الشيخ حسن الصفار: ان الشيخ واعظ زاده الخراساني رحمة الله عليه قد تفاعل كثيرا مع منهج استاذه السيد البروجردي في دقة التعاطي مع الاحاديث والروايات الواردة في مختلف المصادر السنية والشيعية، والاهتمام بدراسة احوال الرواة وتنظيم طبقاتهم، وفي الحرص على الاطلاع على فتاوى وأراء مذاهب أهل السنة كطريق لمعرفة مرامي ومعاني روايات أهل البيت (ع).
موقع الاجتهاد: وصف الشيخ حسن الصفار شخصية الفقيه الراحل آية الله الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني بأنه كان صادقا مخلصا في تبنيه لمشروع وحدة الأمة والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وأنه كان ينطلق من وعي عميق بمبادئ الدين ومقاصده، ورؤية واضحة للتحديات التي تواجه الاسلام والأمة.
جاء ذلك في حديث للشيخ الصفار ضمن الندوة الاسبوعية بمجلسه في القطيف مساء الخميس ليلة الجمعة 23 ربيع الاول 1438هـ الموافق 22 ديسمبر 2016م، التي خصصها لتأبين الشيخ واعظ زاده الخراساني الذي توفي يوم الاحد 18 ربيع الاول 1438هـ في مشهد المقدسة.
حيث سلط الاضواء على حياته متناولا نشأته العلمية واهتمامه العميق بقضية الوحدة والتقريب بين المذاهب الاسلامية.
وأشار الشيخ الصفار إلى انتهال الشيخ “رحمه الله” من مدرسة السيد البروجردي (ت/ 1380هـ) المرجع الاعلى وزعيم حوزة قم العلمية في عصره، حيث لازم درسه اكثر من عشر سنوات، وساعده في تأليف موسوعته الحديثية (جامع احاديث الشيعية) في 26 مجلدا، وكذلك تنظيم طبقات الرواة ضمن لجنة تشكلت لهذه المهام.
وقال الشيخ حسن الصفار: ان الشيخ واعظ زاده الخراساني الذي توفي يوم الاحد الماضي قد تفاعل كثيرا مع منهج استاذه السيد البروجردي في دقة التعاطي مع الاحاديث والروايات الواردة في مختلف المصادر السنية والشيعية، والاهتمام بدراسة احوال الرواة وتنظيم طبقاتهم، وفي الحرص على الاطلاع على فتاوى وأراء مذاهب أهل السنة كطريق لمعرفة مرامي ومعاني روايات أهل البيت ( ع ).
وأضاف الصفار: كما أخذ من استاذه البروجردي توجهات الوحدة والتقريب ونذر حياته لخدمة هذه التوجهات متجاوزا الطرح الشعاراتي إلى المقاربة الفكرية والفقهية، حيث تبنى اراء متقدمة على هذا الصعيد، ناقدا المبالغة والتضخيم في الفروقات العقدية والفقهية بين المذاهب الإسلامية، مؤكذا على المساحة الاوسع للاشتراك والاتفاق.
وتابع سماحته: ان الشيخ واعظ زاده كان يؤمن بالوحدة والتقريب كمبدأ لا تصح المساومة عليه ولا التراجع عنه، فكما لا يمكن التساهل في مبدأ توحيد الله تعالى، كذلك لا يمكن التساهل في مبدأ وحدة الأمة، فهما مبدآن متلازمان حسب ايمانه ورؤيته.
وأبان سماحته: ان الفقيد الراحل كتب عدة مؤلفات حول موضوع الوحدة والتقريب، كما كان ذلك مادة حديثه في كل المجالس والملتقيات العلمية التي يشارك فيها، وحين تأسس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران كان أمينه العام لسنين عديدة.
كما تناول الشيخ الصفار جهود الشيخ واعظ زاده في خدمة القرآن الكريم، حيث أدار قسم القرآن لمجمع البحوث الاسلامية في مشهد، واشرف على اصدار اهم انجاز علمي في التاريخ الاسلامي في مجال فقه لغة القرآن، بعنوان (المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته).
واضاف: هذا المعجم يتناول كل الفاظ القرآن، من حيث اشتقاق كل لفظ ومعناه ومضمونه البلاغي، واستخداماته في جميع الآيات القرآنية، مع نقل كل النصوص اللغوية والتفسيرية.
وأبان سماحته أن هذا المعجم قد طبع منه أكثر من ثلاثين مجلدا ضخمًا، ولا يزال العمل جاريا في اكمال المشروع، الذي يقدر له ان يصل إلى اكثر من خمسين مجلدا.
وأوضح أن الشيخ الخراساني قد صرف جلّ وقته واهتمامه إلى ما قبل وفاته بأيام في البحث والتدقيق والمتابعة لخدمة هذا المشروع القرآني العظيم.
وطالب الشيخ الصفار الحوزات العلمية والأوساط الدينية بالاحتفاء بشخصية هذا العالم الرباني، وتقدير الجهود الواعية التي بذلها في خدمة القرآن الكريم، وفي سبيل وحدة الأمة.
كما دعا سماحته إلى نشر الافكار والآراء الوحدوية التي بشرّ بها الراحل، لحاجة الامة اليها في مواجهة امواج الفتن الطائفية وتيارات التعصب المذهبي.
وتقدم الشيخ الصفار لأسرة الفقيد وذويه ومحبيه بأحر التعازي سائلا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلحقه بالنبي وآله الطاهرين.
المصدر: موقع الشيخ الصفار