خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / خاص بالموقع / 2 تقرير خبري / النجف الاشرف وحوزتها العلمية في فترة الطغيان البعثي

النجف الاشرف وحوزتها العلمية في فترة الطغيان البعثي

الاجتهاد: كتبت عددا من المقالات عن ظروف القهر والاستبداد البعثي الذي صب جام غضبه على شيعة العراق في فترة الحرب العراقية الايرانية . هي الفترة التي عشتها قريبا من المرجعية العليا المتمثلة بأية الله العظمى السيد الخوئي طاب ثراه. حيث اعتمد بعض الكتاب على مقالاتي واعتبروها وثائق تاريخية بينت تلك الفترة الحالكة, والان وردني طلب من احد الكتاب ان اوثق علاقة السيد الخوئي[قدس] بالمحيط الاجتماعي الذي كان يعيش فيه.

والكتابة عن تلك الفترة تستوجب ان ابين قضيتين . الاولى : نظرا لشدة المراقبة من الاجهزة الامنية وحزب البعث وذيولهم الذين كانوا يكتبون الى قيادتهم الحزبية .كل حركة ونشاط مهما كان بسيطا حتى ولو بشطر كلمة . ولكنهم يعتبرونها موقفا ضد الحزب والثورة ولا بد ان ينال قائلها وعائلته واقربائه وبعض افراد عشيرته ما يناسبهم من حكم يبن قسوة السلطة وطغيانها ضد الاطفال والنساء وغيرهم.

القضية الثانية: كانت الانظار والرقابة المشددة بكل ما للكلمة من معنى تنصب على طلبة العلوم الدينية الذين استهدفهم الحزب للإجهاز على بقية الحوزة في العراق بعد ان تم اغلاق الدراسات الحوزوية[في كربلاء المقدسة والكاظمية وجميع المدن الشيعية ولم تبق هناك مدارس للشيعة سوى النجف الاشرف]. وللسيد الخوئي كلمة عن تلك الفترة. قال: الشيخ الطوسي رحمه ىالله هو من اسس الحوزة العلمية. فلن ادع التاريخ يكتب وفي زمن السيد الخوئي انتهت الحوزة العلمية. لن اعطيهم ذلك ولو كلفني حياتي.

فعليك ان تتصور الظروف القاهرة المرعبة التي كان يعايشها المعممون والشيعة الملتزمون بخط اهل البيت{ع} والذين لا يتساعدون مع البعثيين في كتابة التقارير الحزبية ضد ابناء جنسهم ومذهبهم. هاتان القضيتان لا يمكن ان تصل الى {المشاعر} لان الحديث عنها الان كحديثنا للطفل عن لذة الجنس. او حديث الخائف من كل ما يدور حوله لشخص يعيش الحرية والامان . وحتما يختلف الناس عند البعثيين حسب موقعهم الديني والاجتماعي , الا انهم متساوون بالظلم والاعدام والتهجير.

في تلك الظروف كنا نتقرب في خدمة السيد الخوئي [قدس] لا لشخصه بل لأنه يمثل قطب الرحى في الوقوف والتصدي لزبانية صدام. وكنت ارى واسمع باذني ما يعانيه الرجل من بعض المعممين والمحسوبين على جهات {علمية بعثية} في النجف الاشرف .حين يبعثونهم للنيل من كرامة السيد الخوئي. وكنت ارصد منه الموقف الرجولي, ولا بد ان اذكر يوم رفض ان يتم تصويره من قبل محطة تلفزيون بغداد الذين نصبوا كاميراتهم في جامع الخضراء لتصويره يصلي المغرب والعشاء ويتم بثها في اليوم التالي انه{استجابة لنداء السيد رئيس الجمهورية المهيب الركن صدام حسين ادى المرجع الخوئي صلاة الغائب على ارواح الشهداء} وهذه خلال الحرب العراقية الايرانية . فنادى على السيد علي الافغاني وسيد ايوب اللذن يحملان السيد من سيارته الى محراب المسجد ان يعيدوه للسيارة , وفوت الفرصة على اعلام صدام وزبانيتهم.

كانت هناك مجموعة من الثقاة من العلماء محل ثقة للسيد الخوئي يتقدمهم السيد عبد الاعلى السبزواري والسيد مهدي الخرسان رحمه الله والسيد السيستاني دام ظله. الذي تم منعه من دخول جامع الخضراء لأداء الصلاة في حالة مرض السيد الخوئي وعدم تمكنه المجيء للصلاة .وعائلة الجواهري وبيت السيد محمد صادق الصدر. يقابلهم تقريبا جميع خدمة العتبة الحيدرية المقدسة ذلك الوقت. في ايام الزيارات والمناسبات يزور العراق ابناء الخليج من السعودية والكويت والبحرين وبقية دول المنطقة كلبنان وسوريا .

في وقتها وجهت قيادة الحزب في النجف احد عناصرهم{يرتدي عمامة} جاء ووقف بجانب المحراب اثناء رفع الاذان في الحضرة المطهرة. ليكبر للصلاة . في جامع الخضراء فالتفت السيد الى المرحوم الحاج عبد الحسين الخضار {قاري الدعاء} ان يزيحه من مكانه. ولكنه اصر بدون حياء . واخيرا تم ازاحته من مكان المناداة للصلاة. فتبين ان المومأ اليه مرسل من قبل دائرة الحزب والامن في الحضرة ليقيم الصلاة للسيد الخوئي . ولما كان عدد الحاضرين كبيرا لا يسعهم الجامع واغلبهم زوار من خارج العراق. فان الاخ المعمم سينهي دعاءه{ان يحفظ الله الرئيس القائد صدام حسين وينال من السيد الخميني {قدس}.هناك قضية جديرة بالانتباه .

حسب اطلاعي فان السيد رحمه الله كان يوصل اموال لبيوت عدد من السجناء والمعدومين في النجف وخارجها من قبل الثقة المحيطين به الذين عرفت منهم الحاج مهدي البلاغي والحاج عبد الله رحيم والحاج عبد علي محمد والثلاثة من اهالي الفاو. وشخص من اهالي القرنة لا اعرف اسمه. وكنت استلم اموالا يرسلها لي عن طريق المرحوم السيد مهدي الخرسان لاشترى مواد غذائية للمحتاجين واغلبهم عوائل السجناء والمعدومين والمهجرين. اضافة اني كنت الوحيد في النجف يرسلني للقيام بأعمال البناء{ترميم بيوت متهالكه} يسكنها ابناء وعوائل تم تكريم اهلهم بالسجن او الاعدام من قبل الحزب القائد.

اما علاقته بالثورة الاسلامية : كان لي صديق اسمه حامد المطوري وهو شاب من الفاو عمره 25 سنة ياتي يصلي كل يوم في الجامع. ولكنه انقطع تماما عن الحظور. ومن ينقطع عن الحظور لا يحق ان تسال عنه.

بعد انتهاء الحرب ورجوعي للبصرة وقعت في مشكلة امنية هربت على اثرها الى ايران . حين علم حامد المطوري اني اسكن في بيت الاخ عبد الله ربيعي ابو محمد زارني للاطمئنان على صحتي .سالته عن سبب انقطاعه عن الصلاة خلف السيد الخوئي. .قال: انا كنت احمل بريد من السيد الخوئي الى السيد الخميني [قدسره] واعود عن طريق الهور بمساعدة بعض المجاهدين, ولم اعرف ما في البريد مطلقا. هذا قبل الحرب: ووقعت في كمين للجيش وتم نقلي الى مديرية المخابرات العامة في بغداد. واعترفت لهم بمسؤوليتي .

اخذوا البريد وصوروه ثم ردوه لي وقالوا . نحن نريد ان نساعدك كونك عراقي وشهم . ونعطيك راتب ومسؤولية ان تأتينا بالبريد الوارد من الخميني وبالعكس. ثم اعطوني اجرة السيارة للنجف . في اليوم الثاني زرت السيد الخوئي في بيته ومعي بريد السيد الخميني [ العهدة على الراوي] يقول ذكرت له ما جرى علي.. قال ارجو ان تنقذ نفسك لانهم لا امان لهم سيقتلونك.!! واعطاني بريده كالعادة وقال سلم الاوراق لهم ليصوروها في بغداد ليطمئنوا . قبلت يده وجئت الى ايران واخبرت الجهة الثانية بما اتفقت مع السيد وتركت العمل وبقيت في ايران.

الموضوع عن حياة السيد وعلاقته بالمجتمع طويل ولكن لا بد ان ابين ان حياة الفقهاء مع الطغمة الفاسدة الظالمة في كل عصر لا تختلف عن الاخرى . رحم الله الافذاذ من اصحاب الائمة المعصومين {ع} ورحم اصحاب القلوب التي لم تقهر بطغيان حزب البعث .رحم الله الشهداء والمضحين للإسلام والثابتين على ولاية ال محمد الطيبين الطاهرين .

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

12/12/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *