دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لوجود من يهتم بالإصلاح ومن يقوم بمهمة الإصلاح بين الأخوة، وما يوجب رفع أي خلاف او سوء تفاهم. مشيرا إلى أهمية بث هذه الثقافة بين الناس عامة وفي الأوساط الدينية والعلمية خاصة.
الاجتهاد: جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سماحته في الملتقى العلمي لطلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعنوان (العلاقات البينية في الوسط الديني) بتاريخ 12 ربيع الأول 1440هـ الموافق 20 نوفمبر 2018م في حي الرحمة حسينية اسد الله الغالب.
وقال سماحته إذا كانت العلاقات الفردية بين أفراد المجتمع لها انعكاسها الكبير على تقدم المجتمع وتطوره فإن شكل العلاقات البينية داخل الوسط الديني تبدو أكثر أهمية.
وتابع الشيخ الصفار: لأن الوسط الديني هو القدوة لبقية شرائح الأمة فإذا كان في علاقاته البينية يعيش حالة من التواصل والاحترام المتبادل والالتزام بروح الأخوة الإيمانية والإسلامية فإنهم يشكلون انموذجا لبقية شرائح المجتمع.
وأضاف: عندما يدعون الى التآخي والاحترام والالتقاء تكون لدعوتهم مصداقية، والعكس صحيح.
وطالب بتجسيد الأخلاق والقيم في الوسط الديني حتى يكون قدوة لبقية الشرائح في الأمة، وحتى تكون هناك مصداقية للدعوة للتمثل بهذه القيم والأخلاق.
وحذر سماحة الشيخ حسن الصفار من جهات تمتهن تشويه هذا الوسط لكي تسقطه عن مقام القيادة والريادة، وسوء العلاقات البينية وعدم المستوى المطلوب تساعد هؤلاء في تشويه واضعاف ثقة الأمة في المؤسسة الدينية.
وقال أن هناك من بدا يرصد ويسلط الأضواء على بعض المشكلات والخلافات الموجودة في الوسط الديني من أجل أن يفقد الأمة ثقتها في هذا الوسط الديني.
وأضاف فضيلته: عندما نقرأ في التاريخ عن بعض الخلافات التي كانت في الوسط الديني من حيث المجمل حتى في الدائرة بين المذاهب المختلفة ودائرة التنوع المذهبي نجد أن هذا التنازع والتباين داخل الوسط الديني قد يؤثر حتى على طرح المفاهيم الأحكام الدينية.
فالتاريخ يخبرنا كيف أن بعض العلماء يتجاهلون حكماُ شرعياً ومفهوماً اسلامياً لا لأنه غير ثابت و واضح لديهم ، ولكن لأنه لا يخدم في صراعهم مع الطرف الآخر، أو لا يحقق حالة التمايز بينهم وبين الآخر .
ولعله قدمرّ عليكم أن بعض الفهقهاء في المذاهب الإسلامية يقولون بكل صراحة بأن هذا الموضوع مستحب و مشروع ولكن لأن الجهة أو المذهب الفلاني يعملونه ويمارسونه فيكون الاستحباب في خلافهم .
ودعا الشيخ الصفار لوجود من يهتم بالإصلاح ومن يقوم بمهمة الإصلاح بين الأخوة، وما يوجب رفع أي خلاف او سوء تفاهم. مشيرا الى أهمية بث هذه الثقافة بين الناس عامة وفي الأوساط الدينية والعلمية خاصة.
مضيفاً أنه لا بد وأن تكون هناك جهات لاصلاح الوسط الديني وهذا يحتاج الى أدوات من الثقافية والعلمية والمادية و..
وفي الروايات أن الإمام الصادق عليه السلام حينما كان هناك نزاع و خلاف بين مؤمنين الامام ع دفع مالاً وقال لقد افتديت الخلاف بينهما من مالي وهذا يعني أنه من أموال الامام ومن حقه يكون الصرف على اصلاح ذات البين و رفع اي خلاف في الوسط الديني.
وأوضح أن من أهم أسباب الاختلاف في الوسط الديني هناك الاختلاف في الرأي والتضارب في المصلحة والتباين في المزاج والمسلك الأخلاقي، بالإضافة الى التدخل الخارجي لإشغال الوسط وتشويهه.
وعن الاختلاف في الرأي قال سماحته: لا يوجد رأي مجمع عليه، فهناك من يتبنى رأيا عقديا او فقيها او فكريا وهناك من يخالفه الرأي، والاختلاف في الرأي مشروع.
و غالبا ما يحصل أن بعض الآراء و الافكار تكون متداولة ومألوفة و مر زمنا على تداولها فعرفها الناس و عرفتها الأوساط العلمية، لكن هل هذا يمنع أن تستجد فكرة وأن يستجد رأي؟
وتساءل الشيخ الصفار: هل ان باب الاجتهاد مفتوح أم لا؟ وهل نحن امام نص مغلق ورأي واحد لا مجال لتعدد القراءات فيه وتعدد تفسيره.
وقال: الحالة العلمية قائمة على الاستدلال والبرهنة والبحث، ومقتضى هذه الحالة ان يكون هناك اختلاف في الرأي، و نحن نفخر ببعض علماءنا الأصوليين والفقهيين لإنهم ابتكروا وأسسو لبعص المباني وطرحوا بعض الأراء النظريات لم يسبق أن طُرحت. مؤكدا أن توقف الاختلاف لا يكون الا بتوقف الاجتهاد الذي ينتج تعددًا في الآراء وتنوعًا في الأفكار.
اذن مادام باب الاجتهاد مفتوحاً ومادام من المطلوب أن يكون هناك راي جديد، وليس المطلوب أن تبقى الآراء عند سقف واحد معين، اذن لامشكلة في اختلاف الأراء.
المصدر: الاجتهاد + موقع سماحة الشيخ حسن الصفار على الانترنت
والملتقى العلمي لطلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف هو ملتقى علمي حوزوي أسسه بعض من طلبة الحوزة العلمية في النجف الاشرف في حي الرحمة لأجل ان تتلاقح الافكار فيما بينها وتتداول القضايا الفكرية التخصصية والمعاصرة.