الاجتهاد: أحكام الزواج وفقه الأسرة “تاليف سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي هو الوجيز في الفقه الإسلامي في 208 صفحة من منشورات دار محبي الحسين عليه السلام.
محتويات الكتاب
اجتهد المؤلف في الوصول إلى تبيين أحكام الزواج في خمسة أقسام مع رعاية الاختصار فيما يتصل ببعض المسائل التي قل حدوثها في هذه العصور.
القسم الاول و هو مسائل التمهيدية يبحث عن بصائر القرآن في البيت الإسلامي و سنة الزواج هي سنة إلهية و آثارها و هي في خدمة الامة و عون على الدين و ظاهرة العزوبة. و يبيّن أحكام الإستئذان و أحكام النظر التي تدور حول أحكام عامته و جواز النظر و أحكام النظر الى الصبي والصبية و هكذا العلاقة بين الرجل والمرأة.
عنوان القسم الثاني “من يحرم نكاحهنّ” و هو يتكون علي أربعة جزء أي:
1. المحرمات باختلاف الدين
2. المحرمات بالنسب
3. المحرمات بالرضاع
4. المحرمات لأسباب طارئة.
المباحث في الأجزاء يحتوي علي شروط الرضاع و معنى الاحتياط في الرضاع وانتشار الحرمة في الرضاع و حكم أخوات الابن بالرضاعة و هكذا ما يحرم بالزنا و إلحاق الاولاد في الزواج بذات العدة و غير ذلك من الأبحاث.
القسم الثالث يحتوي علي أحكام العقد الدائم و هي شروط صيغة العقد و كيفية الايجاب والقبول و أحكام الإيجاب والقبول و شروط العاقد وشروط وحدود اولياء العقد وأحكام العقد الفضولي والدعاوي في الزوجية أحكام المهر وأحكام العيوب وأحكام النفقات وأحكام العقد المنقطع و كلهنّ يشتمل على المباحث المتنوعة.
العشرة بالمعروف عنوان في القسم الرابع و يشتمل من أحكام المباشرة و بصائر القرآن في العشرة و في البيت الإسلامي الذي يدور حول أحكام العزل وأحكام ترك المباشرة الزوجية و أحكام المباشرة الجنسية للزوجة من العجز وأحكام الزوجة الصغيرة السن و المعاشرة الجنسية والحقوق المالية وعفاف المرأة وسنن الدين في الذرية وسنن تسمية الاولاد وسنن الولادة وآداب التعامل مع الرضيع وسنن الاسلام في تربية الاولاد.
القسم الأخير هو السنن و الآداب يبحث عن المسائل المختلفة بما يلي:
بناء الحياة الزوجية؛
هكذا ابتدأت الحياة الزوجية؛
الزواج ضرورة في كل حال؛
حب النساء؛
تزويج الاعزب؛
وكيف انتخاب الزوجة؛
آداب الحياة الزوجية؛
و غيرذلك.
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء، 1). وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم، 21). وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (النور، 32). الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الميامين، وبعد .. أيها الاخ المؤمن، وايتها الاخت المؤمنة! أحمد اليكم الله تعالى الذي وفقني واياكم للبحث عن تعاليم الدين الحنيف، وفقه أحكام الشريعة الغراء، وبالذات في أقرب القضايا الى حياتنا الشخصية، ألا وهي قضايا الزواج التي تُعتبر من أهم الأمور الحياتية، أليس هدف الزواج بناء بيت السلام، بيت السكينة، بيت التقوى، وبيت النور، البيت الاسلامي المنشود، وما فيه من أحكام الهية تحفظنا من الفواحش والشرور وتصوننا من مزالق الهوى والشهوات، وترفعنا إلى حيث الطهر والرحمة، وتعيننا على تحمل مسؤولياتنا في الحياة؟ أخي المؤمن، أختي المؤمنة! من أسباب السعادة في الحياة الدنيا والفلاح في الاخرة، تفقهنا في ديننا، قبل أن نقوم بأي عمل، وبالذات تفقه احكام النكاح وبناء البيت الإسلامي الأرفع، وهكذا سألتُ الله سبحانه أن يوفقني لدراسة هذا الحقل من فقهنا الاسلامي الغني، فاستجاب الله لي عندما بحثت وفريق من العلماء في مسائل النكاح زهاء عامين حسب أدلتها التفصيلية، ثم وفقني الله سبحانه لكتابتها بالتعاون مع بعض الاخوة، بصورة موجزة، وقد راعينا في ذلك الامور التالية: أولًا: الاستفادة من آيات الكتاب التي تزيدنا بصيرة في حكمة الشرائع الالهية والغاية من الاحكام الدينية. ثانياً: الاستضاءة بنور الاحاديث التي تبين الاحكام بلغة واضحة وبلمسات وجدانية مؤثرة. ثالثاً: الاهتمام بالسنن والاداب إلى جنب الواجبات والمحرمات، وذكرها تباعاً. رابعاً: رعاية الاختصار فيما يتصل ببعض المسائل التي قل حدوثها في هذه العصور. والله سبحانه أسأل أن يحفظ أعمالنا من الرياء والسمعة والأشر والبطر، وأن ينفع الاخوة والاخوات بهذا الوجيز، وأن يجعل عملهم به مجزئاً ومبرئاً للذمة إنه سميع الدعاء. محمد تقي المدرسي 15/ شعبان/ 1415 |
فهرس المحتويات
المعلومات فنية للكتاب
عنوان: أحكام الزواج و فقه الأسرة.
اسم المؤلف: السيد محمد تقي المدرسي.
الموضوع: فقه الأسرة.
تاريخ النشر: 1426 ه – 2005 م.
النشر: لدار محبي الحسين عليه السلام.
تحميل الكتاب
لمحة من حياة مؤلف:
سمه ونسبه و ولادته
ولد في مدينة “كربلاء” المقدسة بالعراق عام 1945م. فوالده هو آية الله السيد محمد كاظم المدرسي “رحمه الله” الذي كان من رجال الحوزات الدينية، ومنها حوزة كربلاء المقدسة على الخصوص، في حين كان جدّه وهو آية الله العظمى السيد محمد باقر المدرسي “رحمه الله” أحد مراجع التقليد في عصره.
دراسته وتدريسه :
بدأ دراسته الحوزوية ، و هو لم يتخطَّ بعد الثامنة من عمره ، وتتلمذ على أيدي كبار العلماء حتّى نال درجة الاجتهاد ، وتمكَّن بعدها من الكتابة في الفقه الاستدلالي ، الأمر الذي أهَّله للمشاركة في أرفع البحوث الفقهية ، وهو بحث الخارج ، ولم تمض سوى فترة وجيزة ، حتّى قام بتدريس هذه البحوث بنفسه .
أساتذته :
نذكر منهم ما يلي :
1ـ خاله ، السيّد محمّد الحسيني الشيرازي .
2ـ الشيخ محمّد الهاجري .
مكانته العلمية :
إلى جانب الدراسات الفقهية ، كان للسيّد المدرسي بحوث في القرآن الكريم ، و أحاديث الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، و أهل بيته ( عليهم السلام ) ، هذه البحوث عزَّزت من مكانته العلمية ، وفتحت له آفاقاً واسعة ، مَكَّنته من الإبداع في هذا المجال .
سفره إلى خارج العراق :
نظراً لتعاظم نشاطاته الفاعلة ، وأعماله الرسالية في نشر الثقافة الرسالية ، ومقاومة الديكتاتورية و الطغيان ، التي مارسها نظام البعث في العراق ، تعرَّض السيّد المدرسي لضغوطات سياسية وأمنية ، ممَّا اضطرته إلى الهجرة إلى خارج العراق .
وقد اختار في مطلع عام 1971 م دولة الكويت ، لتكون بلد هجرته ، ليواصل منها أعماله الجهادية دون أيّ توقف ، ومن هناك واصل عمله الرسالي في التبليغ و الإرشاد ، وتحدِّي السلطات الظالمة في العراق ، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، وذلك عام 1979 م سافر إلى إيران ، واتَّخذها منطلقاً جديداً لتحرّكاته الجهادية ، و أعماله الرسالية .
نشاطاته وخدماته :
نذكر منها ما يلي :
دأب منذ سنوات طويلة على إلقاء المحاضرة الإسلامية في ليلة الخميس من كلّ أسبوع ، فيحضرها حشد من أفراد المجتمع الإسلامي .
ويحرص على إلقاء درس البحث الخارج في كلّ يوم ، ويحضره عدد من فضلاء طلبة العلوم الدينية ، كما يقوم بإرسال عدد كبير من المبلِّغين والدُّعاة و المصلحين إلى مختلف دول العالم .
أنشأ السيد مدرسي العديد من الحوزات الدينية في مختلف الدول ، وكان من أبرزها حوزة القائم ( عليه السلام ) ، وبتوجيه منه صدرت عدّة صحف و مجلاّت ، و منها صحيفة الشهيد ، و صحيفة عاشوراء ، و مجلة البصائر الفصلية .
و كذلك أسّس أكثر من دار لنشر الكتب ، تقوم بطباعة ونشر مختلف الكتب الإسلامية إلى جانب كتبه ، فمنها دار نشر المدرسي، ودار نشر البقيع ، و دار نشر مُحبَّان الحسين .
مؤلفاته :
نذكر منها ما يلي :
1ـ تأمّلات في مسيرة الحركة الإسلامية .
2ـ المنطق الإسلامي أُصوله ومناهجه .
3ـ الفكر الإسلامي مواجهة حضارية .
4ـ موسوعة التشريع الإسلامي .
5ـ العرفان الإسلامي .
6ـ التاريخ الإسلامي .
7ـ التمدن الإسلامي .
8ـ الوعي الإسلامي .
9ـ من هدي القرآن .
10ـ الفقه الإسلامي .
عودته إلى العراق :
عاد إلى العراق في 1424 هـ ، وذلك بعد سقوط نظام الطاغية صدام ، وعاود إلقاء درس البحث الخارج في حوزة كربلاء المقّدسة ، منذ شهر ربيع الأوّل من نفس السنة .