الاجتهاد: فيما دعا سماحة المرجع الديني آية الله السيد موسى شبيري الزنجاني، جموع المؤمنين والمسلمين لرفع أيادي الدعاء لله تعالى والتوسل للنبي وآله، حتى يرفع الله خطر جائحة كورونا عن جميع خلق الله، خاطب طلبة الحوزة الدينية والمبلغين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، داعيا إياهم إلى تجنب إثارة القضايا الضبابية غير الواضحة التي تثير الشك والريبة وليس فيها رضا الله تعالى.
جاء كلامه هذا، عند زيارته لمرقد السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في مدينة قم، حيث صرح سماحته في معرض رده على سؤال حول ما إذا كان لديه توصية للناس في ظل هذه الظروف الصعبة.
وفيما عبر المرجع شبيري الزنجاني عن أمله في أن تنجح الكوادر الصحية والأطباء في مهامهم الصعبة وأن يوفقهم الله في ذلك، أكد إن واجبنا اليوم هو التوسل والتضرع عند البارئ عز وجل والنبي وأهل بيته عليهم السلام.
وأشار سماحته إلى إن أهل البيت النبوة عليهم السلام لديهم منزلة رفيعة عند الله، وقد استطاع الشيعة أن يتجاوزوا كثيرا من المحن بفضل التوسل إليهم. واليوم يتحتم علينا الدعاء سيما وإن شهر رمضان هو شهر الاستغفار والعبادة والدعاء.
وفيما أشار المرجع شبيري الزنجاني إلى عدم إمكانية إقامة مراسم عامة بسبب انتشار فيروس كورونا، أكد سماحته إن ذلك لا يعني الابتعاد عن الدعاء والصلاة، وإنما يجب الالتزام بما أكده المعصومون عليهم السلام بشكل فردي.
كما بين سماحته إن خلوص النية للتقرب من البارئ عز وجل شرط لاستجابة الدعاء والعبادة، مؤكدا بالقول: على المسلم أن يأخذ رضا الله تعالى بنظر الاعتبار ويهتم بالأمور التي تترتب منها فائدة شرعية. فهناك بعض الأمور التي تنتشر بين حين وآخر، لكن الانتشار والشيوع لا يدل على صحة تلك الأمور، فالمعيار ليس الأمور الشائعة التي تفتقد للدلائل الشرعية.
وفي جزء آخر من حديثه، تطرق آية الله الشبيري الزنجاني إلى ما على عاتق رجال الدين من واجب خطير في إرشاد الناس وتوجيهم دينيًا، قائلا إن المبلغين يجب أن يأخذوا بنظر الاعتبار ما يمكن أن يلعب دورًا أكير في هداية الناس. فعلينا تقديم القضايا والأمور “بيّنة الرشد” والابتعاد عن القضايا الضبابية التي يمكن أن تكون محل شبهة وشك، أو تلك التي يكمن فيها رضا بعض الناس وليس رضا الله تعالى. علينا أن نجعل من رضا البارئ عز وجل معيارا لأفعالنا وأقوالنا. ومن ضن ما يمكن تقديمه في الشهر المبارك هو القضايا الأخلاقية والأحكام الشرعية التي دائما ما اهتم بها كبار علماؤنا.
وتابع سماحته بالقول: “على المؤمنين في هذا الشهر الفضيل الإكثار من تلاوة القرآن ومساعدة الفقراء. فمن لا يقدر على الصيام عليه أن يبادر إلى مساعدة العوائل المحتاجة حتى تتمكن من الصيام. فمد يد العون إلى الناس أفضل العبادات.
آية الله شبيري الزنجاني أوصى طلبة الحوزة وأهل العلم أيضا أن يستغلوا هذه الأيام لتطوير أنفسهم علميًا ومعرفيًا، فالبحث العلمي ليس بحاجة إلى شكليات أو إجراءات خاصة، كما لا يحدّه الزمان ولا المكان، وهذا ما يميز الحوزات الدينية. صحيح إن الدارسة الحضورية باتت صعبة لكن بالإمكان متابعة الجانب الدراسي عبر المباحثات، فلا يجب أن ننأى بأنفسنا عن العلم واكتسابه.
المصدر: شفقنا