروحية وتعزيز وحدة الأديان الإلهية، مستندا في ذلك إلى النقاط المشتركة في القرآن الكريم، محذرًا من خطورة عدم احترام قادة الأديان، وطالب بـرد فعل مناسب وتوضيحي من قبل زعيم الكاثوليك في العالم ضد مثل هذه التصرفات.

كما أشار حجة الإسلام والمسلمين مختاري إلى العواقب الوخيمة للإساءة إلى الرموز الدينية وإضعاف التضامن بين الأديان، داعيًا البابا فرنسيس إلى استخدام مكانته الروحية والمؤثرة للدفاع عن حرمة قادة الأديان واتخاذ موقف واضح من هذه القضية.

وفي ما يليق نص الرسالة:
صاحب القداسة البابا ليو الرابع عشر،
زعيم الكاثوليك في العالم،

مع فائق الاحترام، وكما تعلمون، فقد قامت الحكومة الأمريكية ورئيسها في مناسبات عديدة بتوجيه الإهانات والتهديدات المباشرة باغتيال القائد المعظم للجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي لا يمثل فقط شخصية سياسية، بل يتمتع أيضًا بمكانة دينية رفيعة. وقد اعترف مسؤولو الكيان الصهيوني، بمن فيهم وزير خارجية هذا الكيان، صراحةً بنية كيانهم اغتياله.

للأسف، أدت السياسات السائدة في العالم اليوم إلى تهميش القيم الروحية والأخلاقية، وإهانة التقاليد والمقدسات الدينية، والأهم من ذلك كله، توجيه الإهانات إلى قادة الأديان.

العمل الأخير للرئيس الأمريكي، بغض النظر عن جوانبه السياسية والقانونية التي تتعارض مع القوانين والبروتوكولات المعترف بها في النظام القانوني الدولي، يحمل عواقب وخيمة وخطيرة من الناحية الدينية. بعبارة أخرى، هذه الإهانة الصريحة لعالم ديني بارز في العالم الإسلامي لها تداعيات سلبية ليس فقط على الصعيد السياسي، بل على الصعيد الديني أيضًا.

إن هذا العمل لا يقوّض التعايش السلمي والاحترام المتبادل فحسب، بل سيلغي أيضًا جميع الجهود المبذولة في سبيل وحدة الأديان وأخوّتها، وهو بلا شك يتعارض مع بنود وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا الراحل في عام 2019.

ولا شك أنه إذا لم يتخذ قادة الأديان ومفكروها في العالم موقفًا ضد مثل هذا الفعل، اقتداءً بالكتاب المقدس الذي يأمر في الآية 28 من الإصحاح 22 من سفر الخروج: “لاَ تَسُبَّ اللهَ، وَلاَ تَلْعَنْ رَئِيسًا فِي شَعْبِكَ، فلن يكون أي من قادة الأديان في العالم بمأمن من هذا الأمر في المستقبل.

من البديهي في التقاليد المسيحية أن إهانة الشخصيات المقدسة تعتبر خطيئة، وهي دليل على عدم احترام الله.

يتضح جليًا من تفسيرات آباء الكنيسة وعلماء اللاهوت المسيحي أن احترام القادة الدينيين واجب، حتى في حال وجود خلاف معهم. فالإهانة والسباب تجاه القادة الدينيين يتعارضان مع العدالة والتواضع والنظام الإلهي.

وكما أكدتم مؤخرًا في لقائكم مع ممثلي الكنائس والمذاهب والأديان المختلفة في الفاتيكان على أهمية الأخوة العالمية والحوار بين الأديان، وأشرتم بحق إلى أن: “شهادة أخوتنا ستساعد في بناء عالم يسوده السلام”، وذكرتم أيضًا: “يجب علينا بناء جسور التواصل بالاحترام المتبادل وحرية الضمير والابتعاد عن الحرب والعنف”. لذا، فمن المؤسف جدًا أن نشهد في العصر الحالي إهانة للكتب المقدسة والقادة الدينيين في مختلف أنحاء العالم.

من الواضح تمامًا أن التسامح الديني، وهو أمر مستحسن وضروري، لا يمكن أن يقبل إهانة قادة الأديان الأخرى. بل إنه يدين بقوة الأقوال والأفعال المسيئة لمقدسات الأديان الأخرى. لذلك، فإن الصمت إزاء إهانة زعيم ديني في العالم سيؤدي بلا شك إلى تصدع وتفرقة بين أتباع الإسلام والأديان الأخرى، وستطال تبعاته الجميع.

إننا نتوقع من قداستكم اتخاذ موقف حازم إزاء التهديد والإهانة الموجهين إلى القائد المعظم لإيران، الإمام الخامنئي (دام ظله)، وهو ما يعني إهانة وجرح مشاعر ليس فقط الشيعة، بل جميع المسلمين في مختلف البلدان.

أغتنم هذه الفرصة لأجدد لكم أسمى آيات الاحترام.

محمد حسين مختاري

سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفاتيكان

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky