الاجتهاد: أكد المرجع الديني آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، أن الاعداء نكلوا بالكثير من البلدان الاسلامية وزرعوا الخلاف بين المسلمين من خلال تأسيس جماعات مثل داعش وجعلوها تهاجم المسلمين، مبينا ان العدو يحاول تدمير قوة المسلمين بأيدي المسلمين.
وفي رسالة مصورة للمؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الإسلامية الذي انطلقت الدورة الـ34 من أعماله أمس الخميس 29 أكتوبر الجاري وستستمر حتى يوم الأحد المقبل، قال آية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي: ان اقامة هذا المؤتمر من المآثر والابداعات المهمة جداً.
وأضاف: المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية حركة مهمة في وجه من يعادون الوحدة وهو يرسل رسائل توحيدية في العالم الإسلامي.
وقسم سماحته معارضي الوحدة إلى 3 مجموعات، مؤكداً وجوب التصدي لنشاطهم واحباط جهودهم وقال: المجموعة الأولى هي المتطرفين الذين ينفثون في نار التفرقة دائماً. المتطرفون مثل هؤلاء، موجودون في المذاهب المختلفة ويجب التصدي لهم.
واعتبر ان الوهابية هم المجموعة الثانية الرافضة للوحدة وقال: هؤلاء يعتبرون أنهم المسلمون فقط ويكفرون الآخرين من الشيعة والسنة، ولذلك يرفضون الوحدة الإسلامية.
وتابع آية الله مكارم الشيرازي: المجموعة الثالثة المعارضة للوحدة الإسلامية هم الاجانب والغربيين وامريكا والكيان الصهيوني. واعبرت أن هؤلاء يعملون على اثارة الخلاقات ومنع الوحدة الإسلامية.
ورأى أن المجوعات الثلاثة تعمل دائماً ضد الوحدة لذلك، فإن المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية والذي ينعقد سنوياً أمسك بزمام الأمور ويواجه هؤلاء؛ وهو مؤثر حقاً.
واعتبر سماحته ان رسالة الوحدة هي رسالة المنطق ورسالة الاختلاف هي رسالة الشيطان وقال: الناس يؤمنون بالرسالة الأخلاقية أسهل مما يؤمنون بالرسالة الشيطانية. لذلك تقع مسؤولية كبيرة على عاتق هذا المؤتمر، مؤكدا أن الاعتماد على التعاليم الإسلامية وبصورة خاصة التعاليم القرآنية هو أفضل طريقة لوصول إلى الوحدة.
وأشار سماحته إلى أن الوحدة في رؤية القرآن الكريم وقال: في العادة عندما يدور الكلام عن الوحدة تتم قراءة الآية «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا».
وهذا صحيح، حبل الله في هذه الآية هو القرآن الكريم. أي تمسكوا جميعاً بالقرآن الكريم ولا تتفرقوا، لافتا الى نموذج قرآني آخر وهو الآية 105 من سورة آل عمران: “«وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا».
وشدد المرجع الديني مكارم الشيرازي على أن الوحدة هي روح المذهب، وإن النزاع والخلاف يُضعف المسلمين؛ في حين أن مجموعة من المتطرفين الوهابيين لا يبالون بهذا الأمر. ولا يمكننا أن نتوقع من الاجانب شيئاً غير ذلك، فشغلهم الشاغل هو زرع التفرقة.
وشرح الآية 65 من سورة الانعام قائلاً: “قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا”، الصاعقة من أنواع العذاب السماوي، والزلزال من العذاب تحت الأرجل، والعذاب الثالث هو الخلاف. مما يضع زرع الخلاف في مستوى عذاب الصاعقة والزلزال. لا نعلم هل يقرأ المتطرفون الوهابيون هذه الآية، هل يقرأون القرآن الكريم؟ هل يهتمون بتعاليم القرآن الكريم، كيف يتجهون إلى الفرقة وقد وضعها القرآن الكريم في مستوى الصاعقة والزلزال.
ولفت إلى أن الآيات 31 و 32 من سورة الروم تحتوي على تعابير أشد، وقال: “لا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا” أي ان القرآن الكريم يضع التفرقة في مقام الشرك.
وأكد أن المسلمين قوة كبيرة في العالم الإسلامي بشرط أن يحافظوا على اتحادهم، والعدو يقوم بتفرقة المسلمين كي لا تظهر بوجهه قوة كبيرة.
وتابع: الأعداء نكلوا بالكثير من البلدان الإسلامية وزرعوا الخلاف بين المسلمين، وأسسوا جماعات مثل داعش، وجعلوها تهاجم المسلمين. العدو يحاول تدمير قوة المسلمين بأيدي المسلمين وهذا أمر أقل تكلفة وأقوى تأثيراً.
وقال: أتمنى أن يعود الجميع إلى القرآن الكريم وأن يأخذوا التعاليم القرآنية في نظر الاعتبار. القرآن لا يدعوا إلى الوحدة في هذه الآيات فقط بل هناك آيات عديدة لو تم جمعها لأصبحت كتاباً للوحدة الإسلامية.
وأضاف سماحته: للأسف توجد مجموعة لا تفهم أو لا تريد أن تفهم وأنا لست متفاءلاً بهذه الجماعات، هؤلاء قد يكونون أداة للأجانب من أجل استفزاز المتطرفين الوهابيين.
وشدد آية الله مكارم الشيرازي على ضرورة أن يهتم الجميع بالمؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية وأن ينفذوا قرارات المؤتمر، وان يُقام المؤتمر في كل عام أفضل من العام الذي سبقه حيث يضع العدو في كل عام خططاً جديدة للتفرقة، وبالتالي يجب أن نفتح أبواباً جديدة للوحدة.
واعتبر أن أي جهد من أجل الوحدة الإسلامية هو عبادة مهمة جداً وقال: السعي من اجل الوحدة يتفق مع التعاليم الإسلامية والقرآنية . ونأمل أن يصحو الغافلون وأن يغيروا طريقهم.
يشار إلى أنه انطلقت أمس الخميس في طهران فعاليّات المؤتمر الرابع والثلاثين للوحدة الإسلامية تحت عنوان “التعاون الإسلامي في مواجهة الكوارث والبلايا”، ‘ بحضور رئيس مجلس الشورى الإسلامي “محمد باقر قاليباف”، و آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي و جمع من كبار علماء العالم الإسلامي.
وأعلن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية “الشيخ حميد شهرياري” أن 167 عالماً من 47 دولة و 92 مفکرا محلیا سيلقون محاضرات في المؤتمر الدولي الـ34 للوحدة الاسلامية الذي انطلق اليوم في طهران عبر الفضاء الافتراضي.و یتوقع أن يبلغ عدد المحاضرات 350 محاضرة
المصدر: العالم