الشيخ حسين العصفور

تقرير عن ندوة العلامة الشيخ حسين العصفور في البحرين

الاجتهاد: العلامة السيد محسن الأمين في كتابه «أعيان الشيعة»: «كان الشيخ حسين العصفور شيخ الإخبارية في عصره وعلامتهم، متبحراً في الفقه والحديث، طويل الباع كثير الاطلاع، انتهت إليه الرئاسة والتدريس واجتماع طلبة العلم عليه من تلك البلاد وبلاد القطيف والأحساء وغيرها».

في الذكرى الـ 221، لرحيل الفقيه والمرجع الشيخ حسين العصفور عقدت مساء يوم السبت 30/7/2016 في مقامه في الشاخورة، موطن الشيخ حسين (1734 – 1804) ندوة عن إنتاجات الشيخ في التاليف و المصنفات.

وشارك في الندوة الباحثان الشيخ حسن السعيد وسيدحسن الموسوي وكانا يبحران في مصنفات الشيخ حسين، وفي ما عرف عنه من «أدب الخلاف». وأشارا إلى إنتاجه الغزير في التأليف، وإلى تعاطيه المرن والمتسامح مع المختلفين. 

الباحث سيدحسن الموسوي: مصنفات العلامة الشيخ حسين

وقال الباحث الموسوي، وهو يتحدث عن ورقته التي تحمل عنوان «مصنفات العلامة الشيخ حسين»، ليشير بداية لمكانته العلمية مستشهداً على ذلك بعدة أقوال من بينها قول العلامة السيدمحسن الأمين في كتابه «أعيان الشيعة»: «كان شيخ الإخبارية في عصره وعلامتهم، متبحراً في الفقه والحديث، طويل الباع كثير الاطلاع، انتهت إليه الرئاسة والتدريس واجتماع طلبة العلم عليه من تلك البلاد وبلاد القطيف والأحساء وغيرها».

وفي حديثه عن مصنفات الشيخ حسين، قال «ممن كتب عن ذلك، كانت البحوث التي قدمت في مؤتمر العلامة الشيخ حسين الذي أقيم في البحرين قبل 6 سنوات، بحث «ببلوغرافيا ومصنفات الشيخ حسين العصفور»، للكاتب الشيخ محمد عيسى المكباس، ليتطرق فيه لـ57 عنواناً، وذكر بعض أماكن تواجد مخطوطاتها،

أما البحث الثاني فللشيخ علي أكبر نجاد وعنونه بـ «مخطوطات العلامة الشيخ حسين العصفور في أنحاء العالم الإسلامي، وقد ذكر فيه 100 مؤلف للشيخ حسين، وقد تبين بعد البحث أن بعضها لكتاب آخرين جاءت كتوضيح لكتب الشيخ حسين، أو جمع لعدد من مسائل الفقهاء من بينهم الشيخ حسين، كما هو الحال مع كتاب (الجامع لمسائل العمرة والحج) للسيدأحمد الماجد».

وأضاف «رغم ذلك، من المهم الإشادة بما كتبه نجاد، حيث تتبع في بحثه، جميع مخطوطات الشيخ حسين في مختلف دول العالم».

وتابع «أما البحث الثالث فكان «فهرس مؤلفات العلامة الشيخ حسين العصفور البحراني» للعلامة المحقق السيدأحمد الحسيني الاشكوري، وقد رتب بحثه بحسب أسماء الكتب بالترتيب الهجائي وعنون أسماء الكتب إلى 13 قسماً وهي كالآتي:

في الفقه والاجازة وأجوبة المسائل والنحو والحديث والتاريخ والسيرة والعقائد والشعر وسيرة المعصومين والأدب ومقتل الحسين (ع) والتفسير، فيما بلغت أعداد اسماء الكتب التي احصاها 72 عنواناً»، مسجلاً ملاحظاته على تبويبه لأسماء الكتب، وقال «خلط بين السيرة وسيرة المعصومين وبين المقتل».

طريقة الشيخ حسين في التأليف

بعد ذلك، تطرق الموسوي لطريقة الشيخ حسين في التأليف، فقال «للأسف لا توجد لدينا مصادر (كما اعلم)، ذكرت الحياة الشخصية ونمط الحياة التي كان يعيشها الشيخ حسين وكيف كان ينظم وقته ومتى كان يؤلف كتبه، وكيف كان يحضر لدرسه، ومتى كان وقت درسه وأين كانت مدرسته بالضبط»، واستدرك «لكن حول كيفية تأليفه لكتبه يمكن أن نستظهر السيرة من كلمة صاحب أنوار البدرين فيما حكي له أن الشيخ حسين املى كتاب «النفحة القدسية في فقه الصلاة اليومية» على أحد تلامذته في 3 أيام،

ومن ذلك نقول: ربما تكون طريقة الشيخ حسين في التأليف هي الإملاء وهي طريقة من أصعب الطرق لحاجاتها للذاكرة وقوة الحافظة، ولكن جل الإجازات التي كتبها الشيخ حسين قد كتبها بخط يده، من بين ذلك كتابه (السوانح النظرية)».

واستعراضاً لكتب الشيخ حسين، قال «في الفقه كانت أكثر مؤلفاته، واضخمها كتاب «الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع»، وأما كتبه الفتوائية فأشهرها كتاب (سداد العباد)، وفي علم الحديث كتب كتاب«الحدائق النواظر في تتمة كتاب النوادر»

كما كتب في مختلف المجالات وشملت أجوبة المسائل واللغة والعقيدة وعلم التفسير وفي الشعر له ديوان أغلبه في رثاء الحسين (ع)، كما كتب اراجيز في الفقه والعقائد وغيرها من الفروع، وله كتاب في شرح دعاء كميل، وكتب في السيرة، وفي مواليد المعصومين».

الباحث الشيخ حسن السعيد : أدب الخلاف عند الشيخ حسين العصفور

بدوره، قدم الباحث السعيد، في ورقته المعنونة بـ «أدب الخلاف عند الشيخ حسين العصفور»، مشيراً الى مشروعية الاختلاف بين اهل الدين والحق ما دام في حدود الشريعة، مستشهدا بقول للشيخ حسين العصفور «وأما جواز الاختلاف في الفروع عندنا فمما لا كلام فيه ولا يقدح فيه ما ثبت عنهم عليهم السلام من أن لكل مسألة حكم معيناً وأنهم جعلوا لكل شيء حدّاً وجعلوا على من تعدى ذلك الحد حدّاً،

وأن حكم الله في كل مسألة واحد لا اختلاف فيه كما يؤذن به كثير من تلك الأدلة لأنهم عليهم السلام صرحوا في كثير من احاديثهم أن الكلمة من كلامهم لتنصرف على وجوه، فلو شاء انسان لصرف كلامه كيف شاء وان الله يحاسب الناس على ما اتاهم من قدر من العقول في دار الدنيا».

وبعد أن تطرق الباحث السعيد لأسباب الاختلاف بين الفقهاء والعلماء، قال «الشيخ حسين العصفور يرى الاختلاف بين الفقهاء لأمرين فقط، هما اختلاف الأخبار لأسباب وقال «أعظم تلك الأسباب التقية والتأويلات المعصومية»، أما السبب الثاني فيعود لاختلاف الأفهام».

وأضاف «لنأتي لعنوان كيف تعامل الشيح حسين مع الفقهاء ممن كان يختلف معهم في الفتاوى، وكيف كان يرى أدب الخلاف بين الفقهاء»، وتابع «نجد هذه الآداب بارزة في أسلوب الشيخ العصفور،

منها إحسان الظن بالعلماء الذين يخالفهم في الفتوى أو المنهج، وعدم الطعن على الفقهاء والتجريح في شخوصهم بل كان يكتفي بمناقشة فتاواهم وادلتهم فقط، وكان يقول في ذلك (ولا يجوز التعرض لأكثر من بيان خطأهم وفساد ما تعلقوا به، لئلاً يقتفي أثرهم من كان بعدهم)».

كما نوه إلى ما اتصف به الشيخ العصفور من الرحمة والرأفة، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، مضيفاً «ذكر تلميذه الشيخ مرزوق الشويكي: لم نره قطب في وجه أحد قط إلا غضباً لله».

الشيخ حسين… في مدرسته

يكتسب الحديث عن مرحلة الشيخ حسين العصفور، أهميته المضاعفة، بفضل ما ارتبط بتلك المرحلة من ازدهار في التعليم الديني، امتازت به البحرين قبل 200 عام، فكانت الحوزات والمدارس منتشرة في كثير من مناطقها.

الشاخورة كانت إحداها، وفيها مدرسة العلامة الشيخ حسين العصفور، والتي اختفت كل معالمها بسبب «الرغبة في تجديد البناء بالكامل»، كما يوضح ذلك ابن الشاخورة محمد عبدعلي العصفور.

