الشهيد الأول، محمدبن مكي العاملي، حياته وآثاره

الشهيد الأول، محمدبن مكي العاملي، حياته وآثاره.. حجة الإسلام الشيخ رضا مختاري

خاص الاجتهاد: کتاب “الشهيد الأول، محمدبن مكي العاملي، حياته وآثاره ” هو أحد حلقات سلسلة «أعلام الشیعة»،أعني الحلقة ۳۵، التي تعدّ من المشاریع الضخمة التي اضطلعت بها مؤسسة تراث الشیعة، والتي تهدف إلی التعریف بمائة وأکثر من أبرز وأهمّ علماء الشیعة العظام الذین کان لهم دورٌ بارزٌ و تأثیرٌ کبیر في تاریخ الفکر الشیعي وترسیخ مبادئه و المساهمة في نشره، من خلال البحوث المعمّقة عن سیرتهم و آرائهم و أفکارهم و تراثهم العلمی ونشاطاتهم الاجتماعیة و کلّ ما له صلة بهم.

في ضمن السیاق المعدّ لهذه السلسلة حسب تاریخ وفیات هؤلاء الأعلام یأتي هذا الکتاب لیأخذ طریقه إلی النشر مختصّاً بترجمة علم الأئمة الأعلام، الفقیه المحقّق و المجدِّد الورع أَبِي‌ عبداللـه شمس الدین محمّد بن مکّي العاملي (م۷۸۶) المعروف بـ «الشهید» علی الإطلاق (تغمّده اللـه بغفرانه و أسکنه فرادیسَ جِنانه)، الذی کانَ له دورٌ کبیرٌ في تطویر حرکة الفقه الإمامي من مدرسة جبل عامل و له الیَدُ الطَوْلَی في العلوم الإسلامیة ولا سیّما في الفقه، ولا تزال آثاره القیّمة محطّاً لاستفادة الخلف و مسنداً و ملاذاً للعلماء و الفقهاء، و صار البعضُ منها مادّةً دراسیةً فی الحوزات العلمیّة الشیعیّة إلی یومنا هذا.

إعتبر حجة الاسلام الشيخ رضا مختاري مؤلف کتاب«الشهید الأول، محمدبن مکّي العاملي،حیاته وآثاره» مؤلفات الشهید الأول وآثاره العلمیة خاصة علی صعید الفقه والأصول من أهم أسباب خلود هذه الشخصیة قائلاً: هذه الکتب من الآثار المهمة فی هذا المجال وتُستَخدم كکتب دراسیة في الحوزة والمعاهد العلمية ومصدراً للبحوث في العصر الراهن.

وفقا ل “الاجتهاد”: کتاب «الشهید الاول، محمدبن مکی العاملی،حیاته وآثاره»، تألیف حجة الإسلام الشيخ رضا مختاري، أنتخب كأحد مرشحي من بين ال9 في الدور الأخير لنيل جائزة الکتاب السنوی الخامس والثلاثین فی الجمهوریة الاسلامیة في قسم الكتب الدينية فرع ” سيرة المعصومين”.

وحجة الإسلام الشيخ رضا مختاري، هو من أساتذة الحوزة العلمية ومدير موسسة ” كتاب شناسي شيعة” تراث الشیعة” و عضو المجلس الأعلى لمركز الدراسات والبحوث الثقافیة والمعارف الاسلامیة، وكذلك عضو هیئة التحریر في المجلات الثلاث: “فقه اهل البیت “، “میقات حج” و “آینه ي پژوهش. باللغة الفارسية”

وحول كتابه الجديد، أشار الشيخ مختاري: ان هذا الکتاب یشتمل علی نبذة عن حیاة اشهر فقهاء الشیعة فی القرن الثامن الهجري والمواقف التی مرّ بها، و وكذلك افکاره و آثاره ومولده جبل عامل فی جنوب لبنان، والذی اُستشهد بطریقة فجيعة و وحشیة واشتهر بالشهید الاول.

ویشیر مؤلف کتاب «سیمای فرزانگان»، قائلاً: یحتوی هذا الکتاب علی شرح کامل عن حیاة هذا الشهید، اسرته، اساتذته من الشیعة و السنة، تلامیذه ،اشعاره و تالیفاته المطبوعة و المفقودة و مخطوطاته، کما اُشرت فیه الی ملامح العصر الذی عاش فیه الشهید و بیان شخصیته العلمیة والاخلاقیة، و بذلت قصاری جهدي ان اُلمّ باسباب وکیفیة القاء القبض علیه وطریقة استشهاده… کما ان الکتاب یحتوی علی فهارس مختلفة، والآیات، والاحادیث و الاعلام و بعض الصور من مخطوطات الشهید الأول.

وحول سیر الدراسة وتاریخ فکرة التالیف يقول الشيخ مختاري: ظهرت فکرة القیام بالدراسة فی هذا المجال قبل 33سنة، وبالتالی کتبت مقالة عن الشهید الاول، التي طبعت في مجلة”کیهان اندیشه قم”، بعد ذلک قمتُ بالتالیف والدراسة فی هذا المجال فی مختلف المناسبات، ثم بسطتُ المقالات شیئاً فشیئاً حتی اصبحت کتاباً فی 840 صفحة، نُشر بعد التنقیح فی سنة 1395، علمًا بان معلوماتنا عن شخصیة الشهید لم تتجاوز عن 80 صفحة.

واضاف حجة الاسلام الشيخ رضا مختاري: استفدتُ فی تالیف هذا الکتاب من مصادر عدیدة ومن المخطوطات من المصادر الشیعیة والسنیة المتواجدة فی المکتبات الایرانیة و المکتبات في العراق و لبنان.

خصصتُ قسماً من الکتاب لعرض النسخ اليدوية المتعلقة بإحدی کتب الشهید كنموذج، و أشير الی المکتبات التی توجد فیها هذه النسخ اليدوية. علی سبیل المثال اخترنا کتاب «غایة المراد فی شرح نکت الارشاد» و عرضنا أن لهذا الكتاب يوجد 91 وثیقة مخطوطة ، تحتفظ بها في مکتبات لوس أنجلوس و بغداد والنجف وکربلا و اسطنبول.

و فی تعریفه للکتاب یقول الشيخ رضا مختاري :
یتکوّن الکتاب من اربعة ابواب والخاتمة وقسم للفهارس والوثائق والصور.
الباب الاول یحتوی علی نبذة عن حیاة الشهید، واسرته، اساتذته و تلامیذه، والباب الثانی یشمل عرض ملامح عصر الشهید، والباب الثالث اختصّ بآثاره العلمیة وتالیفاته، وقد سلّطنا الضوء فی الباب الرابع علی کتاب « غایة المراد فی شرح نکت الارشاد»، والقینا فیه بیاناً مفصلاً عنه، وقدمنا فی قسم الخاتمة بعض النصوص المرتبطة بالشهید من مصادر اخری وعشرة انواع فهارس دلیل القراء. جعلنا فی الصفحات الاخیرة من الکتاب بعض صور الوثائق المکتوبة بخط الشهید و ایضاً صور من وطن الشهید ، جنوب لبنان.

وأشار مدیر موسسة « تراث الشیعة» الی بعض میزات هذا الاثر قائلاً :
قام الشاعر الادیب الاریب العلامة سید عبدالستار الحسنی، بمراجعة هذا الکتاب والتعليق علیه. كما تم مراجعة تفصلية لکل المصادر التی يوجد فیها اسم هذا الشهید.

و يرتبط 75 کتاباً في حوالي 200 مجلد بحیاة الشهید. كما تم مراجعة ودراسة الکتب المنسوبة الی الشهید والتي تم تالیفها علی ید الآخرین في هذا الكتاب.
ومن ميزات هذا الكتاب جمع أشعار الشهید من المصادر الخطية والمطبوعة العدیدة التي لم يجمع بعد في كتاب أو مجموعة. كما أن التتبع و الدراسة الواسعة في المصادر المخطوطة و المطبوعة يعد من ميزات هذا الكتاب.

ويقول مؤلف كتاب “مسجد شریف نبوی؛ بالفارسية”: احد أسباب خلود هذه الشخصیة، تالیف آثار علمیة علی صعیدي الفقه و الأصول، والتي تعد هذه الکتب من اهمّ الآثار فی هذا المجال و تُستَخدم الیوم كکتب دراسیة وبحثية فی هذا العصر.
اسّس هذا الشهید فی منطقة جبل عامل،حوزة علمیة وتتلمذ علی یده کثیرون والذين لهم دور بارز لنشر التشيع فی تلک المنطقة.

و حول کیفیة استشهاد هذا الفقیه الشیعي يقول حجة الإسلام مختاري:
الذین لم یُطیقوا هذه الشخصیة القیمة، القوا القبض علیه فی عصر دولة الممالیک فی مصر، ثم سجنوه فی قلعة دمشق، و بعد سنة و في الثامن (التاسع) من جمادی الاولی قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم [ثم أحرق] بدمشق في دولة بيدر وسلطنة برقوق بفتوى القاضي برهان الدين المالكي وعباد بن جماعة الشافعي بعد ما حبس سنة كاملة في قلعة الشام، فقد أُمِر به أن يُصلب وهو مقتول على مرأىً من الناس ، ثمّ رجم بالحجارة، و لم يكتفوا بذلك بل قاموا بإحراق جثمانه الطاهر .

جدیر بالذکر اننا مازلنا نجد بعض الآثار المتبقیة من المسجد الذی بناه هذا الشهید فی مسقط راسه.

واضاف مدیر موسسة تراث الشیعة: قام المعهد العالی لمکتب الاعلام الاسلامی تحت رعایة الحوزة العلمیة فی قم، بنشر مجموعة آثار هذه الشخصیة الفریدة الشیعیة بإسم «موسوعة الشهید الاول» فی 20 مجلدًا.
هذه الموسوعة تعتبر من ضمن المجموعة المتضمنة 110مجلدات، والتی ترکز علی التعریف بالشخصیات الشیعیة البارزة باسم «بزرگان شیعه” أعلام الشیعة:» تم تالیف 8 مجلدات من هذه المجموعة حول بعض الشخصیات ک السید حسن مدرس، الشیخ فضل الله النوري و الشیخ البهایي.
ویتم تالیف کل مجلد من هذه المجموعة علی ید خبیر فی نفس المجال وجعلوا مسئولیة تالیف حیاة الشهید الاول والثاني علی عاتقی.
هذا وقد قامت موسسة تراث الشیعة بنشر کتاب «الشهید الاول، محمدبن مکی العاملی، حیاته و آثاره» فی 840 صفحة فی عام 1395هـ ش.

وجاء في بداية الكتاب بقلم مؤسسة تراث الشيعة: شرعنا في تحقيق “غاية المراد في شرح نكت الارشاد” تأليف فخر الشيعة الجامع بين مراتب العلم والعمل والسعادة والكرامة والجلالة والشهادة الشهيد الأول “محمد بن مكي” (طيب الله ثراه و جعل الجنة مثواه) سنة ۱۳۸۸/۱4۱۰ ش وقد استغرق أمد تحقيقه وطبعه في أربعة مجلدات، مدة ما يربو على عشر سنين متصلات؛ إذ تم نشره سنة ۱۳۷۹/۱4۲۱ ش ونال المجلد الأول منه جائزة كتاب العام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية سنة ۱415/ ۱۳۷۳ش، واقترحنا تحقیق و نشر موسوعة الشهيد الأول سنة 1410 أعني قبل أكثر من خمس و عشرين سنة في مجلة نور علم (العدد ۳۶ شعبان سنة 1410، ص ۱۷۹) وكتبنا قبل ثلاثين سنة أعني سنة 1406 مقالا عن الشهيد، ونشرته سنة 1406 في إحدى المجلات الصادرة في قم.

وبحمد الله تعالی ومنته تم تحقيق موسوعة الشهيد الأول بمساعدة عدة من الإخوان الفضلاء في مركز إحياء التراث الاسلامي ونشر في عشرين مجلداً و عقد المؤتمر العالمي للشهيد في قم المقدسة عام ۲۰۰۹/۱430 م و في بيروت عام ۲۰۱۱/۱4۳۱ م و شاركنا في إقامة المؤتمر و أعددنا ثلاثة مجلدات بمناسبة مؤتمر الشهيدين ألا وهي: 1. الشهيد الأولى محمد بن مكي العاملي في المصادر العربية، ۲. الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي في المصادر العربية، 3. شناختنامه شهیدین.

ونشر المؤتمر ثلاثة مجلدات مشتملة على مقالات تحقيقية حول الشهيدين و أفكارهما و آثارهما باللغة الفارسية و مجلدة باللغة العربية باسم مجموعة مقالات المؤتمر العالمي للشهيدين و نشر المؤتمر في بيروت عام ۲۰۱۱/۱4۳۲م مجموعة من المقالات في مجلدين بعنوان المؤتمر الدولي في فكر الشهيدين. وفي هذه المجلدات بحث الباحثون عن حياتهما وأفكارهما و آثارهما و يمكن مراجعتها والاستفادة منها.

