الاجتهاد: البحث هذا محاولة لاستكشاف منهج الفهم في الدرس الأصولي، أخذا بهذا الاعتبار المحدد في ارتباط علم أصول الفقه بمقصدية البيان والإفهام والتأويل، وهو ما يفسر لنا حضور البحث في اللغة والدلالة بشكل قوي بين علماء أصول الفقه رغم اختلاف مدارسهم و تعدد مذاهبهم واتجاهاتهم.
عد علم أصول الفقه من أبرز العلوم الشرعية التي أنتجتها الحضارة العربية الإسلامية في امتدادها التاريخي البعيد، فقد عبر هذا العلم عن أهم المشاغل والإشكالات التشريعية والتأويلية التي عرفتها هذه الحضارة.
وقد حدد ابن خلدون ت (454هـ) في المقدمة قيمة هذا العلم فقال: “اعلم أن علم أصول الفقه، من أعظم العلوم الشرعية، وأجلها قدرًا، وأكثرها فائدة. فهو النظر في بناء الأدلة الشرعية، من حيث تؤخذ منها الأدلة الشرعية…”.
فهو علم جامع بين النقل والعقل، وبين النص والنظر، فهو أصل وقاعدة العلوم؛ لأنه عبارة «قواعد منهجية استدلالية تضبط الفهم، وتعين على استنباط الأحكام الشرعية…».
وهذا العلم يستمد مكوناته ومرجعياته الكبرى من مجموعة من العلوم التي تشاركه في الموضوع وتتداخل معه في المنهج، وتتقاسم معه الجهاز المفاهيمي … وإن كان المرجع اللغوي من أهم المرجعيات التي يستمد منها علوم أصول الفقه مكوناته ومباحثه ومادته.
وقد اعتبر الدكتور مهدي فضل الله علم أصول الفقه منهجا دقيقا في تفهم النصوص واستنباط الأحكام منها فقال: إنه منهج لا يعادله منهج آخر في دقته وتماسكه وترابطة، ومرونته، وقدرته على الخوض في مختلف موضوعات الشريعة، والوصول فيها إلى الحلول الاجتماعية والإنسانية ……..
والبحث هذا محاولة لاستكشاف منهج الفهم في الدرس الأصولي، أخذا بهذا الاعتبار المحدد في ارتباط علم أصول الفقه بمقصدية البيان والإفهام والتأويل، وهو ما يفسر لنا حضور البحث في اللغة والدلالة بشكل قوي بين علماء أصول الفقه رغم اختلاف مدارسهم و تعدد مذاهبهم واتجاهاتهم.