موسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ

تعريف بـ” موسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ ” للريشهري

الاجتهاد: موسوعة الامام علی بن أبي طالب علیه السلام في الکتاب والسنة والتاریخ من مؤلفات آية الله محمد محمدي الريشهري التي تم تأليفها بالتعاون مع محمد كاظم طباطبائي ومحمود طباطبائي نجاد ومجموعة من العلماء. يضع هذا الكتاب سيرة العلوية مع طرح مبتكر و نظم جديد في الأقسام الستة عشر، للعلماء والباحثين الطالبين الحق والحقيقة.

مثلت موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ جهدا محمودا ، صدر عام 2000 م كي ينتفع منها المفكّرون والباحثون العرب في الحوزات والجامعات . وقد استرعت خلال فترة قصيرة اهتمام علماء الدِّين ، ويمكن أن نذكر من بين اُولى بركاتها ، الاستناد إلى هذا الكتاب في تأليف موسوعة الإمام علي عليه السلام . كما نالت هذه الموسوعة جائزة الدورة الثانية لانتخاب «كتاب عام الولاية» . وبعض الجوائز والأوسمة العلميّة الثقافيّة الاُخرى. اكتمل هذا الأثر النفيس والمستحقّ للثناء والإشادة ، باقتراح آية اللّه عبد اللّه جوادي الآملي ومساعي أكثر من مئة من الفضلاء والباحثين ، تحت إشراف حجّة الإسلام والمسلمين علي أكبر صادقي رشاد ، خلال سنتين من العمل المتواصل .

يحتوي هذا الكتاب علي ستة عشر قسم بما يلي:

القسم الأوّل : اُسرة الإمام عليّ؛ توفّر هذا القسم على بيان منحدر الإمام عليّ عليه السلام واُسرته، وذكر عن أسماء الإمام وكُناه وألقابه وشمائله وأوصافه وزواجه وزوجاته وأولاده .

لقد اتّضح من هذا القسم أنّ الإمام نشأ في اُسرة كريمة ، وترعرع في محيط طاهر زكيّ ؛ فأسلافه الكرام من الآباء والأجداد موحِّدون بأجمعهم. كما كشف هذا القسم عن اُصول كريمة تكتنف هذا الموحِّد العظيم في تاريخ الإسلام ثمّ مضت حياته مع زوجة هي أتقى وأطهر امرأة في نساء عصره ؛ وهي سيّدة نساء العالمين . تومئ هذا المجلد إلى فضائله الرفيعة التي تتألّق عظمة ، وإلى موضعه المنيف الشاهق في الإسلام والتاريخ .

القسم الثاني : الإمام عليّ مع النبيّ؛ توفّر عليه هذا القسم بيان الموقع الرفيع الذي تبوّأه الإمام في إرساء النهضة الإسلاميّة ، والدور البنّاء الذي اضطلع به في دوام هذه الحركة الربّانيّة على عصر رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

يكشف هذا القسم أنّ عليّاً عليه السلام كان إلى جوار النبيّ لم يفارقه منذ البعثة حتى الوفاة ، باذلاً نفسه وأقصى ما يستطيع في سبيل تحقيق حاكميّة الإسلام في المجتمع . يُسفر هذا القسم عن أنّ عليّاً عليه السلام لم يوفِّر من جهده الدؤوب لحظة ، ولم يدّخر من تفانيه المخلص شيئاً إلّا وقد بذله دفاعاً عن هذا الدين ، وذوداً عن نبيّه الكريم صلى الله عليه و آله ، وصوناً لهذه الدعوة الربّانيّة الفتيّة ، من أجل أن يمتدّ الإسلام وتبلغ هذه الحركة الإلهيّة مداها .

القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ؛ أوضح هذا القسم موقع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في المخطّط الربّاني الذي حملته السماء في هذا المجال وفي هذا الاتّجاه استفاض هذا القسم في حشد مجموعة الأدلّة العقليّة والنقليّة لإثبات أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لم يدَع الاُمّة بعده هملاً دون راعٍ ، ولم يعلّق مستقبلها على فراغ من دون برنامج محدّد للقيادة من بعده.

كما بيَّن هذا القسم صراحة أنّ «الغدير» لم يكن إلّا نقطة الذروة على خطّ هذا الجهد المتواصل الطويل . ثمّ عاد يؤكِّد بوضوح أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لم يتوانَ بعد ذلك عن هذا الأمر الخطير ، بل دأب على العناية به والتركيز عليه حتى آخر لحظات عمره المبارك . وهذا أيضاً ممّا اضطلع به هذا القسم مشيراً إلى نتائج مهمّة استندت إلى وثائق ثابتة عند الفريقين .

القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ؛ لقد نهض هذا القسم بالجواب على هذه الأسئلة (فماذا ينبغي له أن يفعل؟ وما هو تكليفه الإلهي؟ ما الذي يقتضيه واقع ذلك العصر بما يكتنفه من أوضاع خاصّة على المستويين الداخلي والخارجي؟) وغيرها ممّا حفَّ السيرة العلويّة في الفترة التي امتدّت بين وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتى تسنّم الإمام لأزمّة الحكم . تكفّل هذا القسم أيضاً ببيان الأجواء التي أحاطت بالمواقف الحكيمة لإمام الحكماء ، وتفصيل ملابسات ذلك .

القسم الخامس : سياسة الإمام عليّ؛ هذا القسم يبدأ رحلته مع الإمام ، فيسجِّل في البدء الأجواء التي لابست وصوله إلى السلطة وتسنّمه للحكم ، ثمّ يتابع تفصيليّاً انطلاق حركته الإصلاحيّة ، متوفّراً على رصد اُصول نهج الإمام ومرتكزات سياسته في التغييرات الواسعة التي قادها ، والحركة الإصلاحيّة التي تزعّمها ، وما أثارت من أصداء في المجتمع ، وما خلّفته من تبعات عليه .

من بين البحوث الأساسيّة الاُخرى في هذا القسم رصد أبرز الاُصول التي اعتمدها الإمام في الإصلاح على مختلف الصُّعد الثقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والقضائيّة والأمنيّة . كما سعى هذا القسم من الكتاب إلى متابعة رؤى الإمام عليه السلام في مجال السياسة ، وعوامل استقرار الدول ، وعوامل انحطاطها وزوالها ، وطبيعة تعاون الدول بعضها مع بعض وغير ذلك ممّا له صلة بهذه الدائرة .

القسم السادس : حروب الإمام عليّ؛ هذا المجلد من الموسوعة أنّه تناول بالبحث والتحليل مناشئ هذه الفتن وجذورها ، وتابع مساراتها وما ترتّب عليها من تبعات . كما رصد بالتفصيل فتن «الناكثين» و«القاسطين» و«المارقين» التي تعدّ في حقيقتها انعكاساً لحركة الإمام الإصلاحيّة ، وردّ فعل على مواضعه المبدئيّة الصُّلبة بإزاء الحقوق الإلهيّة ، ودفاعه عن قيم الناس وحقوقها .

من النقاط المبدعة اللامعة في هذا القسم تسليط الضوء على بعض الزوايا الفكريّة والنفسيّة والمواقف السياسيّة لمثيري الفتنة ، ومتابعة تجلّيات ذلك بعمق ودقّة في حركة خوارج النهروان . إنّ هذا البحث ـ في الصيغة التي اكتسبتها هذه الدراسة من خلال معرفة الوثائق التاريخيّة ، وتحرّي التوجيهات الروائيّة التي احتوت هذه الخصائص ـ لهو حديث مبتكر وتحليل بكر بديع .

القسم السابع : أيّام التّخاذل؛ يجيء القسم السابع هذا حديثاً عن ذلك العهد . فهذه كلمات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام تفيض من ألم الوحدة وحرقتها ، وتبثّ شكواها من مصائب الزمان ودواهيه. هذا القسم رحلة تسجِّل وحدة الإمام ، وهو منظومة رثاء تعزف لظلامة عليّ ، كما هو انعكاس لأصوات غربته المتوجِّعة التي راحت تندّ عن نفسه الطهور . وهذا القسم يُسفر عن مشهدٍ آخر ليس له شبهٌ بالمشهد الأوّل الذي رافق بداية عهد الإمام .

لقد توفّر هذا القسم على تفصيل هذه اللمحات التي جاءت هنا مختصرة ، وغاص بالبحث والتحليل مع جذور هذه الوقائع وأجوائها ومساراتها وما كان قد اكتنفها من أسباب وعوامل .

القسم الثامن : استشهاد الإمام عليّ؛ القسم الثامن هذا اختصّ بمتابعة ما كان ذكره رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن استشهاد عليٍّ عليه السلام ، وما كان يحكيه عليّ عن شهادته .

كما تابع بقيّة مكوّنات المشهد؛ ثمّ انتقل إلى الجانب الآخر متقصّيا ردّ فعل ألدّ أعداء عليّ عليه السلام وما نطق به عندما بلغه خبر شهادة الإمام . كما لم يهمل واقعة تجهيز أمير المؤمنين عليه السلام ودفنه وإخفاء قبره . واختُتم هذا القسم بذكر زيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبركات ذلك وما يتّصل بروضته الشريفة .

القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام؛ في هذا القسم يطلّ القارئ على شخصيّة عليّ بن أبي طالب عليه السلام من خلال ما نطق به القرآن ، وما جاء على لسان النبيّ صلى الله عليه و آله والإمام عليّ نفسه ، وسيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وصحابة النبيّ ، وأهل البيت عليهم السلام ، وزوجات النبيّ ، كما يتطلّع إلى اُفقها العريض عبر ما خطّه عدد كبير من الرموز العلميّة والثقافيّة والسياسيّة البارزة ، وما جادت به قرائح الشعراء والاُدباء والخطباء ؛ حتى أعداؤه . ويمضي القارئ في هذا القسم مع رجال قالوا في عليّ عليه السلام كلمات مسفرة كضوء الفجر ، انطلقت من قلوب مفعمة بالشوق والحبّ .

القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ؛ ماينهض به القسم العاشر هو إبانة خصائص الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وتسليط أضواء مكثّفة على ماتحظى به شخصيّته الفذّة من أبعاد ومكوّنات .

انطلاقا من هذا طاف القسم مع الإمام في خصائصه العقيديّة والأخلاقيّة والعلميّة والسياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة ، التي تتلاقى فيما بينها لتؤلّف صرح هذا الرجل التاريخي الشامخ والمنار المضيء الذي لا نظير له.

القسم الحادي عشر : علوم الإمام عليّ؛ هذا القسم ليس أكثر من إيماءة إلى علوم عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وهو إشارة على استحياء إلى بحره الزخّار ، ونظرة عابرة تومض من بعيد إلى اُفق المعرفة العلويّة .

القسم الثاني عشر : قضايا الإمام عليّ؛ لقد تناول هذا القسم أقضية الإمام في أربعة فصول توفّر كلّ واحد منها على بُعد . فقد مرَّ في البدء على الموقع القضائي الذي يحظى به الإمام ، وأنّه «أقضى الاُمّة» بمقتضى صريح كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

ثمّ انعطف إلى بيان أمثلة لأقضية عليّ عليه السلام على عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ، متابعاً لها وهي تتوالى في عهد خلافته الراشدة ، لتكشف بأجمعها عن علم واسع عميق ، وصلابة ماضية في السلوك ، وثبات راسخ ، وإيثار الحقّ على ما سواه ، والدفاع عن الحقيقة في خضمّ الحياة .

القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ؛ لقد توفّرت فصول هذا القسم على الإيماء إلى أمثلة للقدرة المعنويّة الباهرة ، والولاية التكوينيّة التي يحظى بها الإمام ، ومرّت على بعض تجلّيات هذا «الخليفة الربّاني» ، وما يشعّ به وجوده من مظاهر القدرة والعظمة الإلهيّة .

كان من بين المحطّات التي لبثت عندها فصول هذا القسم أمثلة لإجابة الدعوات ، وإخبار الإمام بالمغيّبات ، وبعض ما له من كرامات مثل «ردّ الشمس» التي تعدّ منقبة تختصّ به وحده ، وفضيلة تبعث على الدهشة ، وتدعو إلى العجب . هذا القسم في حقيقة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام رحلة تطوف معه لتبرز بُعده المعنوي في التعامل مع اُفق الوجود ، وتؤشّر إلى موقعه المنيف في معارج الصعود ، وما يحظى به هذا الإنسان الربّاني من مكانةٍ عظيمة على مهاد الأرض ، كما تكشف عن دوره كـ «خليفة إلهي» .

القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ؛ ما نهض به هذا القسم أنّه وثَّقَ لهذه الحقيقة نصوصَها . وقد جاءت النصوص تفصح دون مواربة ولُبْس أنّ حبّ عليّ حبٌّ للّه ولرسوله ، وتسجِّل بنصاعة وضّاءة أنّ حبّ عليّ «نعمة» و«فريضة» و«عبادة» ، وهو «العروة الوثقى» و«أفضل العمل» و«عنوان صحيفة المؤمن» .

على أنّ هذا القسم يعود ليكشف في جوانب اُخرى على أنّ حبّ عليّ عليه السلام ما كان شعاراً يُرفع وحديثاً يُفترى ، بل هو اُسوة يقتدي فيها المحبّ بحياة عليّ ، يلتمس هديه في خطاه ، يعيش كما يعيش ، ويفكّر كما يفكّر ، ويمارس معايير عليّ في الحبّ والولاء ، وفي البغض والبراءة.  آخر ما يشدّ إليه الانتباه في مادّة هذا القسم هو التحذير من الغلوّ ؛ فمع كلّ هذا التركيز المكثّف العريض على حبّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ؛ يضع هذا القسم بين يدي القارئ نصوصاً حديثيّة وروائيّة كثيرة ، فيها دلالة على ما سلفت الإشارة إليه . وهو ـ علاوة على ذلك ـ يعرّف بعدد من ألدّ أعداء الإمام وأعنف المبغضين له ، كما يمرّ على جماعة من المنحرفين عنه ، وعلى القبائل التي كانت تكنُّ له البغضاء ، ولا غرابة فقد قيل : «تُعرَفُ الأَشياءُ بِأَضدادِها» .

القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله؛ هذا القسم مع جولة تطوف به على عدّة من أصحاب عليّ عليه السلام وعمّاله ، يتعرّف عليهم وينظر إليهم عن كثب .

في هذا القسم يخرج القارئ بحصيلة معرفيّة معطاءة عن اُولئك الرادة الذين تربّوا في كنف عليّ ، وتخرّجوا من مدرسته.

مقدمة الكتاب

تمهيد

مثلت موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ جهدا محمودا ، صدر عام 2000 م كي ينتفع منها المفكّرون والباحثون العرب في الحوزات والجامعات . وقد استرعت خلال فترة قصيرة اهتمام علماء الدِّين ، ويمكن أن نذكر من بين اُولى بركاتها ، الاستناد إلى هذا الكتاب في تأليف موسوعة الإمام علي عليه السلام . كما نالت هذه الموسوعة جائزة الدورة الثانية لانتخاب «كتاب عام الولاية» .

وبعض الجوائز والأوسمة العلميّة الثقافيّة الاُخرى . وقد دفعتنا تشجيعات حملة الثقافة والعلم والقلم وتذكيراتهم ونقودهم إلى أن نعيد النظر في هذا الأثر من بدايته وحتّى نهايته من أجل الرقي بمستواه ، وحلّ بعض الإشكالات وإكمال بعض النواقص ، وقد قمنا في هذه المراجعة بالاُمور التالية :

1 . تمّ تشكيل جميع النصوص الروائية في الكتاب ، كي نسهّل قراءة النصّ العربي على القرّاء .

2 . تمّ حذف بعض المواضيع والروايات لتحلّ محلها روايات اُخرى .

 3 . أكملنا شرح الكلمات الصعبة ، كي تكون على وتيرة واحدة .

 4 . تمّ تنقيح الكتاب كلّه مرّة اُخرى بدقّة .

 5 . قمنا بتعديل هوامش الكتاب وإكمالها ، وأعدنا النظر في مصادر الكتاب أيضا .

 6 . خطّت عناوين الكتاب كي تظهر صفحاته بشكل أنيق وجميل . 7

 . تمّ تنظيم الكتاب في سبعة مجلدات ، كي نقلص من حجمه ونسهّل عملية الاستناد إليه والمحافظة عليه .

 8 . نظرا لاشتمال الكتاب على مواضيع متنوعة ، الحقناه بفهارس موضوعيّة متنوعة لأجل التسهيل على القراء والباحثين في المجالات المختلفة ، وجعلناها في الجزء الثامن .

نسأل اللّه تعالى ، أن يوفقنا في الدعوة إلى دينه الخالص ونشره والّذي وصلنا على لسان أهل بيت نبيه صلى الله عليه و آله ، وأن يجعل العمل بتعاليمه من نصيبنا ، بمنه وكرمه . خريف 1385 رمضان المبارك 1427 كلمة السيّد القائد حول موسوعة الإمام علي عليه السلام


كلمة السيّد القائد حول موسوعة الإمام علي عليه السلام

في السنة الّتي وُسمت وزُينت باسم الإمام عليّ عليه السلام [1] ، وفي أعتاب ذكرى ولادته عليه السلام (في 12 رجب 1421 قمرية، المصادف ل 19 / 7 / 1379 هجرية شمسية) تمّ إهداء أوّل دورة من موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لسماحة القائد آية اللّه السيّد علي الخامنئي بحضور جمع من المحققّين والباحثين والعاملين في مؤسّسة دار الحديث .

في هذا اللقاء ألقى مؤلّف هذه الموسوعة سماحة الشيخ محمّد الريشهري كلمة عرض خلالها تقريرا مختصرا حول الجهود المبذولة لتهيئة هذه الموسوعة ، ثمّ ألقى السيّد القائد كلمة قال فيها :

«أُبارك للجمع الحاضر وخصوصا سماحة الشيخ الريشهري حلول عيد ميلاد هذا السيّد العظيم ، كما أشكركم من صميم قلبي باعتباري أحد المحبّين الصغار لأمير المؤمنين عليه السلام ، وأحد المسؤولين في دولته وبلاده على إنجاز هذا العمل العظيم ، أعني تهيئة موسوعة الإمام علي عليه السلام ، والّذي تمّ باهتمام الشيخ الريشهري وبقية الأُخوة الأعزاء ، كما أشكر كم أيضا على إهدائكم لي النسخة الاُولى من هذه الموسوعة .

جميع الاُمور دالّة على أنّ هذا العمل تمّ بعناية وبركة روح سيّد الأوصياء ، أرجو من اللّه أن يعوضكم إزاء إنجاز هذا العمل الميمون بالأجر الجزيل ، وإن شاء اللّه سيكون هذا العمل خطوة في سِبر هذا المحيط ، والغور في أعماق هذا البحر العميق ، وسببا لرفع المستوى المعرفي للناس حول هذه الشخصية العظيمة .

حيث إنّنا متخلّفون جدّا في هذا المضمار ، ونريد السير والصعود من هذا الوادي العميق إلى هذه القمّة العالية .

نحن بحاجة إلى اجتهاد وبذل جهود متواصلة في ذلك ، وما لم يتحرّك النظام الإسلامي نحو هذه القمّة ويصل إليها ، فإنّه لا يحقق أهدافه . والخطوة الأُولى في هذا المضمار هو هذه الأُمور . وهذا العمل عمل جيّد وجميل واقعا ، وأنا أرى ظاهره فقط ، وإن شاء اللّه سأَطلع أكثر على باطنه ومحتواه .

لقد كُتبت الكتب الكثيرة حول أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد كتبها الشيعة وغيرهم ، بل وغير المسلمين أيضا ، وقد تناول كلّ منهم بعدا من أبعاد هذه الشخصية وهذا البحر العظيم ، ولم يتقدّم كلّ منهم في هذا البحر سوى خطوات قليلة ، هذا ما نحسّه .

والّذي أراه أنّه يجب استخلاص لباب هذا الكتاب والاستفادة منه بنحو يكون هذا الكتاب مرجعا وعينا زلالاً تغذي الأحداث الجارية ، وأن يمهّد للآخرين تأليف الكتب العديدة .

نعم ترجمته إلى الفارسية لينهل منه أبناء هذه اللغة أمر مطلوب وحسن للغاية ، لكن لعلّ الاستعانة بهذا المصدر في تأليف كتب موضوعية وتخصصية ناظرة لموضوع معين أو مسألة خاصّة ، وبأدلّة قوية ، كلّها تدور حول أمير المؤمنين عليه السلام ـ إن شاء اللّه ـ لا يقلّ أهمّية عن ترجمته للفارسية» .


الإهداء

يا بقيّة اللّه .. يا سليل رسول اللّه .. ويا حبيب فاطمة الزهراء وعليّ المرتضى . سيّدي .. يا من ذكرك يجعل القلب يفيض بحبّ الجمال ، ويشدو صوب المكرمات ، ويتطلّع إلى العدل والخير . إيهٍ «يا شمس المغرب» ، ويا من التفكير بغاياتك الشاهقة النبيلة ، مطالعَ نور تتفجّر براكينَ حماسةٍ وإيمان . إيهٍ «يا من يملأ الأرض عدلاً» ، ويا من ظهورك تتويجٌ لغايات النبيّين ، وحضورك تأسيس لـ «يوم الخلاص» الموعود . يا آخرَ أمل أنتَ ، ويا أغلى هبات السماء ، يا من اسمك يملأ النفوس أملاً ، وَذكرك ينثر على العاشقين عطراً روحيّاً فوّاحاً ، يجذبهم صوب الشمس .

بعد سنوات طويلة من الجهد المثابر الخاضع الدؤوب ، وحيث تمّت صفحات هذا الكتاب وهي تتضوّع في كلّ جزءٍ جزءٍ باسم عليّ بن أبي طالب رمز العدالة الشاهق ، ومثال الحقّ والإيمان النابض ، ها أنا أرفع بضاعتي المزجاة ، وأتطلّع إليك ـ يا أيّها العزيز ـ بكفٍّ ممدودة ملؤها الرجاء . أهتفُ وأقول ، بخشوع آسر ودمع هطول :

سيّدي .. أيّها اللواء المنشور والعلم المركوز يا مَظهر الرحمة الفيّاضة ، والحنان الكبير يا ملاذ أهل الضرّ والبلوى ، وصريخ المكروبين يا سَطْعة نور متفجّر في وهدة الدَّيجور ويا شمساً طالعة في اُفق الوجود . تقبّل ـ سيّدي ـ هذه الهديّة المتواضعة ، وحفّها منك بنظرة رعاية كريمة ، واجعلنا من المشمولين بضراعاتك ، وحقّق لنا أمل الوصال ، وأذقنا طعم اللقاء .


المدخل

الحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه ، وصلّى اللّه على سيّد المرسلين ، وخاتم الأنبياء محمّد ، وأهل بيته الطيّبين الطاهرين ، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . قالَ رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : عَلِيٌّ آيَةُ الحَقِّ ، ورايَةُ الهُدى .

ماذا أقول في عليّ عليه السلام والحديث عنه صعب شاقّ ؟ ! ثمّ هو أصعب إذا ما رامت الكلمات أن تتسلّق صوب ذراه الشاهقة ، وتطمع أن تكون خليقة بتلك الشخصيّة المتألّقة . النظر إلى شخصيّة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام محنة للفكر .

وتملّي أبعاد هذا الرجل الشاهق يتطلّب طاقة لا تحتملها إلّا الجبال الرواسي .

أمّا الحديث عن بعض عظمته الباهرة ، وما تحظى به هذه الشخصيّة المتوهِّجة في التاريخ الإنساني من جلال وجمال ، فهو خليق بكلام آخر ، ويحتاج إلى لغة اُخرى ؛ لغة تتناهى في امتدادها حتى تبلغ «الوجود» سعة ، عساها ـ عندئذٍ ـ أن تُدرك شيئاً ضئيلاً من كلّ هذه الفضيلة التي تُحيط تلك الشخصيّة «العملاقة» ، وما يحظى به من سموّ ومناقب لا نظير لها ، ثمّ عساها أن تؤلّف كلاماً يرتقي إلى مدى هذا الإنسان الإلهي ، ويكون جديراً به .

أمّا اُولئك الذين سلّحتهم بصيرتهم بفكر نافذ عن الإمام ، وأدركوا ـ إلى حدّ ما ـ أبعاده الوجوديّة ؛ فما لبثوا أن اضطرموا بمحنة العجز وقد لاذوا بالصمت ، ثمّ ما برحوا يجهرون أنّ هذا الصمت لم يكن إباءً عن إظهار فضائل الإمام بقدر ما كان ينمّ عمّا اعتورهم من عجز ، وهو إلى ذلك ينبئ عن حيرة استحوذت عليهم وهم لا يدرون كيف يصبّون كلّ هذه الفضائل العَليّة في حدود الكلمات ، وكيف يعبّرون عن معانيها البليغة من خلال الألفاظ ! أجل ، لم يكن قلّة اُولئك الذين اُشربوا في أعماق نفوسهم هذا المعنى الرفيع {0 وتَرَكتُ مَدحي لِلوَصِيِّ تَعَمُّداً إذ كانَ نورا مُستَطيلاً شامِلاً 0} { وإذَا استَطالَ الشَّيءُ قامَ بِنَفسِهِ وصِفاتُ ضَوءِ الشَّمسِ تَذهَبُ باطِلاً 0} مَنْ يريد أن يتحدّث عن جلال عليّ وفضائله يستبدّ به العجز ، وتطوّقه الحيرة ؛ فلا يدري ما يقول ! هي محنة كبيرة لا تستثني أحداً ؛ أن ينطق الإنسان بكلام يرتفع إلى مستوى هذه «الظاهرة الوجوديّة المذهلة» ؛ وهو عجز كبير مدهش يعتري الجميع مهما كانت القابليّة وبلغ الاستعداد .

ولا ريب أنّ أبا إسحاق النظّام كان قد لبث يفكِّر طويلاً ، وطوى نفسه على تأمّلٍ عميق مترامي الأطراف في أبعاد هذه الشخصيّة ومكوّناتها ، قبل أن يقول : «عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام مِحنَةٌ عَلَى المُتَكَلِّمِ ؛ إن وَفّاهُ حَقَّهُ غَلا ، وإن بَخَسَهُ حَقَّهُ أساءَ !» . عليٌّ عليه السلام في سوح القتال اللاحبة هو الأكثر جهاداً ، والأمضى عزماً ، والأشدّ توثّباً .

وهو في مضمار الحياة الوجهُ المفعم بالاُلفة ؛ حيث لا يرتقي إليه إنسان بالخلق الرفيع . وفي جوف الليل الأوّاب المتبتِّل ، أعبد المتبتِّلين ، وأكثر القلوب ولَهاً بربّه .

وبإزاء خلق اللّه هو أرفق إنسان على هذه البسيطة بالإنسان ، يفيض بالعطوفة واللين . وهو الأصلب في ميدان إحقاق الحقّ في غير مداجاة ، المنافح عنه في غير هروب . أمّا في البلاغة والتوفّر على بدائع الخطابة وضروب الحكمة وفنون الكلام ، فليس له نظير ؛ وهو فارس هذا الميدان ، والأمكن فيه من كلّ أحد . وللّه درّ الشاعر العلوي ، وهو يقول في ذلك : {0 كَم لَهُ شَمسٌ حِكمَةٌ تَتَمَنّى غُرَّةُ الشَّمسِ أن تَكونَ سَماها 0} تُرى ، هل يمكن لإنسان أن يُشرِف على منعرجات التاريخ ، ولا تشدّه تلك القمّة الشاهقة في مضمار الكرامة والحريّة والإنسانيّة ، وهي تسمو على كلّ ما سواها ! وهل يسوغ لإنسان أن يمدّ بصره إلى صحراء الحياة ، ثمّ لا يرفرف قلبه صوب هذا المظهر المتألِّق بالحبّ والعبادة ، المملوء بالجهاد والمروءة ، أو لا يُبصر هذا المثال المترع بالصدق والإيثار ، وبالإيمان والجلال !

ثمّ هل يمكن لكاتب أن يخطّ صفحات بقلمه ، ولا يهوى فؤاده أن يعطّر بضاعته بعبير يتضوّع بذكر عليّ ، ويخلط كلماته بشذىً يفوح بنسائم حياته التي يغمرها التوثّب ، ويحيط بها الإقدام من كلّ حدب ، ويجلّلها الجهاد والإيثار من كلّ صوب ! في ظنّي أنّ جميع اُولئك الذين فكّروا وتأمّلوا ، ثمّ استذاقوا طعم هذه الظاهرة الوجوديّة المذهلة ، إنّما يخامرهم اعتقاد يفيد : وأنّى للقطرة الوحيدة التائهة أن تُثني على البحر !

وأنّى للذرّة العالقة أن تنشد المديح بالشمس ! وأمّا كاتب هذه السطور ! فلم يكن يدُر بخلده قطّ أن يخطّ يوماً كلاماً جديراً في وصف تلك الشمس الساطعة ، كما لم يخطر بباله أبداً أن يكون له حظّ في حمل قبضة من قبس كتلة الحقّ المتوهِّجة تلك ، أو أن يكون له نصيب في بثّ شيءٍ من أريج بحر فضائلها الزخّار ، وأن يُسهِم في نشر أثارة من مناقبها المتضوّعة بعبيرٍ فوّاح . هكذا دالت الحال ومرّت الأيّام بانتظار موعد في ضمير الغيب مرتقب ! فقد قُدِّر لي وأنا أشتغل بتدوين «ميزان الحكمة» أن اُلقي نظرة من بعيد على هذا البحر الزخّار ، بحكم ضرورة أملتها هيكليّة الكتاب ، وساقت منهجيّاً إلى مدخلٍ بعنوان : «الإمامة» .

أجل ، لم يسمح «المدخل» بأكثر من نظرةٍ من بعيد إلى البحر اللجّي ، أطلّت على شخصيّة الإمام الأخّاذة عبر الكلام الإلهي والنبوي ، قد سمحت بتثبيت ومضات من سيرة ذلك العظيم على أساس ما تحكيه روايات أهل البيت عليهم السلام . مرّة اُخرى شاء التقدير الإلهي أن تتّسع موسوعة «ميزان الحكمة» (التي تجدّد طبعها ـ بفضل اللّه ـ مرّات ، وراحت تتخطّى الحدود وتصل إلى أقصى النقاط ، وهي تستجيب بقدرها لتطلّعات الباحثين عن المعرفة الدينيّة) وتمتدّ فصولها وتزداد . بعد تأمّلٍ طويل انطلقت بكاتب هذه السطور همّتُه ، وتبدّل العزم إلى قرار بالعمل يقضي بإضافة هذا الجزء .

كانت الرحلة بعيدة المدى ، وبدا الطريق طويلاً وأنا حديث العهد به ، لولا أن تداركتني رعاية خاصّة من الإمام ، ولا غَروَ وهو كهف السائرين على الحقّ وملاذهم ، ثمّ اكتنفتني همم كبيرة برزت من فضلاء كرام . وبين هذا وذاك أينع ذلك الجهد وأثمر بعد سنوات حصيلةً تحمل عنوان : «موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب في الكتاب والسنّة والتاريخ» هي ذي التي بين أيديكم .

ثمّ شاءت المقادير مرّة اُخرى أن يقترن طبع الموسوعة في السنة التي توشّحت باسم مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث راحت هذه المناسبة تستقطب إليها اُلوف الجهود والهمم [1] .

وها أنا ذا أتوجّه إلى اللّه سبحانه شاكراً أنعُمَه من أعماق وجودي وقد حالفني توفيقه في المضيّ قُدماً لإنجاز هذا المشروع المهمّ ؛ حيث هوّن العقبات ، وذلّل الصِّعاب ، ويسّر العسير .

إنّ «موسوعة الإمام» لهي إلى هذا العاشق الوله بذكر عليّ عليه السلام أعذب شيء في حياته وأحلاه ، وأدعى حصيلة تبعث على الفخر في سنيّ عمره ، حيث بلغت نهايتها بفضل اللّه سبحانه ، ومعونة خالصة أسداها عدد من الفضلاء . أجل ؛ إنّ «موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب» تجسِّد من الاُمنيات في حياتي ما هو أرفعها وأسماها ، وتستجيب من تطلّعاتي إلى ما هو أبعدها مدىً .

وما كان ذلك يتحقّق لولا فضل اللّه وتوفيقه ، فله حمدي ، وعليه ثنائي اُزجيه خاشعاً بكلّ وجودي . وما كان ليتمّ لولا رعاية خاصّة كنفني بها المولى أمير المؤمنين ، فله شكري ، وعليه سلامي ، فلولا ما فاء به من رعاية وتسديد ، ولولا مدده الذي أسداه في تذليل العقبات الكؤود وتيسيرها لما رسَت «الموسوعة» على هذا الشكل .

وحسبُ هذه الكلمات أنّها رسالة اعتذار تومئ إلى تقصير صاحبها ، ثمّ حسبها ما تُبديه من ثناء عاطر مقرون بالخشوع والجلال لكلّ هذه الرعاية الحافلة من أجل بلوغ المقصد .

إنّ «موسوعة الإمام» هي إطلالة على حياة أمير المؤمنين عليه السلام ، كما هي نافذة تشرف على السيرة العلويّة ، وتتطلّع إلى تاريخ حياة أكمل إنسان ، وأعظم المؤمنين وأبرز شخصيّة في تاريخ الإسلام بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

وتهدف «موسوعة الإمام» أن تترسّم السبيل إلى أعظم تعاليم عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأبلغها عِظة وتذكيراً . كما توفّرت على بيان أجزاء من حياة أمير المؤمنين عليه السلام وسيرته البيضاء الوضّاءة . وتسعى «موسوعة الإمام» من خلال استجلاء المعالم الملكوتيّة لإمام الإنسانيّة ؛ وتتطلّع عبر تدوين الخصائص العلميّة والأخلاقيّة والعمليّة لحياته التي تفيض بالتوثّب والإيمان ؛ وتصبو عبر تبيين ما بذله «صوت العدالة الإنسانيّة» من جهود مذهلة لبسط العدل وإرساء حاكميّة الحقّ ، إلى الجواب عمليّاً على السؤال التالي :

لماذا جعل الكتابُ الإلهي عليَّ بن أبي طالب شاهداً إلى جوار اللّه على الرسالة ؟ لقد انطلقت «الموسوعة» من خلال الاستناد إلى عرضٍ جديد ، وهيكليّة مبتكرة ، ومنهج مستحدَث فاعل ، لتقسيم السيرة العلويّة إلى ستّة عشر قسماً ، تضعها بين يدي الباحثين والمتطلِّعين إلى المعارف العلويّة ، وتُقدّمها إلى الولهين بحبّ عليّ عليه السلام ، وإلى طلّاب الحقّ والحقيقة … .

على هذا نأمل أن تجيء «الموسوعة» خطوة على طريق التقريب بين المذاهب ، وأن يكون شخوص «الأدب العلوي» وتبلوره فيها سببا لانتفاع الجميع ، ويهيّئ الأجواء لوحدة كلمة المؤمنين .

عنوان: موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

اسم المؤلف: محمد الريشهري و الآخرون.

الموضوع: سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)

عدد الصفحات: 4313.

تاريخ النشر: 1-1-2001.

النشر: دار الحديث للطباعة والنشر والتوزيع.

***

 

رابط قراءة و تحميل الموسوعة

http://lib.eshia.ir/27260/1/3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky