الاجتهاد: العلاقات بين الأزهر وإندونيسيا هي علاقات تاريخيَّة بدأت منذ عدة قرون وخاصة في القرن السابع عشر، عندما وصل التجار والعلماء المسلمين من إندونيسيا إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف، عادوا إلى بلادهم علماء وفقهاء نشروا صحيح الدين فيها.
ويلعب الطلاب الوافدين دورًا كبيرًا في تعزيز هذه العلاقة، وطلاب إندونيسيا في الأزهر يتجاوز عددهم ١٤ ألف طالب، ويتميزون بحرصهم الشديد على ضرب المثل في الأدب والأخلاق والتحلِّي بالقيم.
وتأكيدا على هذه العلاقة التاريخية، استقبل جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في قصر ميرديكا بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ وذلك لبحث سُبُل تعزيز التعاون المشترك.
ورحَّب الرئيس الإندونيسي بشيخ الأزهر في إندونيسيا، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة الملهمة والمهمة للشعب الإندونيسي، وذلك لما يحظَى به شيخ الأزهر من محبَّة واحترام كبيرين في نفوس الإندونيسيين، فالأزهر الشريف هو المرجعيَّة الأولى لمسلمي إندونيسيا في العلوم الشرعية والعربيَّة، وبذلك فإننا نسعى لزيادة أعداد الطلاب الوافدين -بل مضاعفتهم- الدارسين في الأزهر؛ لأنهم يمثلون الحصن المنيع الذي يساعد على حماية بلادنا وشبابنا من الأفكار المتطرفة.
ويعتبر الأزهر هو المقصد الأول لأبناء إندونيسيا لدراسة العلوم الشرعية والعربية، وخريجي الأزهر في إندونيسيا يحظون بمكانة رفيعة في البلاد ويتقلدون أرفع المناصب في مختلف المؤسسات، وكانوا ولا يزالون فخرًا لبلادهم وأداة لترسيخ أسس السلام والتعايش في المجتمع الإندونيسي.
كما أن الأزهر يسعد باستضافة آلاف الطلاب الإندونيسيين للدراسة في مختلف المراحل التعليمية في معاهده وجامعته، ومنهم الرئيس الخامس للجمهورية عبدالرحمن وجيد، كما يوفر الأزهر ١٧٥ منحة دراسية سنوية لأبناء إندونيسيا.
كما أن هناك اتفاقيات علمية متعددة وقعت مع اندونيسيا، حيث إن هناك اتفاق من عام 2010 لمدة 3 سنوات يجدد تلقائيا، بشأن تبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس وإجراء البحوث العلمية مع الجامعات الحكومية هناك مع جامعات إندونسيا.
وتحتوي إندونيسيا على ٥٥ جامعة إسلامية في مختلف المقاطعات الإندونيسية، وأكثر من ٨٠٠ ألف مسجد في إندونيسيا، ونقوم بتدريس مادة “وسطية الإسلام” لطلَّاب المرحلة الجامعية، وهي مادة إجبارية، وقد استُمدت موضوعاتها من المناهج التي تُدرس في جامعة الأزهر، لما للأزهر من تاريخ مشرف وخبرات كبيرة في إرساء قواعد الإسلام الوسطي، والتعريف بالمنهج الإسلامي الصحيح.