وقد خصّ بعض أصحاب المجلات عدداً منها بالشهيدين. منها مجلة حوزه الفارسية، ومجلة الفقه الفارسية أيضا العدد 61 منها؛ و مجلة پژوهشهای قرآنی (الدراسات القرآنية) الفارسية العدد 58. و خصصنا الجزء الأول والمدخل لموسوعة الشهيد الأول بدراسة حياة الشهيد وآثاره و آرائه في 608 صفحة.

ثم بعد نشر الموسوعة أضفنا إليه كل ما وقفنا عليه من مطالب جديدة في ترجمة الشهيد و آثاره، ومنها رسالة للشهيد لم تعثر عليها من قبل و من ثم لم تُدرَج في موسوعة الشهيد وهي مسائل السيد ابن نجم الدين الأطراوي، فحققناها وأدرجناها في ملاحق هذا الكتاب. فصار هذا الكتاب بحمدالله أوسع كتاب وأثقته و أجمعه في ترجمة الشهيد و دراسة حياته وآرائه، ومن مزايا هذا الكتاب مراجعة العلامة السيد عبدالستار الحسني (دامت إفاضاته)، و تعليقاته على الكتاب وقد أدرجنا التعليقات موقّعة باسمه الشريف الحسني) في آخر كل تعليقة.

وجعلنا هذا الكتاب هو العدد ۳۵ (الخامس والثلاثين) من سلسلة «أعلام الشيعة» في مؤسسة تراث الشيعة، ونشرنا قبله العدد ۲۹ وهو كتاب ابن میثم البحراني حياته و آثاره.

مدير مشروع “أعلام الشيعة” قم المقدسة على أكبر زماني نجاد

مدير مؤسسة تراث الشيعة :رضا المختاري

ومن مقدمة مؤلف الكتاب:

قد وضعتُ هذا الكتاب في أربعة أبواب وخاتمة وملاحق، وأدرجتُ في الملاحق مختصر نسيم السحر وما ألحق به ورسالة ابن تيمية إلى السلطان المملوكي ناصر الدين محمد بن قلاوون حول نكبة كسروان، والتي أشير إليها في الفصل الأول من الباب الثاني، ورسالة – أجوبة مسائل السيد ابن نجم الدين الأطراوي لأنها لم تنشر قبل ولم تدرج في ضمن موسوعة الشهيد الأول، ووقفنا عليها أخيراً.

وذكرت في الباب الأول بالتفصيل وبالدقة مصادر دراسة حياة الشهيد الأول، من الخاصة والعامة، والمؤلفات التي اختصت بهذا الموضوع، بشكل غير مسبوق. وتم في هذا الباب دراسة مفصلة عن شهادته، وهي جديدة لا سابق لها.
كذلك ولأول مرة جمعت وحققتُ أشعار الشهيد، المبثوثة في مواضع مختلفة، و مصادر متعددة من مخطوط و مطبوع، ورتبتها ونظمتها وأدرجتها في الباب الثالث.
كما يشتمل الباب الثالث من الكتاب على قائمة مفصلة وكاملة – غير مسبوقة حتى الآن – لآثار الشهيد و مؤلفاته، وما نسب إليه، وتوجد فيها معلومات قيمة و مفيدة.
وخصص الباب الرابع بغاية المراد وعملي فيه ؛ ليكون عملي فيه و تحقیقي له نموذجاً لمن يريد تحقيق الكتب الفقهية ووصفها.
فهذا الكتاب هو أوسع دراستي وأشملها وأدقها كتبت حتى الآن عن الشهيد.
وأرى من الواجب علي أن أقدم شكري وثنائي إلى كل من ساهم بمساعدتي على ظهور هذا الكتاب.

هوية الكتاب

الكتاب: الشهید الأول محمدبن مکی العاملی، حیاته و آثاره (786م)
تأليف: رضا مختاری
الناشر: (مؤسسة تراث الشیعة) کتابشناسی شیعه وابسته به موسسه فرهنگی کتابشناسی بزرگ شیعه)
اللغة : العربية
سنة النشر: 1395 هـ ش 1438 هـ ق
الطبعة : الأولى
الکمية: 1000
عدد الصفحات: 840

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky