العنف والتكفير ليس اجتهاداً.. المتطرفون يأخذون بظاهر النصوص

العنف والتكفير ليس اجتهاداً.. المتطرفون يأخذون بظاهر النصوص

خاص الاجتهاد: في ظل إنتشار ظاهرة التكفير و وصم المسلمين بالإرهاب وانتشار ظاهرة “الإسلاموفوبيا” لابدّ من خروج الفقهاء والمثقفين لتصحيح المفاهيم الخاطئة، وإعادة الناس إلى الفكر الإسلامي الصحيح، بعيداً عن كل ما يُروّج من أفكار خاطئة.

المفکر الإسلامي الشیخ فیرحي لـ”الإجتهاد”:

العنف والتكفير ليس اجتهاداً.. المتطرفون يأخذون بظاهر النصوص

 

داوود فيرحي إلتقی موقع الاجتهاد حجة الإسلام الشیخ داوود فيرحي عضو الهيئة التدریسیة في جامعة طهران، وحاوره حول نظرية الاجتهاد، وارتباطها بالأفكار التكفيرية، بالإضافة لدور الفقهاء في تقارب المذاهب الإسلامية المختلفة.

بداية اللقاء أكد الدكتور فيرحي على أنّ النظرية التكفيرية لا تمتّ للاجتهاد بصلة وليست نظرية اجتهادية، وهي تدخل ضمن السطحية والأخذ بظواهر النصوص، وهم الأشخاص الذين يتكئون في أفعالهم على ظاهر النصوص، ومن ثمّ تختلط سيكولجيتهم بظواهر النصوص ليقوموا بعدها بإطلاق أحكام وفتواي تتلائم مع ما يريدون، والنظريات الاجتهادية ليست على هذا الحال.

ويؤكد فيرحي بأنّ نظريات الاجتهاد تقوم على عملية تحويل النص، ومثلٌ على ذلك ما جاء في القرآن الكريم بقوله تعالى: “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة” أو “أشداء على الكفار رحماء بينهم” أو “قاتلوهم حیث ثقفتموهم”، وعلى هذا الأساس يقوم الفكر السلفي باستنباط الأحكام من ظاهر الآيات القرآنية، ثّم يقولون بأن هذا هو حكم القرآن وهو بالتالي حكم الله ويجب علينا أن نقوم بتطبيقه والعمل به.

أما النظريات الاجتهادية فلا تقوم على هذا الأساس، إنما تقول أن هذا الكلام صحيح، غير أنّه هل يوجد معطيات أخرى لهذه الآيات، وعلى سبيل المثال في الفقه الشيعي يعتقد الفقهاء أن الجهاد واجب، غير أنّ الجهاد الإبتدائي ولأنّ خطره مرتفع يجب أن يكون الإمام المعصوم (عج) موجوداً ليعطي الحكم النهائي فيه، وعلى هذا الأساس فإنّ أحداً غير الإمام المعصوم (عج) لا يستطيع إعطاء حكماً بالجهاد الإبتدائي.

وتابع فيرحي، في السياق ذاته وفي بحث آخر، ففي نظرية التكفيري إذا وجد شخص لم يرعى حدود الإسلام وأصوله فإنه مرتد، لكنه يضع العديد من الشروط لدرجة الصعبة لدرجة أنّ أي شخص لا تنطبق عليه تلك الشروط، وفي الواقع إنها مفاهيم كبيرة للردع، والمفاهيم الكبيرة بالنسبة للمجتهد فإنها شبيهة بالقنبلة النووية، فإنهم يحتفظون بها، لكنهم أبداً لا يستخدمونها، غير أنّ النظرية التكفيرية وبلا أدنى تفكير يقومون باستخدامها، والآن يوجد العديد من الأحكام، غير شروطها صعبة التطبيق، غير أنّ النظرية الظاهرية تقول يجب أن تُطبق.

وحول أفضل طرق ارتباط الفقهاء من مختلف المذاهب والبلاد الإسلامية للإرتقاء بالعالم الإسلامي يؤكد فيرحي أنّه أمرٌ معياري، ويجب أن يكون الإرتباط بين الفقهاء وأصحاب الفكر المنفتح، مضيفاً أنّنا نشهد اليوم أمراً عالمياً وهو تسطيح المذهب، وهذا يشبه إلى حدٍّ كبير إجراء العمليات الجراحية الخطيرة في الشارع وهو الأمر الذي سيؤدي إلى موت المريض، “وتسطيح المذاهب” يشبه هذه العمليات، فعندما وصلت المذاهب إلى الشوارع والحارات، وأصبح بإمكان أي شخص أن يأخذ القرار الذي يُريد وغابت المراجع العلمية بات الخطر كبيراً.

وطالب فيرحي بإجراء حوارات علمية معمقة ومتخصصة، وقیام الفقهاء في طريقهم للسعي للتعمق في المسائل الدينية في مختلف البلدان بإجراء مثل هذه الحوارات، بالإضافة الوقوف في وجه تسطیح المذاهب ومنع العوام من العبث بأحكامها.

وختم فيرحي حديثه بأنّه وفي بعض المجتمعات الإسلامية باتت تكثر المظاهر الإسلامية كلبس بعض الملابس التي توحي بالإسلام، أو إطلاق اللحى أو إلى ما هنالك من هذه المظاهر، وهو الأمر الذي يوحي بأن المجتمع متديناً، غير أنّ الأمر ليس كذلك وهو أمرٌ خطير للغاية، وهم بذلك يخدعون المجتمع، وهم بهذه الأعمال يقومون بالتجني على المذاهب الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky