أقام مكتب رئيس التحالف الوطني العراقي سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم في العاصمة بغداد حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل المرجع الكبير وفقيه عصره السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره)
موقع الاجتهاد: وقال خلال الحفل أنه” اعتدنا أن نقيم هذا الاحتفاء لهذا المرجع الكبير”,مشيرا إلى انه” حينما نستذكر الشخصية الكبيرة للسيد الحكيم إنما هو احتفاء بالمنهج والمشروع الكبير الذي حمله وهو احتفاء بجميع المراجع الماضين والباقين “.
نحن اليوم بامس الحاجة إلى نهج المرجع الحكيم
وتابع قوله “نهج المرجع السيد الحكيم هو ليس سردا تاريخيا او تعرفا على شخصية لنخرج وننشغل بهمومنا وانما هو منهج نحن اليوم بامس الحاجة اليه.. كيف نعمق هذه الوحدة وكيف نعزز هذه اللحمة بين ابناء الوطن الواحد وكيف نتجاوز هذه التحديات التي تقف بوجهنا في الظرف الراهن ،وفي القضية الفلسطينية نلاحظ موقف مميز للمرجع الحكيم , وهو أول مرجع اسلامي افتى بجواز العمليات الفدائية الفسطينية بكل الوسائل المتاحة ضد الكيان الصهيوني واول مرجع افتى بدفع الزكوة للمقاتلين الذين يقاتلون ضد الكيان الصهيوني”.
وبين ان” هذه الفتاوى ادت الى تعاطف والى اهتمام كبير من قبل الشعب اللبناني وفي جنوب لبنان على وجه التحديد مع الفصائل الفلسطينية التي كانت تتحرك وعلى هذه الخلفية انتقلت منظمة التحرير الفلسطينية بمقرها المركزي الى لبنان في هذه المرحلة لانها كانت تحضى بدعم نتيجة هذه التوجهات للمرجع السيد الحكيم.
المرجع الحكيم تميز بالسلوك العرفاني والأخلاقي
ولفت إلى، أن” المرجع السيد الحكيم تميز بالسلوك العرفاني والأخلاقي وتتلمذ على أيدي الكثير من العلماء”.
ومضى قائلا، “كان سماحة المرجع من البكائين في انقطاعه إلى الله وكان يتفاعل مع المظالم التي يتعرض لها الناس وكان يبكي لمحنة الناس لما يتعرضون اليه وكان يتسم برقة القلب وكان يهتم بالصدق والأمانة “.
وتابع أن” المرجع السيد الحكيم غرس المسؤولية في نفوس حاشيته وأبنائه وكان يمارس أموره الخاصة بنفسه حتى في شرب الشاي “.
وأشار الى أن” الرسائل التي تأتيه كان يرد عليها بنفسه دون تكليف شخص آخر”, مبينا ” مهما كان مرموقاً فانه كان متواضعا “,موضحا أن” المرجع السيد الحكيم امتاز بالإيجاز والاستيعاب مع الدقة والرصانة في مؤلفاته وبيانه وتعاطيه العلمي”.
ولفت إلى، ان” كتاب منهج الصالحين للفتاوى والمسائل الشرعية للسيد الحكيم أصبح كتاباً لكل المراجع “,مضيفا أن” المرجع السيد الحكيم اهتم كثيرا بالحوزة العلمية وبنائها وتطوير طلبتها والرعاية للطلاب الأجانب “.
وقال، إن” المرجع السيد الحكيم كان أول مرجع يحدد مخصصات شهرية ثابتة لطلبة العلوم الدينية ، مما ولد استقرارا نفسيا لطلبة العلوم الدينية”.
وأضاف ” كان يهتم كثيرا بمناسبات ولادات ووفيات أهل البيت عليهم السلام وكان الرأي العام يركز عليها وكانت حالة فريدة من نوعها في ذلك الوقت وساهم في تشكيل شبكة من الفضلاء وإيفادهم إلى مختلف المناطق للتواصل مع الناس ورفع مستوى الثقافة الدينية وأوفد السيد مهدي الحكيم إلى بغداد”.
تأسيس الكثير من المشاريع التي خدمت الجميع
وبين انه” كما أسس الكثير من المشاريع التي خدمت الجميع كما أسس 70 مكتبة في ظروف استثنائية والتي ساهمت في رفع المستوى الثقافي كما أسس الكثير من المكتبات في مختلف بلدان العالم “.
وقال انه” في احدى زياراتي الإرشادية إلى اندونيسيا قبل 15 سنة من الان لعله او اكثر , انتقلنا من جزيرة جاوة الى جزيرة سومطرة , لنذهب لإلقاء محاضرات هناك وفي تلك الغابات نسير واذا بلوحة موضوعة مكتوب عليها مكتبة الحكيم ” باللغة العربية واللغة المالاوية وهي لغة اندونيسيا , فاخذني الفضول من هذا الحكيم ومكتبة الحكيم وقلت للسائق قف هنا لننظر ما هذا , فوقف الاخوان ونزلنا لنعرف من هؤلاء ما هي مكتبة الحكيم.. دخلنا واذا به بالفعل مكتبة وهذه كتبنا فسالنا صاحب المكتبة فقال قبل كذا سنة جاء وفد من السيد محسن الحكيم من النجف ويحمل معه عبر السفن هذه الكتب الى هذه المنطقة واخرجوا لنا صوراً..
في تلك المنطقة النائية قد لا يوجد الكثير ممن يقرا هذه الكتب لكن اهتمام المرجع الحكيم في ذلك الحين , ان يرسل الكتب حتى الى هذه المناطق البعيدة والنائية فضلا عن افريقيا ومناطق آسيا المختلفة الى غير ذلك , وهذا كان قد اوجد حركة فكرية وعرفية كبيرة لمسنا آثارها في العراق والحركة الإسلامية بنيت وربت ملاكاتها وكوادرها في رحاب هذه المكتبات العامة , وإضافة إلى المناطق الأخرى في العالم الإسلامي .وكذلك في التبني او الدعم لإصدار العديد من المجلات الثقافية المهمة وكان امرا ملفتا في ذلك الحين “مجلة الأضواء ومجلة الايمان ومجلة النجف , ومجلة رسالة الإسلام” , إصدارات اخرى في كربلاء وفي الكاظمية , هذه الحركة الواسعة من النشر والمجلات والمقالات والحركة الثقافية كانت غريبة في ذلك الحين , تبناها وتصدى لها المرجع الحكيم .
ولفت الى “الاحتفالات الدينية المركزية في النجف وكربلاء اذ يأتي الناس من كل مناطق العراق ليشارك في الاحتفالات فتكون احتفالات ضخمة وهادفة وشعرائها ومتحدثوها يطلقون رسائل سياسية واضحة ويعبرون عن موقف المرجعية في هذه الاحتفالات ، فكانت منطلقا لحركة سياسية واسعة ضمن المعايير والإطار الذي كان يتحرك فيه المرجع الحكيم .
مرجعية السيد الحكيم منفتحة على المجتمع ومركزة على العشائر
وفي الجانب الاجتماعي بين” نجد ان مرجعية السيد الحكيم وكانت مرجعية منفتحة على المجتمع ومركزة على العشائر بشكل خاص , وكان المرجع السيد الحكيم يعرف الكثير عن هذه العشائر فحينما يدخل عليه احد الشيوخ يهتم به السيد الحكيم ويسأل عنه وعن أولاده بأسمائهم وعن اخوانه بأسمائهم , احيانا عن زوجته ويعرفها من أي عشيرة فيسال عن أهلها وعن أسماء أبوها وأخوها, فهذه السعة في المعلومات وفي الأسماء وفي تفاصيل هذه العشائر الكريمة , وكانت قضية جدا ملفتة للعشائر ولذلك نجد ان عشائرنا الكريمة بعد مرور 44 سنة إلى الان لازالت منشدة بشكل كبير إلى مرجعية السيد الحكيم .
وعن الموقف التاريخي للمرجع السيد الحكيم تجاه الشعب الكردي بين السيد عمار الحكيم ان” هذه الوقفة التاريخية التي حملت المرجع السيد الحكيم الكثير من التبعات ولكنه وقف لانه استشعر ان مسؤوليته الشرعية ومسؤوليته الوطنية ومسؤوليته الانسانية كانت تحتم ذلك ان يقف ويدافع عن شعب مظلوم يتعرض الى هذا الحجم من الضغوط والاستهداف وفتواه الشهيرة بحرمة قتال الكرد في وقت توجهت الحكومة الظالمة الدكتاتورية انذاك لاستهداف الشعب الكردي الكريم هذه ايضا كانت من المواقف الوحدوية الواضحة التي سجلت للسيد الحكيم “.
عانينا كثيرا من الحروب والحل يكمن في حوار اقليمي يطرح كل الملفات الخلافية
واكد السيد عمار الحكيم، علي اننا ‘عانينا كثيرا من الحروب حيث ان الحل يكمن في حوار اقليمي يطرح كل الملفات الخلافية ويصل الي قرار باتجاهها لكن الاستجابة قد تاخرت ولايوجد حل الا بالعودة الي طاولة الحوار، والحوار الاقليمي قادم لامحال وكلما وصل الجميع الي قناعة في نفوذهم كان الحل اقرب’ .
ولفت الي ‘اهمية الوصول الي حلول في سوريا تحمي الجميع وتقطع مناشئ التدخل الاجنبي وكلما تاخرت التسوية السياسية في سوريا ستدمر’ . مشيرا ان ‘بوادر الحل في سوريا تلوح في الأفق ولاخيار الا بالحلول السياسية ‘.
وبشان اوضاع العراق اوضح السيد عمار الحكيم ‘نستكمل اليوم معركتنا المصرية وعلينا ان نرسم ملامح المرحلة المقبلة وهي، ماهي الخطوات المطلوبة منا وعلينا التفكير بمشروع حافظ وجامع لكل العراقيين حتي نسير بتفاهم حقيقي يضمن مصالح العراقيين وان مشروع التسوية يمثل تحديد ملامح المستقبل للعراق المقبل’ .
كاشفا ان التسوية فيها مخرجات ثلاثة وتسير بقوة وهي ‘اولا نريد الامن للعراقيين، ان الذين يفجرون لديهم ممرات آمنة لدخول عشرات الاف الارهابيين وهولاء المجرمين يضغطون علي الدولة’ .
مضيفا ان الفقرة الثانية في التسوية هي ‘نريد ان نضع ايدينا بشركاء ينبض حب العراق في قلوبهم، وعندما يمر العراق بتحدي يقف الجميع صفا واحدا بوجه التحديات’ .
وختم ‘اما الفقرة الثالثة في التسوية هي الاندماج الاقليمي مع العراق ونريد ان يكون العراق لاعبا اساسيا مع جيرانه ويبني علاقات طيبة مع باقي الدول التي يجب ان تعتبر بان العراق بلد ذو سيادة ‘, مؤكدا ان’ هذه التسوية للعراقيين جميعا ولاتنحسر بالعرب وحدهم ومساحات محددة وانما للعراقيين بكل تلاوينهم وانها ستجلب الخير لجميع العراقيين’ .
المصدر: وكالات الأنباء