الاجتهاد: صدر حديثا عن مركز تراث سامراء كتاب( اللوامع الحسنية في الأصول الفقهية) للعلامة السيد حسن الصدر الكاظمي (قدس سره) تحقيق الشيخ إبراهيم الجوراني، جمع فيه المصنف آراء الأفذاذ من مدرسة الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري (قدس سره) في علم الأصول، وآراء تلامذته وفي طليعتهم المجدد الشيرازي (قدس سره)، كما ضمنها آراءه الشخصية.
يقول المؤلف (في تكملة أمل الآمل): كتاب ” اللوامع الحسنية في الأصول الفقهية ” بطريق الايجاز من أول علم الأصول إلى آخره، ذكرت فيه نتائج أفكار الشيخ مرتضى، وهو كتاب لم يصنف مثله على مسلك الشيخ في علم الأصول
يذكر أن العلامة السيد حسن الصدر (مؤلف كتاب تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام) هو من أعلام مدرسة السيد المجدد وعيون تلامذته، صاحب المصنفات القيمة في مختلف العلوم، والذي لازم السيد المجدد ينهل من معين علمه الثر، ويستنشق عبق أنفاسه المقدسة، طيلة عشرين عاما قضاها في سامراء المشرّفة ، ومما يزيد من قيمة هذا الكتاب احتواؤه على آراء السيد المجدد التي طرحها في سامراء.
ولد بالكاظمية 29 شهر رمضان سنة 1272 وتوفي ليلة الخميس حادي عشر ربيع الأول سنة 1354 في بغداد وحمل نعشه ضحوة يوم الخميس على الرؤوس إلى الكاظمية فدفن في مقبرة والده السيد هادي في حجرة من حجرات صحن الكاظمية وشيعه خلق كثير من خارج الكاظمية من بغداد وغيرها إلى محل دفنه من العلماء والأعيان والاشراف ورئيس الوزراء وسائر الوزراء وممثل الملك.
وهو من عائلة شرف وعلم وفضل نبغ منهم جماعة واصلهم من جبل عامل من قرية شدغيث التي هي الآن خراب ومن قرية معركة كلتاهما في ساحل صور وهاجر جدهم السيد صالح إلى العراق ثم أصفهان في فتنة الجزار وبقي بعض ذريته في أصفهان وبعضهم في الكاظمية وبقي باقي عائلتهم في جبل عامل إلى اليوم وهو من ذرية السيد إبراهيم الملقب بشرف الدين لا من ذرية السيد صدر الدين وإن اشتهر بصدر الدين ونشا هو في الكاظمية.
كان عالما فاضلا بهي الطلعة متبحرا منقبا أصوليا فقيها متكلما مواظبا على الدرس والتأليف والتصنيف طول حياته رأيناه وعاصرناه في العراق وكان مدة إقامتنا في النجف مقيما في سامراء ورأيناه عند تشرفنا بزيارة المشاهد الشريفة في العراق عام 1352 وكان طريح الفراش فزرناه في داره.
وجمع مكتبة حافلة بأنواع الكتب من مخطوط ومطبوع قرأ العلوم الالية من النحو والصرف والبيان والمنطق في الكاظمية على علمائها وقرأ فيها بعض متون أصول الفقه وبعض كتب الفروع إلى سنة 1288 فهاجر إلى النجف فقرأ فيها الحكمة العقلية والكلام والفقه والأصول على مشاهير العلماء في تلك الفنون
وفي سنة 1297 وهي سنة الطاعون في النجف خرج منها إلى سامراء فالتحق بالميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وكان المذكور قد هاجر إليها سنة 1291 كما مر في ترجمته وكان قد هاجر معه وبقي سنتين ثم عاد إلى النجف فلما جاء طاعون النجف عاد إلى سامراء فبقي فيها إلى سنة 1312 التي توفي فيها الميرزا الشيرازي وبقي فيها بعد وفاته إلى سنة 1314 ثم عاد إلى الكاظمية. ( أعيان الشيعة: الأمين، السيد محسن، الجزء : 5 صفحة : 325)