الاجتهاد: اصدر المجمع الفقهي الجزائري حول القاديانية، فتوى بتكفير الطائفة القاديانية بالحكم عليها بالخروج من ملة الإسلام بسبب الأفكار الفاسدة التي تتبناها و تروج لها.
وأكد في اجتماع المجلس العلمي الوطني للمجمع بعد اجتماع له بالأغواط نهاية الاسبوع بأن هذه الطائفة تخالف المعلوم من الدين، في العقائد أو العبادات أو المعاملات،كما انها تطعن في الذات الإلهية، وتدعي بنبوة زعيمها ( الميرزا غلام أحمد).
ودعا المجمّع الفقهي الجزائري، في بيان له، الضحايا الذين وقعوا في حبال هذه العقيدة الكافرة إلى الرجوع لجادة الصواب ودين الحق بالتوبة، محذرا أتباعها بان تكون نهايتهم مثل نهاية أتباع “مسيلمة الكذاب” و”الأسود العنسي”، الذين كان مصيرهم التنكيل والتقتيل من الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه و صحابة النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
كما أكد المجمع الفقهي الوطني في ذات البيان، بان هذه الطائفة تشكل خطرا على جماعة المسلمين، محملا الأئمة والدعاة والعلماء وعامة المسلمين، مسؤولية تعميم وتأكيد فتوى تكفيري القاديانيين، حتى يعلم الجميع حكم الشرع في هذه المسألة.
كما شدّد على القضاة والأسلاك الأمنية المشتركة، بضرورة اعتماد الفتوى كقاعدة شرعية وسند قانوني، لتشديد الخناق على من تسول له نفسه التلاعب بعقيدة الأمة و المساس بمقدساتها.
و لم يستثن البيان الوارد من المجمع الفقهي الجزائري، الإعلاميين والمثقفين و كل شرائع المجتمع فيما يتعلق بمسؤولية التخندق في واجب حماية الدين ووحدة الوطن، من خلال تلقف هذه الفتوى والتمكين لها بكل قوة، بان يستغل كلّ موقعه و وسائله المتاحة بما في ذلك مواقع التواصل الإجتماعي و الفضاءات الإلكترونية والشبكات العنكبوتية المعلوماتية.
القاديانية أو الجماعة الأحمدية هي عبارة عن حركة إسلامية تجديدية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية، مؤسسها هو ميرزا غلام أحمد القأدياني (1835-1908)، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، حيث وضع أسس جماعته في 23 من مارس عام 1889 وسماها الجماعة الإسلامية الأحمدية.
ادعى ميرزا غلام أحمد بأنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري، وبأنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر من قِبل المسلمين، والفكر الأحمدي يشدّد على الاعتقاد بأن الإسلام هو الديانة السماوية الأخيرة للبشرية جمعاء والتي نزلت على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ويعيش الأحمديون في كل البلدان التي يوجد بها مهاجرون من شبه القارة الهندية، حيث إن الاضطهاد الشديد والقمع المنظم تجاه هذه الجماعة في عدد من الدول الإسلامية حذت بالعديد من أفرادها الأحمديين للهجرة والاستقرار في بقاع أخرى من العالم، وبعد وفاة الحاج مولانا حافظ حکیم نور الدین – الخليفة الأول لمؤسسها – انقسمت الجماعة إلى فرعين: الحركة الأحمدية في لاهور وجماعة المسلمين الأحمدية.
من معتقداتها
• يعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ـ.
•تعتقد القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً.
•يعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن.
•يقولون لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد.
•يعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم
• يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة.
أبرز الشخصيات
من أبرز الشخصيات السياسية القاديانية حبيب الله شاه الذي عينه الإنكليز حاكما على العراق إثر احتلالهم له بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وظفر الله خان الذي كان أول وزير خارجية لباكستان عند إعلان قيامها، وأقيل عام 1954 إثر احتجاجات طالبت بتنحيه عن منصبه وسقط فيها عشرات الآلاف من القتلى.
مقرها
تتخذ القاديانية من العاصمة البريطانية لندن مقراً رئيسياً لها، حيث يجتمع فيها كل عام عشرات الألوف من أتباعها قادمين من مختلف أنحاء العالم، فيما يشبه كرنفالاً ضخماً أو موسم حج جامع، ويرددون أثناء اجتماعهم -الذي يستغرق بضعة أيام- ابتهالات وتضرعات بشكل متواصل، ويستمعون إلى مواعظ وإرشادات من علماء الجماعة ودعاتها.
ويشكل هذا اللقاء السنوي فرصة للالتقاء وتقويم مسيرة “الدعوة” على امتداد عام كامل، وفي اليوم الأخير يتجمع الحاضرون في باحة واحدة ويجددون “البيعة على الطاعة المطلقة لخليفة الجماعة”. ويتعهدون بمواصلة نشر دعوتهم وخدمتها بسلسلة كبيرة من المؤسسات التعليمية والصحية والتجارية.
ولنشر دعوتها عبر مختلف أنحاء العالم أنشأت الجماعة القاديانية -خلال تسعينيات القرن العشرين- أول قناة تليفزيونية “إسلامية” تبث برامج ذات طابع ديني على مدار الساعة، وبأكثر من 15 لغة عالمية من بينها اللغة العربية، وتغطي جميع أقطار العالم.
وقد أثار ترخيص الحكومة البريطانية لهذه القناة -في حين رفضت ترخيص قنوات لجهات إسلامية أخرى- علامة استفهام كبيرة لدى الجالية المسلمة في بريطانيا بشأن أهداف الجماعة وعلاقتها بحكومة لندن.
المصدر: وكالات