الاجتهاد: المبدأ الذي يؤكد عليه سماحته هو أن الحكم في العراق يجب أن يكون للعراقيين بلا أي تسلط للأجنبي، والعراقيون هم الذين لهم الحق في اختيار نوع النظام في العراق بلا تدخل للأجانب”.
بهذا الوضوح وهذه المسؤولية الوطنية والشرعية الدينية يتلخص موقف سماحة المرجع الديني الأعلى للمسلمين الشيعة في النجف الشرف سماحة السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الشريف.
وقد اثبت هذا الموقف السيد حامد الخفاف في كتابه الذي ضمنه كل ما صدر عن سماحته وعن مكتبه في النجف في الموضوع العراقي إلى حين نشر هذا الكتاب، ممهوراً بخاتم سماحته ومثبتا بصور الوثائق الصادرة عنه، نفياً لكل محاولات اللبس التي حاول البعض التلاعب في صياغتها والتعليق عليها.
ويقول الأستاذ الخفاف في مقدمة الكتاب: ” إن السبب الرئيسي الذي دفعنا لإعداد الكتاب، هو تقديم آراء المرجعية الدينية العليا في العملية السياسية وفق ما صدر عنها مباشرة في محاولة لتوثيقها منهجياً من جهة ولتطويق حملة الافتراءات والتقولات على المرجعية الدينية ـ من جهة أخرى ـ التي تنسب لها بين الفينة والأخرى تصريحات وبيانات كاذبة وظالمة، تستهدف تشويه سمعتها، وإرباك الواقع السياسي”.
ويتلخص مضمون الكتاب بجدولة محتوياته حسب المنهجية المعتمد التي قسمته لثلاثة فصول وفهارس، “يحتوي الفصل الأول على كافة النصوص وفق التسلسل الزمني لصدورها، بينما تكفّل الفصل الثاني بترتيبها موضوعياً، أما الفصل الثالث فيحتوي على صور الوثائق الأصلية لهذه النصوص.
المصدر: دار المؤرخ العربي
تمهيد الدكتور حامد الخفاف للطبعة الثانية
قبل أكثر من سنتين صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب. وحظي باهتمام لافت من قبل الصحافة والمهتمين بالشأن المرجعي والعراقي ولأن طبيعة الموضوع تقتضي الاستمرار، فقد أضفت في هذه الطبعة ما صدر عن سماحة السيد السيستاني دام ظله من نصوص بعد صدور الطبعة الأولي.
النصوص التي صدرت خلال السنوات الثلاث الماضية قد لا تتجاوز العشرة، لسبب بسيط: وهو أن المرجعية الدينية كانت قد أبدت رأيها في القضايا الكبرى خلال السنوات الأولى التي تلت سقوط النظام السابق. وهي تبدي موقفها بالمستجدات بمقدار الضرورة التي تمليها مقتضيات بناء الدولة وحفظ الوحدة الوطنية والإسلامية.
أملي كبير أن يكون الكتاب في طبعته الأولى قد حقق بعض أهدافه، ومنها: ازالة الغبار المفتعل عن مواقف المرجعية الدينية، وتقديمها بصورة علمية ودقيقة. وأملي أكبر أن تساهم الطبعة الثانية في اثراء الموضوع وتقديمه بصورة أكثر استيعابة وشمولاً.
تمهيد للطبعة الثالثة:
تمتاز الطبعة الثالثة من كتاب «النصوص الصادرة» عن سابقاتها بأنها تحتوي على ما صدر عن سماحة السيد السيستاني دام ظله أو مكتبه في النجف الأشرف منذ آب 2009 ـ تاريخ الطبعة الثانية ـ وحتى نيسان 2013. وتحديداً الوثائق من رقم 108 إلى رقم 114. وهي عبارة عن مقابلات صحفية، وبيانات، واستفتاءات.
الوثائق المضافة على قلّتها قاربت قضايا حساسة لم يتم التطرق إليها سابقاً، مثل: الموقف من الاتفاقية الأمنية، وتفاصيل موقف المرجعية من قانون إدارة الدولة للفترة الانتقالية، ودور المرجعية في وصول رؤساء الحكومات المتعاقبة بعد 2003 لسدة الحكم، وسبب دعم الائتلاف العراقي الموحد، وغيرها.
لقد أصبح كتاب «النصوص الصادرة» خلال السنوات الماضية مرجعاً أساسياً لكل من أراد دراسة مواقف المرجعية الدينية العليا من التحولات التي عصفت بالعراق بعد سقوط النظام السابق. نأمل أن تكون الإضافات الجديدة قد عزّزت البُعد التوثيقي لحركة المرجعية العليا في مرحلة خطيرة من تاريخ العراق المعاصر.
حامد الخفاف بيروت في 25/04/2013
الفهرس:
الكتاب: النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني دام ظله في المسألة العراقية
المؤلّف: حامد الخفاف
الناشر: «دار المؤرخ العربي»، بيروت
عدد الصفحات: 484
تحميل الكتاب
الطبعة الثانية