السبب في تكوين هذا التأليف كما يظهر من مقدمة المؤلف إنه جاء شرحا لتكملة التبصرة والتكملة من المؤلف نفسه لكنها صياغة أخرى لكتاب تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي(قدس سره) بتصرف في بعض ألفاظه وتضمين آرائه وأنظاره. وهي وإن كانت مشتملة على جميع أبواب الفقه من الطهارة إلى نهاية الديات كأصلها التبصرة إلا أنها موجزة مقتصرة على بيان الحكم خالية عن الدليل والبرهان.
موقع الاجتهاد: كتاب اللمعات النيرة في شرح تكملة التبصرة يكون جزء من التراث الفقهي للمحقق الكبير الفقيه الأصولي الشهير في العصر الأخير العلامة محمد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند.
واشتهار المحقق الخراساني وانتشار صيته في الحوزات العلمية بل خارجها يكفينا عن التعريف به. وكان لأثره الغالي كفاية الأصول التأثير الأكبر في هذا الاشتهار حيث أصبح متنا دراسيا في الحوزات العلمية إلا أن القسم الفقهي من آثاره لا يقل أهمية عن الأصولي منها يستحق التحقيق والتأمل بجدارة.
هذا وقد قام قسم التحقيق بمدرسة ولي عصر عجل الله فرجه الشريف حسب طاقاته المحددة بالاهتمام بتنقيح وتحقيق واخراج مجموعة فقهية من تلك الآثار منها هذا الكتاب.
وقد تحمل عبئ هذه المهمة باهتمام يليق بالتحسين الأخ الفاضل المكرم الحجة السيد صالح المدرسي فأخرج الكتاب مصححا محققا بصورة لائقة شكر الله سعيه.
كما أن الأخ المكرم الحجة السيد جعفر النبوي جد في تمهيد وإدارة الشؤون المتعلقة بالتحقيق وطبع هذا الأثر فهو أهل لكل شكر وتقدير.
قد طبع هذا الكتاب سابقا بعد وفاة المؤلف )قدس سره( ضمن عدة رسائل فقهية له )رحمه الله( في بغداد سنة ١٣٣١ ه.ق تحت اسم- الشذرات – ولا بأس بالاطلاع من أن التسمية هذه لم تكن من المؤلف المحقق الخراساني وإنما تعبر عن الإعجاب بها – كما هو حقها – ممن قام بنشر هذه المجموعة حيث سماها بهذا الاسم.
للتصفح والقراءة و التحميل أنقر هنا
نشأة الكتاب:
والسبب في تكوين هذا التأليف كما يظهر من مقدمة المؤلف إنه جاء شرحا لتكملة التبصرة والتكملة من المؤلف نفسه لكنها صياغة أخرى لكتاب تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي )قدس سره( بتصرف في بعض ألفاظه وتضمين آرائه وأنظاره.
وهي وإن كانت مشتملة على جميع أبواب الفقه من الطهارة إلى نهاية الديات كأصلها التبصرة إلا أنها موجزة مقتصرة على بيان الحكم خالية عن الدليل والبرهان.
ولذلك قام المؤلف – ثانيا – بنفسه النفيسة بعد طلب ممن قال )رحمه الله(: )لايسعني إجابته بالرد( بشرح كتابه التكملة وإقامة الدليل والبرهان على الرد أو قبول محتوياته وسماه ب )اللمعات النيرة في شرح تكملة التبصرة(. إلا أن المؤسف عدم توفيقه لإتمام الكتاب بل لم ينجز إلا إلى قسم ليس بكبير من كتاب الصلاة.
ولعل الانشغال بمسألة إيران وحركة الدستور فيها صده عن إتمامه فإنه ربما كان هذا التأليف آخر أثر مدون منه )رحمه الله( كما يظهر من تاريخ انتهاء قسم الطهارة منه في الثاني من شهر شوال المكرم في سنة ألف وثلاثمائة وتسع وعشرين من التاريخ الهجري القمري فصادف أجله المفاجئ بشكل غريب لا يخلو من ريب وظن حول العلة وراء وفاته من غير سبق مرض أو علة في حين انه كان في اليوم الثاني من بدء سفره – والأحرى عودته – إلى إيران ليعيش وسط الوقائع والحوادث الجارية آنذاك في تلك البلاد لعل الأمور تؤول إلى صلاح وسداد لكن هبت الرياح على غير ما أحب وأراد )رحمه الله( كما سبق لأوليائه الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
صورة إجمالية عن الكتاب:
النهج في هذا الكتاب على سياق التبصرة وتكملتها ويمتاز عنهما بالشرح والاستدلال مع رعاية الايجاز على عادته المألوفة وحاول الشرح والاستدلال على ما وافقه والذب عنه والتأمل في غيره مع بيان الحق والوجه فيه.
والطابع العالم على هذا الأثر الاحتذاء حذو آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والاقتفاء على آثارهم طبقا للمنهج الأقوم المألوف عند السلف الكرام الصالحين فلم يكن الهم والهدف إلا الكشف عن واقع الشريعة المحمدية الغراء كما هو شأن الخبير البصير في موضوع اعتنى بتحقيقه وكشف واقعه فلا يتناول مسألة إلا على أساس علمي وبرهان مقبول ونظم مبرهن ولا يبدي رأيا عن منشأ ذوق أو هوى بل يحاول الاجتهاد بدراية وتعقل ينطبق على الوضع المنطقي السائد على وسائل الإعلام في الشريعة.
وراعى في ذلك القواعد المقررة المبرهنة في محالها فاستفاد من كل ما يمكن التوصل به إلى حكم الشرع وبهذا الصدد اعتنى بأقوال فقهاء الأصحاب وشهرتهم واتفاقهم وإجماعهم وإن تفاوت كل منها في درجة الاعتبار الكشف عن الواقع.
وفي الكتاب من بدئه إلى ختامه شواهد كثيرة على المدعا فنراه مثلا في مسألة انفعال الماء القليل بملاقاة النجاسة سلك طريق الاحتياط على خلاف ما توصل إليه من النتيجة خوفا من مخالفة الاجماع.
وفي مسألة إعتبار الترتيب بين الجانبين الأيمن والأيسر في الغسل الترتيبي :
قال: لكنه ربما كانت الشهرة والإجماعات المنقولة ومراعاة الاحتياط في العبادة كفاية في عدم الاجتراء على المخالفة للمشهور.
وغير ذلك من الموارد.
وعلى هذا الأساس ذهب إلى جبر ضعف السند والدلالة بالشهرة بين الأصحاب – وطبعا بالشروط المقررة – قال بعد الاستدلال بروايتين على حرمة الصلاة في الخز المغشوش بوبر الأرانب: وضعف سندهما منجبر باشتهار العمل بهما بين الأصحاب.
غلاف الكتاب :
الكتاب: اللمعات النيرة في شرح تكملة التبصرة
المؤلف: الاخوند الخراساني
عدد مجلدات : 1
المحقق/المترجم السيد صالح المدرسي
الناشر المرصاد – قم
المطبعة: زيتون