خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / شهر محرم / المنبر الحسيني وسُبل معالجة الخطاب المتطرّف
المنبر-الحسيني-وسُبل-معالجة-الخطاب-المتطرّف

المنبر الحسيني وسُبل معالجة الخطاب المتطرّف

الاجتهاد: قبل أن ندخل في صُلب البحث لا بدّ من بيان حقيقة التطرّف، ومنابعه النفسية والفكرية، ومظاهره، وموقف الإسلام منه؛ لنبحث بعد ذلك سُبل معالجته في الخطاب.

التطرّف لغةً واصطلاحاً

التطرّف لغةً مشتقّ من (الطرف)، أي: منتهى الشيء مكانياً أو زمانياً، تقول:تطرّف، أي: (جاوزَ حدَّ الاعتدال، ولم يتوسّط)، فالتطرّف في اللّغة: هو الوقوف في طرف الشيء، أي: نهايته، بعيداً عن الوسط. أمّا اصطلاحاً؛ فالتطرّف هو الميل والخروج عملياً عن الوسط إلى أحد الجانبين (الإفراط أو التفريط)، وتجاوز الأُسس والقواعد الفكرية، أو المعايير الأخلاقية، أو الآداب الاجتماعية، أو الأساليب الإنسانية، أو تبنّي مفاهيم وقيماً مختلفة عن الواقع السليم.

منابع التطرّف

ينبثق التطرّف من الغلو، والتعمّق، والتعصّب، فالغلو هو: «التجاوز عن القدر، والغالي: هو الذي يتجاوز في أمر الدين ع عُدِل وبُين قال تعالى:( لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) فالمبتدعة غلاة في الدين، يتجاوزون في كتاب الله وسنّة رسول الله(ص) عن المعنى المراد، فيحرّفونه عن جهته وبالتالي هو نوع من التصلّب والتشدّد بدرجة تتجاوز الحدود الشرعية والعملية.

وأمّا التعمّق: فهو شعبة من شعب الغلو، كما ورد في بعض كلمات أمير المؤمنين(ع) : ( والغلوّ على أربع شعب: على التعمّق بالرأي، والتنازع فيه، والزيغ، والشقاق، فمَن تعمّق لم ينب إلى الحقّ، ولم يزدد إلا غرقاً في الغمرات، ولم تنحسر عنه فتنة إلا غشيته أُخرى، وانخرق دينه، فهو يهوي في أمر مريج).

وأمّا التعصّب: فهو تشدّد وعناد وإصرار، وانغلاق نفسي، وتزمّت لأمر يراه المتعصّب هو الحقّ دون سواه؛ إثباتاً لإنّيّته وأنانيّته من خلال ما تعصّب له، من دون وعي لحقيقة عقلية أو شرعية، كما وصف ذلك أمير المؤمنين (ع) بقوله: «ولقد نظرت فما وجدت أحداً من العالمين يتعصّب لشيءٍ من الأشياء إلا عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجّة تليط بعقول السّفهاء غيركم؛ فإنّكم تتعصّبون لأمر ما يعرف له سبب ولا علّة .
فمن خلال هذه الخصال القبيحة المذمومة تنطلق روح التطرّف، وتأخذ أشكالاً وألواناً متعدّدة، وتترك آثاراً سيّئة في الفرد والمجتمع، ومنها نشأة مذاهب فكرية وقومية منحرفة، لاقت منها البشرية الويلات، كالنازية، والفاشية، والصليبية، والصهيونية، والوهابية، وغيرها من المذاهب المنحرفة عن هدى الله تعالى.

بقلم: الشيخ جميل الربيعي

مجلة الإصلاح الحسيني العدد 25

دور المنبر الحسيني في الإصلاح الفكري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign