الاجتهاد: بين المرجع الديني آية الله الشيخ نوري الهمداني في رسالة بعثها الى مؤتمر “قادة شهداء المقاومة والاربعين الحسيني” الذي أقيم الثلاثاء 29 ديسمبر “2020” في مدينة قم المقدسة، أن الشهيدان سليماني والمهندس ضحيا بحياتهما في سبيل الدين والمثل الإسلامية ليبقى الإسلام طاهراً، ويبقى التشيّع ومدرسة أهل البيت(عليهم السلام).
وجاء في هذه الرسالة:
“بسم الله الرّحمن الرّحیم
اللهم صلّ وسلّم علی الصدیقة الشهیدة الرّاضیة المرضیة الحوراء الانسیة المظلومة المغصوبة فاطمة الزهراء سیدة نساء العالمین.
وبمناسبة استشهاد سيدة العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والذي يتزامن مع أيام استشهاد الشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، أقدم ما يلي.
أولاً: یجب ملاحظه الامر ان ألايام الفاطمية هي مظهر من مظاهر كل المناسبات مثل عاشوراء والغدير، وكل هذه أيام الله. لذلك لا ينبغي أبداً بأي ذريعة تجاهلها أو إهمالها، ويجب أن نجتهد في تعظيمها وعظمتها. وتعود هذه الأهمية إلى أن فاطمة (عليها السلام) كانت سبب الخلق وحافظت النبوة والإمامة، ومع استشهادها اهتم المجتمع البشري بمظلومیة الإمام علي (ع) إلى الأبد.
وشهيدنا الفريق الحاج قاسم سليماني الذي أعتبره شهيداً فاطمياً ،کان یحب الزهراء المرضیة ولم ينسی قط حداد تلك السيدة. لأن مدرسته وهدفه كان فاطمياً واتبع خط وطريق الدفاع عن الحقيقة واتخذ الولایة نموذجاً من السيدة فاطمة (سلام الله علیها).
اعلموا یا أعزائي كان إخلاص الشهيد سليماني وإيمانه ومثابرته وصبره وجهاده وشجاعته هو ما جلب له السعادة. كان یعتقد بأن المساومة مع الظالم مستحيل والتواضع تجاه المظلوم شرف له لم یتنازل في الدفاع عن الحق، وکان یسافر إلى البلدان لشرح ذلك الأمر ولم يتوقف عن التعبير عن الحق ولو لحظة ولم يعتبر نفسه أهلاً بالحفاظ على الدين وجوهر الإسلام النقي. وقد أخذ بالفعل مثال (نموذج) فاطمة الزهراء(س) ونال أجر المجاهدين بالاستشهاد في أيام الفاطمیة.
اليوم أقول للجميع. حافظوا على هذا البلد الفاطمي والعلوي والحسيني ولا تدعوا العصابات الخائنة تمد یداها علی هذا البلد. على المسؤولين أن يحاولوا إبقاء هذا البلد فاطمياً وعلوياً ولا ينبغي أن تُسحق دماء الشهيد سليماني وآلاف الشهداء الآخرين الذين تعلموا في الثقافة الفاطمية والعلوية.
وقد ضحى الشهيدان سليماني وأبو مهدي المهندس بحياتهما في سبيل الدين والمثل الإسلامية ليبقى الإسلام طاهراً، ويبقى التشيّع ومدرسة أهل البيت عليهم السلام لكي لايؤخذ منا الفاطمية وعاشوراء والغدير.ليكن الناس في راحة وأمان ولا يتعدي أحد على القيم الإسلامية والثورية. لنعيش في ثقافة الجهاد والاستشهاد ونستجيب بشكل إيجابي لنداء كل مضطهد ومظلوم خارج الحدود الجغرافية والعرقية.
والإخوة والأخوات الأعزاء، المحافظة على هذا النظام الإسلامي الذي تعتبر ولاية الفقيه ركيزة منه واجب علينا. لذلك إضعافه حرام. كما يلزم حماية دماء الشهداء وخدمة الشعب. يجب على مسؤولين الدولة أن يعملوا من أجل خير الناس وسلامتهم وراحتهم، وأن يعلموا أنه لا يجوز المساومة مع الظالمين ومن ينتهك حقوق أمتنا، ويده ملطخة بدماء شبابنا الأعزاء.
في النهاية اقول: إذا كنا صامدين ونلتزم بالقيم الإسلامية والثورية ولا نغض النظر عن الغرباء(الاجانب) بوحدة الكلمة والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، وتحت رعاية إمام عصر التعجيل، يكون المستقبل مشرقاً جداً والنصر لنا.إن شاء الله، بسبب مرض فيروس كورونا، الحضور محدود هذه الأيام مع الأخذ في الاعتبار توصيات خبراء الصحة في البلاد، يجب الحفاظ على احياء ذكرى استشهاد الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس، والاستفادة من فرصة الفضاء الإلكتروني لهذا الغرض.