المصادر المالية عند الإمام الحسن “عليه السلام” والأمن الاجتماعي للأمة

الاجتهاد: دراسة “المصادر المالية عند الإمام الحسن “عليه السلام” والأمن الاجتماعي للأمة” محاولة للبحث عن الباعث وراء تلقي الإمام  الحسن المجتبى عليه السلام لقب كريم أهل البيت، ولماذا اختص به ، وما هي المصادر المالية التي كان يغذق منها عليه السلام على الفقراء وغير الفقراء من الأمة. / بقلم الشيخ عبد الغني العرفات

موجز المقالة: اشتهر الإمام الحسن “عليه السلام” بلقب كريم أهل البيت “عليهم السلام”، ولعل ذلك في الأعصار المتأخرة، فإن ألقابه عليه السلام في كتب التراجم والسير لم يرد من بينها (كريم أهل البيت).

فقد ورد في الهداية الكبرى للخصيبي (ت ۳۵۸): وألفابه: الزكي، والسبط، وسيد شباب أهل الجنة، والأمين، والحجة، والتقي، وفي إعلام الوری للطبرسي (ت 548): الإمام الثاني، والسبط الأول، سيد شباب أهل الجنة.

وروى الطبرسي رواية جابر عن رسول (ص): من سره أن ينظر إلى سيد شباب الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي”.

وفي ذخائر العقبي للطبري (ت694): روى أنه وأخيه الحسين ريحانتا النبي من الدنيا وأنهما شباب أهل الجنة “.

وفي مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي (ت652): ألقابه كثيرة: التقي، والزكي، والسيد، والسبط، والولي، وأكثرها شهرة به ” التقي” لكن أعلاها رتبة وأولاها به ما لقّبه به رسول الله (ص) حيث وصفه وخصه بأن جعله نعتًا له، فإنه صح النقل عن النبي (ص) فيما أورده الأئمة الأثبات، والرواة الثقات، أنه قال: ( إن ابني هذا سید).

غير أن روايات كثيرة وردت في كرمه عليه السلام، وكل أهل البيت كرماء، فلماذا خص هو (ع) من بينهم بهذا اللقب ، الذي لم يعرف به في الأعمار المتقدمة كما يظهر من كتب التراجم والسير السابقة الذكر؟

هذه الدراسة محاولة للبحث عن الباعث وراء تلقيه عليه السلام بهذا اللقب، ولماذا اختص به، وما هي المصادر المالية التي كان يغذق منها عليه السلام على الفقراء وغير الفقراء من الأمة.

المصادر المالية عند الإمام الحسن “عليه السلام”:

هناك احتمالات لهذه المصادر، سنسردها وتحاول إثبات بعضها ورد بعضها:

1- الحوائط السبعة وهي صدقة الزهراء عليها السلام”. الحائط هو البستان. وهذه الحوائط السبعة من أموال مخيريق اليهودي الذي أوصى بأمواله إلى النبي صلى الله عليه وآله، وكان حِبرًا من أحبار اليهود قد أسلم وقتل في معركة أحد ، وكان من بني قريظة وقد حاول إقناع قومه بالإسلام ولكنهم رفضوا.

2- صدقات أمير المؤمنين عليه السلام

الصدقات هي الوقوفات كما يظهر من بعض الروايات.

٣- أموال بيت مال المسلمين .

من المحتمل أن الإمام الحسين عليه السلام” بعد أن حدثت الهدنة أو الصلح مع معاوية لم يسلم أموال بیت المال لمعاوية لأنه الخليفة الشرعي والهدنة والصلح لا يعني تسليم هذه الأموال للطليق الذي كان من يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، كما أنه لم يرد شيء من الصلح بهذا بل على العكس من ذلك كما سنرى في النقطة الثالية.

4 – أموال بلاد فارس ( فسا و دارا بجرد).

وهما منطقتان فتحتا عنوة في بلاد إيران فهما من البلدان الخراجية العامة التي يُسلّم أهلها مقدارا من المال لبيت المال مقابل إبقائهم على عمارتها، ويصرف هذا المال في مصالح المسلمين ، وقد اشترط الإمام الحسن عليه السلام أن يقبض خراج هاتين المنطقتين.

5- خمس ذوي القربی

من المفترض أن يكون للإمام الحسن عليه السلام نصيب من الخمس فهو مصداق ذوي القربى الوارد في الآية الشريفة : فإن لله خمسه وللرسول ولذوي القربى ..”

سبر الاحتمالات
من البعيد أن يكون معاوية قد وفى للإمام الحسن عليه السلام بأموال فارس لأنه من أهل الغدر والخيانة، كما أن استلام خمس ذوي القربى زوي عن أهل البيت عليهم السلام كما قلنا، فيبقى لدينا احتمال أن تكون المصادر الما لية عند الإمام الحسن عليه السلام هي: الحوائط السبعة وصدقات أمير المؤمنين وبقايا أموال بيت المال.

وهذه الأموال ليست قليلة ولكنها لن تفي بميزانية دولة مترامية الأطراف كما هو الحال في زمنه عليه السلام .

 

تحميل تفاصيل المقالة

المصادر الماليّة عند الإمام الحسن