قالت وزارة الداخلية السعودية في بيان إنها نفذت حكم الإعدام اليوم بحق 47 من المواطنين من بينهم رجل الدين الشيعي آية الله الشيخ نمر باقر النمر. وادعت الداخلية السعودية بإن المحكومين بالإعدام “تبنوا أفكارا متشددة”!!
موقع الاجتهاد: وقضت محكمة سعودية في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2014 بإعدام الشيخ النمر، بعد محاكمته بتهمة “إثارة الفتنة” في البلاد، وذكرت المحكمة، في حيثيات حكمها، أن النمر “شره لا ينقطع إلا بقتله”.
وأدين الشيخ النمر، الذي وصفته المحكمة بأنه “داعية إلى الفتنة”، بعدة تهم من بينها “الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها؛ وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة”.
وقالت الداخلية السعودية انه “تم صباح اليوم تنفيذ حكم الاعدام بحق رجل الدين نمر النمر”.
واضافت ان “اعدام النمر جاء بسبب اتهامه بالارهاب”.
واعتبر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، في 27 تشرين الاول 2015، ان المصادقة على اعدام الشيخ نمر النمر فيها “تأجيج طائفي”، فيما دعا السعودية الى الغاء قرار الاعدام وغلق المساجد التي تفتي بـ”قتل الشيعة”.
واعتقل النمر في تموز 2012، وكان بين التهم الموجه له، بحسب الحكومة السعودية هو (إثارة الفتنة الطائفية والخروج على ولي الأمر، بالإضافة إلى تشكيل خلية إرهابية هدفها قتل رجال الأمن ببلدة العوامية في محافظة القطيف شرق السعودية).
ولد آية الله الشيخ نمر باقر النمر بمنطقة العوامية -وهي إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية- عام 1379 هـ، وهو ينتمي إلى عائلة رفيعة القدر في المنطقة، برز فيها علماء أفذاذ أبرزهم آية الله الشيخ محمد بن ناصر آل نمر (قده)، وخطباء حسينيون كجده من أبيه: الحاج علي بن ناصر آل نمر المدفون إلى جانب أخيه آية الله الشيخ محمد بن نمر بمقبرة العوامية.
دراسته ورحلته لطلب العلوم الدينية:
بدأ دراسته الاكاديمية في مدينة العوامية إلى أن انتهى إلى المرحلة الثانوية؛ ثم هاجر إلى إيران طلباً للعلوم الدينية في عام 1399 -1400 هـ، فالتحق بحوزة الإمام القائم (عج) العلمية التي تأسست في نفس سنة هجرته لطهران على يد آية الله السيد محمد تقي المدرسي، والتي انتقلت بعد عشر سنوات تقريباً إلى منطقة السيدة زينب (ع) بسوريا .
وتتلمذ على يد اساتذة بارزين مثل آية الله السيد محمد تقي المدرسي وآية الله السيد عباس المدرسي وآية الله الخاقاني في سوريا والعلامة الشيخ صاحب الصادق في طهران والعلامة الحجة الشيخ وحيد الأفغاني.
وبعد حصوله على مرتبة الاجتهاد شرع في تدريس العلوم الدينية الى جانب العمل الرسالي. وقد تخرجت على يديه ثلة من العلماء الأفاضل الذين مارسوا ويمارسون الأدوار الدينية والاجتماعية والقيادية في مجتمعاتهم.
نشاطاته ومشاريعه:
له العديد من النشاطات والمشاريع التي أثر بها على الساحة المحلية والإقليمية بالذات، وكان لبعضها تأثيراً ملحوظاً سواءً على المستوى الديني أو الفكري أو الاجتماعي أو السياسي؛ منها: العمل على التوعية الدينية والرشد الفكري في منطقة العوامية عبر اقامة صلاة الجماعة والجمعة واسهام المراة واستثمار طاقاتها في المجالين الديني والاجتماعي والقاء المحاضرات الرسالية واقامة الندوات الدينية والعلمية في المنطقة وخارجها وكتابة ونشر الابحاث والمقالات وانشاء الحوزات العلمية.
ويعد الشيخ النمر من دعاة الاصلاح السلمي في السعودية والمطالبين بحقوق الاقلية الشيعية في شرقها ورفع التمييز عنهم والشحن الطائفي ضدهم، ومن أشد المنتقدين للسياسات الطائفية التي تتبعها حكومة آل سعود تجاه المذاهب الاخرى غير الوهابية.. والنمر ممن يدعون الى الحوار والتسامح الديني والمذهبي الذي تفتقده السعودية وخطاب الكراهية والتكفير الغالب على خطابها.
في الثامن من يوليو 2012م: أقدمت السلطات السعودية على اعتقال آية الله النمر إذ فتحت عليه الرصاص الحي فأصيب على إثرها بأربع رصاصات في فخذه الأيمن، وقامت باختطافه من موقع الجريمة فاقداً لوعيه لتنقله إلى المستشفى العسكري في الظهران وبعد ذلك إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض ثم إلى سجن الحائر.
في مارس من عام 2013م: بدأت الحكومة السعودية بأولى جلسات محاكمته وبدون خبر سابق لذويه، وقد طالب فيها المدعي العام بإقامة حد الحرابة (القتل) على آية الله النمر وقد ساق تهماً ملفقة ضده.
هذا واعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم السبت تننفيذ حكم الاعدام بحق الشيخ نمر باقر النمر وعدد اخر من المواطنين السعوديين بلغ عددهم 47 شخصا بدعوى “تبني أفكار متشددة”!! .