وبشأن المدرسة، تشير إدارة الأوقاف الجعفرية إلى تولي إدارة الآثار والتراث الوطني بوزارة الثقافة العام 2006، عملية البحث والتنقيب في موقع المدرسة باعتباره أحد المواقع الأثرية الواقعة في قرية الشاخورة.

وأضافت «خلال فترة التنقيب عثر الفريق المنقب على العديد من اللقى الأثرية ومنها القطع الفخارية وبعض النقود كما تم الكشف عن المخطط الهندسي للمدرسة بمرافقها حيث حددت من خلال الجدران والغرف والمرافق المبنية بالحجارة والآجر القديم،

كما قام الفريق بتوثيق عملية التنقيب في الموقع والذي يعتبر من المواقع المهمة لما يحويه من آثار ثمينة لكونه مدرسة علمية رائدة حيث سبقت التعليم النظامي والأكاديمي لأكثر من قرن من الزمان».

هوامش الندوة

«الجعفرية»: الشيخ حسين فقيه استثنائي

أكد رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور، لـ «الوسط»، أن العمل مستمر لكي يرى المشروع المزدوج، المكون من مجمع ثقافي وجامع يحملان اسم العلامة الشيخ حسين العصفور، النور في الفترة المقبلة.

وأضاف «المنطقة التي تضم آثار الشيخ حسين العصفور، مقبلة على تطوير شامل، والمشروع في تحضيراته النهائية من حيث الإجازات والخرائط التنفيذية التي شارفت على الانتهاء»، منوهاً في الوقت ذاته الى استمرار الاتصالات مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي سيتحمل كلفة إنشاء الجامع، أما المجمع فستتكفل به جهات متبرعة.

وتابع «تقرر أن ينشأ جامع العلامة الشيخ حسين على مرحلتين، حيث سيشمل في مرحلته الثانية المأتم وعدداً من المرافق، وهو في طور الإجراءات النهائية للبدء فيه في أقرب وقت ممكن ان شاء الله تعالى».

وفيما يتعلق بمشروع إصدار الكتاب الخاص بالعلامة الشيخ حسين العصفور، قال «نعمل في الأوقاف على مشروع موسوعة تحمل عنوان «سلسلة تراجم علماء البحرين»، وتضم تراجم كل علماء البحرين من صدر الاسلام، وبالنسبة لكتاب الشيخ حسين، فسيتضمن اول عرض مسهب عن حياته».

وأضاف «من المهم الإشارة هنا إلى عالمية شخصية الشيخ حسين، والذي يعتبر إحدى الشخصيات العلمية التي تفخر بها البحرين على مستوى العالم الإسلامي، حيث امتدت مرجعيته من العراق للكويت والمنطقة الشرقية والحجاز واليمن وسلطنة عمان والإمارات إلى قطر إلى بومباي وكابول وإلى خراسان وخوزستان وبوشهر، ليشكل بذلك حالة استثنائية في مرحلة كانت تخلو من أية تقنيات للتواصل الإعلامي الذي نحن عليه اليوم، إلا أن مرجعيته امتدت للحدود المذكورة ولم تقتصر على البحرين».

وأردف «لم يحمل الشيخ حسين لقب العلامة اعتباطاً، ولذا يأتي مشروع المجمع والجامع في سياق استثمار المخزون العلمي والتاريخي لهذه الشخصية وما تتصف به من الصفات الاستثنائية لاظهار الوجه والثقل العلمي والحضاري للبحرين، الذي نحن اليوم أحوج ما نكون إليه،

فلدينا تاريخ حافل وعلماء على أرقى مستوى عالمي منهم العلامة البحراني الشيخ حسين وعمه المحقق البحراني الشيخ يوسف والحكيم المتأله الشيخ ميثم البحراني والمحدث الموسوعي الكبير السيدهاشم التوبلاني،

والأوقاف جادة وتعمل على إنشاء مراكز ثقافية تضم مخطوطات هؤلاء العلماء والترويج للمطبوع منها عن طريق الاتفاق مع دار نشرمحلية لتوفير كافة مطبوعات مؤلفاتهم المطبوعة في لبنان وغيرها وتوفيرها في متناول زوار مزاراتهم»، وعقب «اذا أبرزنا قيمة ومكانة وتراث علماء البحرين انعكس ذلك إيجاباً على مكانة البحرين الإقليمية والدولية».

ترجمة الشيخ

الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد آل عصفور بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة الدرازي الشاخوري البحراني، وهو ابن أخي صاحب الحدائق، وأمّه بنت الشيخ سليمان الماحوزي المعروف بالشيخ حسين عصفور.أقوال العلماء فيه:

1 ـ قال في ترجمته السيّد محسن الأمين في “أعيان الشيعة”: “كان شيخ الإخبارية في عصره وعلامتهم، متبحّرًا في الفقه والحديث، طويل الباع كثير الاطّلاع، انتهت إليه الرياسة والتدريس واجتماع طلبة العلم عليه من تلك البلاد وبلاد القطيف والإحساء وغيرها”.

2 ـ ويقول عنه صاحب أنوار البدرين (قده): “العلامة الفاضل الفهامة الكامل خاتمة الحفاظ والمحدّثين وبقية العلماء الراسخين الإخباريين الفقيه النبيه الشيخ حسين ابن العالم الأمجد الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد آل عصفور الدرازي البحراني، وهو المعني في (لؤلؤة البحرين) بحسين،

كان رحمه الله تعالى من العلماء الربّانيين والفضلاء المتتبّعين والحفاظ الماهرين، من أجلة متأخّري المتأخّرين وأساطين المذهب والدين، وعده بعض العلماء الكبار من المجددين للمذهب على رأس ألف ومائتين…”.

3 ـ قال عنه العلامة البحّاثة الشيخ آقا بزرگ الطهراني في الكرام البررة: “كان من المصنفين المكثرين المتبحّرين في الفقه والأصول والحديث وغيرها”.

مشايخه:

يروي (رحمه الله) عن أبيه الشيخ محمد وعن عمّيه الشيخ يوسف صاحب الحدائق والشيخ عبد علي، وكتب عمّه الشيخ يوسف الإجازة المسماة بلؤلؤتي البحرين لقرّتي العين، وهما ابنا أخويه الشيخ حسين بن محمد المترجم والشيخ خلف بن عبد علي.

مؤلفاته وكتبه:

لقد ذكر السيّد محسن الأمين (قده) في كتابه “أعيان الشيعة” جملة من مؤلفات الشيخ العلامة (رض)، إليك بعضًا منها:
1 ـ الحقائق الفاخرة أو عيون الحقائق الناظرة في تتميم الحدائق الناظرة لعمّه الشيخ يوسف البحراني (قده).
2 ـ النفحة القدسيّة في فقه الصلاة اليومية. وقد أشرنا له ضمن الترجمة.

3 ـ الرواشح السماوية أو السبحانية في شرح الكفاية الخراسانية، وهي كفاية السبزواري في الفقه، خمسة مجلدات.

يقول عنها السيّد الأمين في “أعيانه”: رأينا منه نسخة في “بهار” من قرى همدان في مكتبة الشيخ رضا الباهري عام 1353 سماه فيها: رواشح العناية الربانية في مجلدين كبار، فرغ من أحدهما 29 المحرم سنة 1206 والنسخة بخط تلميذه الشيخ عبد علي بن علي بن محمد التوبلي الجد حفصي الأوالي الموالي منقولة عن نسخة الأصل.

4 ـ مفاتيح الغيب والتبيان في تفسير القرآن.
5 ـ الجنة الواقية في أحكام التقية.
6 ـ الدرة الغراء في وفاة الزهراء.
7 ـ سداد العباد وهو رسالته العملية رضوان الله عليه.

وفاته ومرقده:

توفّي ليلة الأحد 21 شوال سنة 1216هـ في بلدة الشاخورة محلّ سكناه، وقبره بها مزور معروف. وقيل أنه قتل في وقعة حصلت بين أهل البحرين والخوارج. كما وقيل أن خارجيًا ضربه بحربة مسمومة في ظهر قدمه، فمات منها (رحمه الله).

المصدر: صحيفة الوسط البحرينة + مؤسسة دارالحكمة

2 تعليقات

  1. هذا التصویر غیرصحیح.هذه‌ مقبره للعلامه الشیخ حسن بن الشیخ حسین آل عصفور و قد وقع فی بوشهر

    • السلام عليكم ورحمة الله
      نعم كما تفضلتم صورة داخل الخبر هي صورة مقبرة الشيخ حسن ابن الشيخ حسين آل عصفور
      ونحن أخذنا الصورة من موقع ” سنوات الجريش” dashtiha.blogfa.com/category/72 والذي نقل الصورة خطأ.
      على كل حال غيرنا الصورة
      نشكركم على التواصل والدقة
      وأتمنى لكم التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky