العدد السابع من “مجلة ذوات” الثقافية الإلكترونية، والذي خصص ملفه لموضوع “الفتاوى وفقه الأزمة”
.موقع الاجتهاد: أصدرت مؤسسة “مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث” العدد السابع من “مجلة ذوات” الثقافية الإلكترونية، مخصصة ملفه لموضوع “الفتاوى وفقه الأزمة”، وذلك لما لهذا الأمر من أهمية بالغة، حيث إن هذه الفتاوى أصبحت فاعلا رئيسا يسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في توجيه مجموعة من الأحداث والآراء التي ترتبط أساسا بالدين وبمرجعياته، لا بالنسبة إلى الأفراد الذين قد يجدون فيها مبررا لأعمالهم المتطرفة وغير المعتدلة، ولا بالنسبة أيضا إلى بعض الجماعات والحركات الدينية التي تؤسَسُ في شموليتها على هذه الفتاوى التي تنطلق من المعطيات الدينية قبل أن تنتهي في ما بعد إلى ما يتعارض والقيم الإنسانية وقيم الحرية والتواصل الإنساني وغيرها.
تخصيص “مجلة ذوات” موضوع الفتاوى لملف عددها السابع، يأتي من باب التحذير من خطر داهم، بات يهدد القيم المجتمعية والإنسانية بكل تجلياتها، بما فيها تلك الدينية، التي تعرضت للتشويه والتحريف، ما جعل الإساءة للدين أقرب في هذه الفتاوى، من مساعدته في حل الإشكاليات والعوائق التي تواجه حياة المسلم، أو كما يسميه فقهاء الشريعة بالنوازل، وهي تلك القضايا والاستشكالات التي ظهرت مع تطور العصر.
ولأن الفتاوى في زمننا الحالي باتت الحل الأمثل لدى البعض، من أجل إيجاد المخرج الشرعي، لكل ما يحيط به من قضايا لا يوجد جوابها لا في قول الله في القرآن الكريم ولا في قول رسوله الكريم في كتب الحديث، فإن هؤلاء يتجهون إلى الاجتهاد في الدين من خلال استصدار فتاوى قد تخدم المصالح والأهواء بالدرجة الأولى، لكن ورغم أن الاجتهاد في الدين وإصدار فتاوى تحل هذه الإشكاليات الحياتية للفرد المسلم، انطلاقا من مفهوم صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، فإن معطى الاجتهاد من أجل إصدار الفتاوى، قد تعرض لكثير من التحريف، والسبب في ذلك سرعة إنتاج هذه الفتاوى والانبراء لها من طرف من هم دون الأهلية لها، ناهيك عن انفصالها كثيرا عن الواقع ومتغيراته.
ويضم هذا الملف الذي أعدته الزميلة الإعلامية الأردنية منى شكري، مقالات لمتخصصين وباحثين عرب، حيث كتب الباحث السوري المتخصص في الفكر السياسي جاد عبد الكريم الجباعي مقالا بعنوان “الفتاوى.. وفقه الأزمة”، والباحث الأردني في الفكر الإسلامي بسام ناصر مقالا بعنوان “نحو فتاوى شرعية تبشر بالدين ولا تنفر منه”، فيما خصصت الباحثة الأردنية في الخطاب الإسلامي الديني وقضايا المرأة دعاء فينو مقالها للحديث عن المرأة في الفتاوى “ليس انتقاصا من المرأة، بل اغتيال للحق الرباني!”، والخبير الأردني في الاتصال والإعلام عصام سليمان الموسى مقالا بعنوان “أخطر فتوى دينية: تجهيل الشعب العربي أربعة قرون”. وبالإضافة إلى هذه المقالات، يضم الملف حوارا مع أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الأردنية الدكتور عبدالرحمان الكيلاني يرى فيه أن “التعجل في الفتوى أمارة على الجهل والاستخفاف بالشريعة”، إضافة إلى بيبليوغرافيا تضم أهم العناوين والإصدارات التي اهتمت بقضايا الفتاوى وتأثيراتها السلبية على المجتمعات.
ويضم باب “رأي ذوات” ثلاثة مقالات؛ أولها للباحث الجزائري المهتم بقضايا الفكر والنهضة السعيد معطوب في موضوع “هل يعرف التطرف نبي الإسلام؟”، وثانيها مقال للباحث والناقد المغربي صدوق نورالدين بعنوان “محنة المثقف في المغرب الحديث”، ثم مقال “العولمة وأثرها على اللغة العربية” للباحث والناقد المغربي عزيز العرباوي. أما باب “ثقافة وفنون”، فيضم مقالتين لكل من الباحث والمترجم اليمني رياض حمادي حول “توظيف الدين في رواية الواحد”، ومقال “كتاب خليل غريب”للفنان التشكيلي والناقد المغربي حسان بورقية.
كما تخصص المجلة بابها المعنون بـ “حوار ذوات” للقاء مع المفكر وأستاذ الفلسفة بالجامعة التونسية حمادي بن جاء باللهأجراه الزميل الإعلامي عيسى جابلي، فيما أثار “سؤال ذوات” الذي أعدته الزميلة نزهة صادق موضوع “تأثير السينما على المجتمعات العربية” الذي أدلى فيه ستة باحثين من العالم العربي برأيهم فيه، أما باب “تربية وتعليم”، فقد خصه الباحث والشاعر المغربي أحمد العمراوي بمقال بعنوان “التربية وتغيير مسار الشخص”.
وتستعرض المجلة في باب “كتب” مجموعة من الإصدارات الحديثة لمؤسسة “مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث”، بالإضافة إلى قراءة للباحث والإعلامي المغربي نزار الفراوي في كتاب “الأديان الإبراهيمية…قضايا الراهن” لكاتبه الباحث التونسي عز الدين عناية بعنوان “بحثا عن إمكانيات للتعايش في ساحة متوترة”. وتختم المجلة صفحاتها بركن “لغة الأرقام” حول إحصائيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لدى رواد الإنترنت.
لتحميل العدد السابع من مجلة ذوات أنقر هنا