الاجتهاد: ينبغي للمتعافين الذين أنعم الله تعالى عليهم بالعافية والشفاء التواصل مع المراكز الطبية للتبرع ببلازما النقاهة من أجل تخفيف معاناة المصابين وتقليل الضحايا منهم فإن لهم بذلك أعظم الأجر والثواب بل قد يكونون بذلك شركاء في إنقاذ نفس فينالهم أجر﴿ وَمَن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيَا النّاسَ جَميعًا.
وجه المرجع الديني الكبير آية الله السيد محمد سعيد الحكيم، الى الشعب العراقي أموراً مهمة لمواجهة جائحة #كورونا.
وقال المرجع السيد الحكيم في بيان صدر أمس عن مكتب سماحته في النجف الأشرف:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها العراقيون والمؤمنون الكرام أعزهم الله تعالى في جميع البلدان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نتوجه إليكم مرة أخرى بشأن الوباء الذي اجتاح العالم وسبّب انتشاره مئات الآلاف من الوفيات .
قد حرص العاملون في المجال الطبي من أطباء وممرضين وعاملين على بذل جهود كبيرة في معالجة المصابين وتقديم ما يمكنهم من الخدمات لهم فجزاهم الله خيرا وأجزل لهم عطاياه في الدنيا والآخرة.
ومن جهودهم المشكورة سعيهم لتخفيف معاناة المصابين وتقليل الضحايا فيهم مهما أمكنهم ذلك رغم عدم اكتشاف علاج حاسم وقد أكّد بعض الأطباء المختصين أن (بلازما النقاهة) مما يخفف أعراض الوباء ويُقلل الوفيات بين المصابين.
ولذلك فإننا نبين للعراقيين والمؤمنين جميعا أمورا مهمة:
أولا: ينبغي للمتعافين الذين أنعم الله تعالى عليهم بالعافية والشفاء التواصل مع المراكز الطبية للتبرع ببلازما النقاهة من أجل تخفيف معاناة المصابين وتقليل الضحايا منهم فإن لهم بذلك أعظم الأجر والثواب بل قد يكونون بذلك شركاء في إنقاذ نفس فينالهم أجر﴿ وَمَن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيَا النّاسَ جَميعًا ﴾
وليتذكروا أنهم في شدة عوارض المرض كانوا يتشبثون بالأمل واليوم هم يملكون ما يبعث الأمل في نفوس المصابين الذين تنتابهم آثار هذا الوباء الشديدة فلا يقصّروا في التعاون مع الأطباء والمختصين ودعم جهودهم في انقاذ المصابين وتخفيف معاناتهم بالتبرع ببلازما النقاهة كلما احتاجوا لذلك نسأل الله تعالى أن يكلل جهود المخلصين بالنجاح ويعجل بالشفاء والعافية للمصابين على أيديهم.
ثانيا: نتوجه إلى الكادر الطبي من أطباء وباحثين وصيادلة وممرضين وعاملين بالشكر والتقدير لجهودكم ووقفتكم المشرفة في معالجة المصابين بهذا الوباء وتعريضكم لأنفسكم لخطر الإصابة به فجزاكم الله خير جزاء المحسنين.
وعليكم لإكمال مهمتكم الصعبة أن تكونوا خير معين للمصابين في محنتهم تبثّون فيهم الأمل والمحبة وتبعثون في نفوسهم الأُنس والسلوة فأنتم أحبتهم الذين تخففون عنهم وحشتهم ومعاناتهم بأعراض الإصابة فبارك الله بكم وبجهودكم.
ونأمل منكم أن تتعاونوا فيما بينكم وتشكلوا فرقا بحثية ومراكز طبية معلوماتية لمتابعة حالات المرضى ودراسة هذا الوباء وعوارضه وتأثيراته والمؤثرات عليه فإن فيكم من العلماء والباحثين من إذا اجتمعت جهودهم وتمّ التنسيق بينهم أثمرت الخير الكثير فوفقكم الله تعالى وأعانكم وكلّل جهودكم بالنجاح.
ثالثا: نؤكد على المؤمنين الالتزام بالتعليمات الصادرة من المسؤولين والكوادر الطبية التي تقلل انتشار الوباء من التباعد الاجتماعي وعدم حضور التجمعات ولبس ما يمنع من التلامس من الكمامات ونحوها. فإننا في هذه المحنة لابدّ لنا من التكاتف والتعاون لنتجاوزها وإلاّ فالمأساة ستكون مؤلمة (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
رابعا: نشكر المؤمنين أعزهم الله تعالى على تكاتفهم وتعاونهم وتكافلهم في هذا الظرف العصيب فقد ظهروا بصورة تبعث على الفخر والاعتزاز فترى الخيِّرين والمجاميع الشبابية المؤمنة يبذلون ما يملكون من مال وجهد من أجل سدّ حاجة العوائل المتعففة.
ونسأل الله تعالى أن يتقبل ذلك منهم ويجعله سببا لدفع الوباء عنهم ببركة وليه الحجة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وفي الختام نبتهل إلى الله سبحانه أن يدفع البلاء والوباء وأن يمنّ على المصابين بالشفاء وأن يتقبلنا جميعاً عبيداً تائبين ويجعلنا لرضاه ساعين وبالثقلين متمسكين إنه أرحم الراحمين وولي المؤمنين وهو حسبنا ونعم الوكيل.
مكتب السيد الحكيم
15/ شوال المكرم/ 1441 هجرية