الواجب هو الدفاع الواعي والذكي عن المعارف الوحيّة، وعدم السماح للتيارات الانحرافية والملتوية بالسيطرة على الفضاء الديني

الاجتهاد: آية الله الحسيني في اجتماع مبلغي المجمع العالمي لأهل البيت “علیهم السلام”: تجديد العهد بالثقافة الحسينية، والحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية، والفعالية الاجتماعية؛ مسار المقاومة والحضارة الإسلامية الجديدة.

قال آية الله الحسيني، ممثل سماحة قائد الثورة الإسلامية في العراق، خلال اجتماع حضره مبلغون وفاعلون ثقافيون من المجمع العالمي لأهل البيت “علیهم السلام”، إنه تناول جوانب مختلفة من معارف أهل البيت “علیهم السلام”، وضرورة الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية، وأهمية تعزيز روح الفعالية الاجتماعية بين العلماء الدينيين.

وأشار إلى مكانة الإمام الحسين “علیه السلام” كنموذج سامٍ للتضحية، والسعي نحو العدالة، والمقاومة ضد الظلم، مؤكداً أن الإمام الحسين “علیه السلام” ليس شخصية تاريخية فقط، بل هو تجسيد حقيقي للثورة على الفساد والطغيان.

وأوضح أن تجديد العهد والميثاق مع الثقافة الحسينية يشكلان أرضية لبناء مجتمع يسعى للعدالة، ويتمتع بالمقاومة والحيوية لمواجهة المؤامرات والهجمات الثقافية للأعداء.

وأضاف آية الله الحسيني أن أعداء الإسلام يسعون بطرق متعددة، من بينها خلق الانقسامات الطائفية والعرقية والسياسية، لتفتيت وحدة المسلمين، مؤكدًا أن الاتباع والاقتداء بسيرة أهل البيت “علیهم السلام” وتعزيز الروابط الدينية والاجتماعية بين المسلمين هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه المخططات الشريرة.

كما أبرز دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية كحصن قوي في الدفاع عن الهوية الإسلامية ودعم محور المقاومة، مبيناً أن الجمهورية الإسلامية اعتمدت على القيم الإسلامية الأصيلة والقيادة الحكيمة، مما مكّنها من أن تكون رمز المقاومة في العالم الإسلامي، وقادرة على الوقوف في وجه الاستكبار العالمي والصهيونية الدولية. وشدد على أن هذا الطريق مستمر، وأن على الجميع واجب اليقظة والتضحية للحفاظ على هذا التيار وتعزيزه.

وتطرق إلى التحديات الفكرية والانحرافات الدينية، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على التعاليم الدينية الأصيلة وتجنب التحريفات والشبهات التي يروجها الأعداء بهدف إبعاد الأمة الإسلامية عن مسارها الصحيح.

وقال إن الواجب هو الدفاع الواعي والذكي عن المعارف الوحيّة، وعدم السماح للتيارات الانحرافية والملتوية بالسيطرة على الفضاء الديني.

وفي ختام كلمته، أكد آية الله الحسيني على أهمية الفعالية الاجتماعية والنشاط العملي للعلماء الدينيين، مبيناً أن هوية العالم الديني الحقيقية تتجاوز مجرد التحليل النظري، فهي تتمثل في الفعل الاجتماعي والقيام بدور فاعل في المجتمع. وأضاف أن من يقتصر على التحليل دون حضور ميداني يفتقر إلى الغيرة الدينية.

وشدد على ضرورة نقل تعاليم أهل البيت “علیهم السلام” ليس فقط كمعرفة نظرية، بل كمنهج عمل وتغيير اجتماعي، لبناء حضارة إسلامية جديدة.

واختتم بالقول: نحن اليوم نقف عند نقطة حساسة في تاريخ العالم الإسلامي، حيث يمكننا عبر إعادة قراءة وتجديد العهد مع ثقافة أهل البيت “علیهم السلام”، الحفاظ على وحدة وتماسك الأمة الإسلامية، ومواجهة هجمات الأعداء باليقظة والمقاومة، وتمهيد الطريق نحو حضارة إسلامية جديدة، مع تبني الفعالية الاجتماعية النشطة والفاعلة لتحقيق الأهداف السامية للإسلام.

 

المصدر: مكتب ممثل الإمام الخامنئي«دام ظله» في العراق

 

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky