الاجتهاد: دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المرأة في المجتمعات الإسلامية للمشاركة في الحركة العلمية، وإنتاج المعرفة الدينية.
وقال: إن مشاركتها تضيف رصيدًا كبيرًا في خدمة البحث العلمي، وانكفاؤها يعني خسارة ونقصًا.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 10 رجب 1443هـ الموافق 11 فبراير 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: المرأة وإنتاج المعرفة الدينية.
وأوضح سماحته أن مشاركة المرأة في إنتاج المعرفة الدينية تشكل إضافة نوعية وليست كمية فقط، فقد تقوم بدور مميز وخاصة في تنقيح الأحكام والموضوعات المتصلة بدورها وشؤونها، وقد يكون تشخيصها فيها أعمق وأفضل.
وأبان أن المرأة كالرجل تمتلك القابلية والاستعداد لكسب العلم وإنتاج المعرفة، وهي الميزة التي ميّز الله تعالى بها الإنسان بشقيه الذكر والأنثى، عن سائر المخلوقات.
المرأة في ميدان العلوم
وأشار إلى معاناة الإنسانية في تاريخها الطويل، باستئثار الرجل بمعظم فرص التقدم العلمية والعملية، على حساب المرأة التي همّش دورها، نتيجة للتشكيك في قيمتها الإنسانية ومستوى كفاءاتها المختلفة.
ومضى يقول: لقد اعتمد الحادي عشر من فبراير اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، لتحفيز المرأة للمشاركة أكثر في الميدان العلمي، ولدفع الدول والمجتمعات لتوفير الفرص وإزالة العوائق أمام مشاركة المرأة.
وأفاد أن المرأة المسلمة في العهود الإسلامية الأولى كان لها حضور في ساحة المعرفة الدينية، حيث كنّ النساء يحضرن المسجد ويستمعن خطب النبي، وروى بعضهن أحاديثه .
وأشار إلى وجود مساعٍ ومبادرات تبشر بالخير على صعيد دور المرأة في المؤسسة الدينية، بوجود حوزات دينية نسائية، وقبول الطالبات في بعض المعاهد والكليات الشرعية.
وتابع: وبروز بعض الشخصيات النسائية الفاعلة في الساحة الدينية فكريًا واجتماعيًا، وهذا ما يجب دعمه وتطويره لتلافي التخلف والفراغ والنقص الشديد على هذا الصعيد.
وأفاد أن المرأةَ في مجتمعاتنا شقت طريقها إلى ميادين العلوم حسب الفرص المتاحة لها.
وأضاف: لم تقصر عن مجاراة شقيقها الرجل في جديتها واستيعابها وتفوقها العلمي، فأصبحت معلمة وأستاذة جامعية، وطبيبة ومحامية ومهندسة.
وتابع: ونتطلع إلى اقتحامها ميدان العلوم والمعارف الدينية لتكون فقيهة وعالمة وباحثة في الفكر والتشريع الديني، ولتسهم في إنتاج المعرفة الدينية.
وأشار إلى وجود آحاد من الشخصيات النسائية في هذه المستويات، مؤكدًا أن المطلوب مشاركة حقيقية واسعة من قبل المرأةِ في هذا الميدان تتكافئ مع مشاركة الرجل.
وطالب المجتمع والمؤسسة الدينية بتوفير الفرص أمام المرأةِ على هذا الصعيد، وأن نشيد بالمبادرات والنماذج الرائدة من بنات مجتمعاتنا.
وفي موضوع متصل أشاد سماحته بالدكتورة خديجة عبدالهادي المحميد من الكويت، واصافًا لها بالنموذج المشرق للمرأة المسلمة.
وذكر أنها باحثة في الفكر الإسلامي، وناشطة سياسية واجتماعية في مجال حقوق المرأة والأسرة، وكاتبة صحافية، ومحاضرة في مجال الدراسات العقدية والفقهية والتربوية، ومدربة محترفة في مجالات التنمية البشرية.
وأبان أنها أول من دشنت الالتزام بالحجاب الشرعي في جامعة الكويت عام 1972م، وكانت تدرس الرياضيات في كلية العلوم، وكانت المحجبة الوحيدة آنذاك في الجامعة.
وبيّن أن إدارة الكلية حاولت ثنيها عن ذلك لكنها تمسكت بقرارها من منطلق ديني، وكتبت عنها الصحافة آنذاك، وأطلق عليها الراهبة، وواجهت السخرية والتعليقات اللاذعة من صديقاتها، وحتى في داخل عائلتها.
وقال: حقًا إن الدكتورة المحميد أنموذج للمرأة المسلمة التي تعتز بهويتها وقيمها، وتنفتح على تطورات الحياة الحديثة، وتقتحم ميدان المعرفة الدينية، وتتصدى لهموم وطنها ومجتمعها.
ودعا بنات المجتمع لقراءة سيرتها، والاستفادة من تجربتها.