الاجتهاد: الحوزات العلمية في لبنان تستنكر التعرّض للمرجعية الدينيّة ممثّلة بسماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
قال تعالى: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ)
على ضوء التطورات الأخيرة والعدوان الظالم على الجمهورية الإسلامية والتهديدات بتدخل أمريكي وأوروبي اجتمعت الحوزات العلمية وبعد التداول والتشاور أصدرت البيان الآتي:
تدين الحوزات العلمية بأشد عبارات الإدانة والاستنكار التعرض للمرجعية الدينية الممثلة بسماحة آية الله العظمي الإمام الخامنني دام ظله بالتهديد. وتعتبر ذلك جريمة تضاف إلى سجل العدو الحافل بالجرائم والتهديد بارتكابها. كما تدين الحوزات العلمية كل ما أقدم عليه العدو المتمثل بالولايات الامريكية والكيان المؤقت حتى الآن في عدوانه على الجمهورية الإسلامية المباركة في إيران، كما تدين كل إراقة لدم بريء وكل إزهاق لنفس زكية.
ترى الحوزات العلمية أن هذا التهديد الخطير يضفي على هذه الحرب بعدا آخر ويدخلها في دائرة ما يمكن تسميته بحروب المعنى: وإن أخطر الحروب التي يمكن أن تخاض هي حروب المعنى وهتك المقدسات.
ترى الحوزات العلمية أن التهديد بالقتل في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون، وتدينها الأعراف الدينية وقواعد الأخلاق في حدها الأدنى ومسلماتها البديهية. وإن أخطر ما تواجهه البشرية في هذه الفترة العصيبة من تاريخها هو كسر القواعد التي تحكم العلاقات بين الدول والمجتمعات.
تعبر الحوزات العلمية عن تقديرها وولائها لسماحة الإمام الخامنئي دام ظله الذي له في قلوب المسلمين في أقطار الأرض مكانة ومحل لا يرفعه مثل هذا التهديد وإن كان يُظهره ويبرزه، وبالتالي فإن المس المعنوي به عبر التهديد أو غيره من الجرائم المعنوية التي ترتكب في حقه هو مس بالكرامة الإسلامية ومحاولة لكسر الهيبة المعنوية للمرجعية الشيعية والإسلامية.
تهيب الحوزة العلمية في لبنان بجميع العقلاء على وجه المعمورة وتدعوهم إلى المطالبة بوضع حد لهذا التهور المجنون الذي حتى لو لم ينفذ سوف يدخل الإنسانية إلى سنوات في تعقيدات لا يُعرف منتهاها، ولا تحمد عقباها.
ترى الحوزة العلمية في لبنان أن هذه الحرب الظالمة على الجمهورية الإسلامية ليست مقطوعة الصلة عما قبلها ولن تكون كذلك بالنسبة إلى ما بعدها بل هي جزء من حلقة متواصلة بدأت من اليوم الأول لاستقرار أول مستوطن صهيوني بصورة غير مشروعة في فلسطين وسوف تستمر إن لم تواجه إلى أن تحوّل العالم الإسلامي إلى ساحة استعباد للأمة الإسلامية كلها، ولن يكون له ذلك بإذن الله، وبسواعد المجاهدين وأقلام العلماء والمفكرين.
تختم الحوزات العلمية بيانها بدعوة الأمة إلى اليقظة والانتباه والثبات وتبشرها بالفجر والنصر، وإنها تعتقد أن كل ما يفعله العدو وما يظهره من قوة إنما هو الأنفاس الأخيرة، وإنما هو ناجم عن الإحساس بالخطر المحدق به، ومحاولة بائسة لن تجدي بإذن الله.
إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرُكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.
الحوزات العلمية في لبنان.
بيروت ٢٢ذي الحجة ١٤٤٦. ٢٠٢٥/٠٦/١٨