الإبراهيمية

بعد شيخ الأزهر.. بابا أقباط مصر مهاجما “الإبراهيمية”: تفكير سياسي هدفه تدمير ثوابت الأديان

الاجتهاد: انطلق تداول مصطلح “الإبراهيمية” والجدل حوله مع توقيع الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2020. والاتفاق -الذي رعته الولايات المتحدة ورئيسها حينها دونالد ترمب ومستشاره جاريد كوشنير- يسمى “الاتفاق الإبراهيمي”.

شدد بابا أقباط مصر (تواضروس الثاني) على أن فكرة ما يُعرف بـ”الدين الإبراهيمي” مرفوضة تمامًا وغير مقبولة، مؤكدًا أنها تعد تفكيرًا سياسيًّا بهدف “تدمير ثوابت الأديان”.

جاء ذلك في مقابلة للبابا تواضروس مع القناة المصرية الأولى، الجمعة 8 يناير/ كانون الثاني، بعد نحو شهرين من رفض مماثل من شيخ الأزهر أحمد الطيب، وسط إشادة على منصات التواصل الاجتماعي، السبت، بحديث البابا.

وقال إن “هناك أفكارًا سبقت فكرة الدين الإبراهيمي التي هي فكرة سياسية، مثل أن الأديان كالألوان يمكن تغييرها كما نشاء، وهذا شيء لا يتناسب مع فكرة الدين، وكلاهما مرفوض تمامًا وغير مقبول”.

وأضاف تواضروس أن “من يفكرون بذلك (دون أن يسميهم) يرون أن الأديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام حسب التاريخ، منشؤها إبراهيم (أبو الأنبياء)، فقالوا كما يفكر الغرب نرجع له ونحذف المختلف، وهذا أمر غير مقبول في الشرق”.

وأشار إلى أن “الشرق الأوسط مهد الأديان، وهذه الفكرة (الدين الإبراهيمي) هي نتاج تفكير سياسي الهدف منه كسر ثوابت الدين أي دين، والثوابت هي من تحفظ كيان الإنسان والهوية، وبالتالي ما ينادي به الغرب شيء مرفوض”.

من جهته، غرد المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة، السبت، مشيدًا بحديث البابا، وقال إن “فكرة الدين الإبراهيمي تأتي في سياق ترويج التطبيع، وشيخ الأزهر رفضها قبل ذلك”. كما غرد الناشط السعودي المعروف تركي الشلهوب مشيدًا بحديث البابا.

وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب “دعوات مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالة واحدة أو دين واحد يسمى الإبراهيمية أو الدين الإبراهيمي”.

وقال الطيب “هذه الدعوى مثلها مثل العولمة والأخلاق العالمية وغيرها، وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها تدعو إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته”. واستدرك “إلّا أنها -هي نفسها- دعوة إلى مصادرة حريات الاعتقاد والإيمان والاختيار”.

وكانت صحيفة الأهرام المملوكة للدولة قد ناقشت تلك الفكرة آنذاك، قائلة إن “أول من أطلق مصطلح الدين الموحد بغرض سياسي بحت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، الذي علّق على العلاقات الإماراتية الإسرائيلية بمصطلح سُمع للمرة الأولى، حيث وصف الاتفاق (التطبيعي في عام 2020) بين الجانبين بالإبراهيمي”.

ما هي الديانة الإبراهيمية؟

هي مشروع بدأ الحديث عنه منذ فترة، أساسه العامل المشترك بين الأديان الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، باعتبارها ديانات إبراهيمية، نسبة إلى النبي إبراهيم عليه السلام.

والهدف المعلن للمشروع هو “التركيز على المشترك بين الديانات والتغاضي عن ما يمكن أن يسبب نزاعات وقتالًا بين الشعوب”.

وانطلق تداول مصطلح “الإبراهيمية” والجدل حوله مع توقيع الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2020.

والاتفاق -الذي رعته الولايات المتحدة ورئيسها حينها دونالد ترمب ومستشاره جاريد كوشنير- يسمى “الاتفاق الإبراهيمي”.

وفي نص إعلان الاتفاق المنشور على صفحة وزارة الخارجية الأمريكية، يرد ما يلي “نحن نشجع جهود دعم الحوار بين الثقافات والأديان للدفع بثقافة سلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاث والإنسانية جمعاء”.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky