خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / خاص بالموقع / 2 تقرير خبري / الخصائص البارزة لكتاب “الأربعين حديثاً” للإمام الخميني “ره”
أحمد-مبلغي-+-الإمام-الخميني

الخصائص البارزة لكتاب “الأربعين حديثاً” للإمام الخميني “ره”

الاجتهاد: في اللقاء العلمي الذي عقدته المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في فيينا، ألقيت الكلمة التالية عن كتاب (الأربعون حديثاً) للإمام الخميني، قدس سره]

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم.

سأقدم المحتوى في قسمين:

– خصائص كتاب “الأربعون حديثًا” للإمام الخميني

– دراسة حديث واحد من هذا الكتاب

✅ القسم الأول: خصائص كتاب “الأربعون حديثًا” للإمام الخميني

الرقم 40 هو رمز عددي ذو أهمية كبيرة في الإسلام والديانات الأخرى، حيث يدل على النضج الفكري والروحي والاجتماعي. إن هذا الرقم الرمزي يجسد انسجام المنطق الديني في مجالات متعددة، ويؤدي ظهوره وتحققه إلى تفعيل القدرات والطاقات الاجتماعية والثقافية والتربوية.

التركيز على حفظ ونشر أربعين حديثًا، يعزز العلم بالحديث والانغماس في الخطابات التي تتضمنها الأحاديث. لا يقتصر هذا العمل على تعزيز النمو الروحي والأخلاقي للفرد، بل يساهم أيضًا في نشر المعرفة الدينية في المجتمع، وخلق وحدة فكرية ودينية، كما يترك تأثيرًا دائمًا على السلوك والقيم الدينية في مختلف المجالات.

يمكن متابعة وتفعيل عملية التركيز على العدد ٤٠ كنهج شامل لبلورة أعماق المفاهيم التي تتضمنها الأحاديث في شتى المجالات.
بمكن إعداد مجموعات من الأحاديث مع التركيز على الرقم 40 في مجالات القيم الأخلاقية التطبيقية، ونشر العلم، والاهتمام بالبيئة، والتعليم العام، وغير ذلك من القضايا. هذه الجهود تسهم في تعزيز الفهم العميق للحديث النبوي، وتنمية الحس الأخلاقي، وتقديم حلول مستدامة للتحديات المعاصرة، مما يرسخ القيم الدينية في الحياة اليومية ويعزز الوحدة الفكرية والاجتماعية.

في هذا السياق، يمكن إعداد أربعين حديثًا أساسيًا في مجالات العرفان والمعرفة، والتي تمتلك القدرة على إحداث تحولات جدية في الفرد، مع انعكاساتها الاجتماعية العميقة.

بني كتاب “الأربعون حديثًا” للإمام الخميني على نظرية فلسفية دقيقة ومنسجمة. تقدم هذه النظرية رؤية الإمام قدس سره في مكافحة النفس بشكل منهجي وفعال، وتشمل هذه النظرية الخصائص التالية:

1️⃣ التطبيق العملي والتنظيم المحتوائى:
كان الإمام الخميني يعتقد أن الكتاب الأخلاقي يجب أن يقدم حلولًا نظرية وعملية تعالج الآلام الكامنة في النفس البشرية.

2️⃣ معرفة النفس والعوائق الأخلاقية:
يهتم الإمام الخميني في كتاب الأربعين حديثًا بعملية معرفة النفس والعوائق التي تحول دون التحلي بالأخلاق.

3️⃣ التركيز على العناصر الأخلاقية الفعالة في مواجهة العوائق:
يركز على عناصر من الأخلاق قادرة على إزالة العوائق الأخلاقية وإضافة قيم جديدة للنفس البشرية، مثل الإخلاص، الشكر، العبادة، اليقين، التوبة، الصبر، التوكل، والذكر، والتي تلعب دورًا حيويًا في السيطرة وتهذيب النفس. هذه العناصر، بالإضافة إلى إزالة العوائق، تساعد في خلق القيم الأخلاقية وتعزيز الشخصية الروحية للإنسان، مما يسهل مسار السلوك الأخلاقي.

4️⃣ بناء الأخلاق وتهذيب النفس على التفكير:
يعتقد الإمام الخميني أن الحركة الأخلاقية وتهذيب النفس يجب أن تبنى على التفكير، لأن التفكير يملك قدرة توجيه وتنظيم وقيادة الحركة الأخلاقية بدقة وفعالية. لهذا السبب، تم تخصيص جزء من كتاب الأربعين حديثًا للتفكير، وذلك بنظرة حديثية وباستخدام الأحاديث في هذا المجال. يعتقد الإمام الخميني أن التفكير يمكن أن يكون أداة فعالة لتوضيح المسار الأخلاقي وتهذيب النفس بشكل منهجي.

5️⃣ الاستفادة من آلية الوعظ:
كان الإمام الخميني يعتقد أن الإنسان يمتلك حالة روحية تجعله يتأثر عند سماع الموعظة. فالموعظة تخلق في الإنسان رقة القلب، وهذه الرقة هي نقطة الانطلاق للتأمل والتفكر، وقد تؤدي إلى اتخاذ قرار وعزم في طريق الكمال وتزكية النفس. بناءً على ذلك، فإن إعداد كتاب أخلاقي، بما في ذلك تنظيم أربعين حديثًا يهدف إلى تهذيب النفس، يجب أن يتضمن آلية الموعظة بشكل فعال. أي ينبغي أن يُنظم بطريقة تجعله يؤدي دورًا موعظيًا، فيكون تحذيرًا وإيقاظًا للنفس الغافلة، ويضعها في حالة التأثر. ولهذا السبب، تم تنظيم “الأربعين حديثًا” بحيث يجمع بين العلمية والنظرية والفكرية، وبين الموعظة المرققة للنفس ( في إطار مراعاة المبادئ المعرفية).

6️⃣ العشق كأساس لتزكية النفس:
يرى الإمام الخميني أن الأخلاق وتزكية النفس يجب أن تتم بنظرة عميقة إلى الفطرة والعشق الذي تمتلكه الفطرة ويمثل محور وأساس الحركة للانسان.
إنه قدس سره يعتبر العشق للكمال، القوة الدافعة الأساسية للإنسان، ويؤكد أنه لا يوجد إنسان في العائلة البشرية الكبيرة يفتقر إلى الحب للكمال في فطرته.

في النظرة الفلسفية للإمام، كل التعلقات البشرية بالجمال والعلم والوعي تنبع من هذا الحب للكمال. هذا الحب للكمال يخلق في الإنسان نشاطًا واستكشافًا استثنائيين، بحيث يصبح الإنسان مفتونًا ومركزًا على كل ما يظهر جماليًا. ولكن الإمام الخميني يحذر من أنه في العديد من الحالات، ما يحبه الإنسان ليس فقط لا يقوده إلى الكمال، بل يمكن أن يكون عائقًا كبيرًا أمام الوصول إلى المعشوق الحقيقي، أي الكمال المطلق؛ ذلك لأن الإنسان يخطئ في تحديد مصداق الكمال أو ما يؤدي إلى الكمال.

كتاب “الأربعون حديثًا” للإمام الخميني منظم بطريقة تضم محتوى يغذي هذا الحب للكمال ويعزز الحس الجمالي نحو الكمال في الإنسان. الإنسان يشبه الطائر الذي يطير نحو نور الكمال، لكن في هذا الطريق يجب أن يتجنب فخاخ النفس والتعلقات الدنيوية المتعددة ليتمكن من الوصول إلى هدفه النهائي، وهو الكمال الحقيقي.
هو يعتقد أن الحب للكمال، إذا تم توجيهه بشكل صحيح، يمكن أن يقود الإنسان نحو التعالي والتقدم الروحي.

7️⃣ السلوك والحركة نحو الله:
إن حركة مكافحة النفس بهدف إيجاد الحالة التهذيبية فيها، من وجهة نظر الإمام الخميني، لا يمكن أن تتم إلا بنحو سلوكي. فمثل هذه الحركة تحتاج إلى سلوك معين، يبدأ من النفس والذات، ويتوجه للوصول إلى الله سبحانه وتعالى. هذا السلوك يتضمن مراحل تسودها الأصول ركزت عليها الأحاديث. فكل من يسعى إلى تزكية النفس يجب أن يعمل على تطوير وتعميق هذه الأصول، وإزالة العوائق النفسية من خلال تلك الأصول، ليتمكن من إخراج النفس من حالة المواجهة للموانع ويصل بها إلى الكمال.
ومن هنا، تم تنظيم الأربعين حديثًا له بما يتناسب مع هذا السلوك.

8️⃣ معالجة النفس كأساس للحركة الاجتماعية والحضارية:
كان الإمام الخميني يعتقد أن مكافحة النفس، إذا تم تنفيذها بدقة وبطريقة سلوكية وعلى أساس مبادئ محددة تقدمها الأحاديث، وتم دمجها مع الفطرة الميالة إلى الكمال والعاشقة له من جهة، ومع النفس التي تقودها المعرفة والهداية من جهة أخرى، فإنها ستكون حركة هذه النفس بالتأكيد ذات انعكاسات اجتماعية مهمة. وهذه الانعكاسات الاجتماعية يمكن أن تصل إلى حد التحول الحضاري. لأن جزءًا مما يتحقق في النفس يرتبط بأنواع مختلفة من المعرفة وينبثق منها، وهذه الأنواع من المعرفة تحمل تأثيرات تقضي على عوامل الظلم والفساد والانحطاط والجهل، مما يفتح الطريق أمام إمكانيات حضارية داخل المجتمع والتاريخ.

✅️ القسم الثاني: دراسة حديث من الأربعين حديثًا:

عن زرارة، قال: سألت أبا عبد اللّه، عليه السّلام، عن قول اللّه عزّ و جلّ: «فِطْرَتَ اللّه الّتي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها.» قال: فطرهم جميعا على التّوحيد.

في تفسيره وتحليله للحديث المتعلق بالفطرة، يتبنى الإمام الخميني نهجًا شاملاً ومتعدد الأبعاد. في هذا السياق، يقدم بعض النقاط الرئيسية على النحو التالي:

1️⃣ معنى الفطرة:
يقول الإمام الخميني: “اعلم أن المقصود من ‘فطرة الله’ التي خلق الله الناس عليها هي الحالة والهيئة التي وضع الله الخلق عليها. هذا من لوازم وجودهم ومن الأمور التي خمرت بها خميرتهم عند الخلق. الفطرة الإلهية هي من النعم الخاصة التي منحها الله للإنسان والتي قد لا توجد في الكائنات الأخرى، أو تكون موجودة بشكل ناقص.”

2️⃣ وحدة الفطرة:
يعتقد الإمام الخميني أن التنوع والاختلاف في الفهم والآراء لا يؤثر على صلابة وحدة الفطرة. هذا التنوع والاختلاف يحدث بعد مرحلة ثبات الفطرة. يقول في هذا السياق: “اختلاف الأفكار وضعف وقوة الإدراك لا يؤثران على الفطرة. إذا لم يكن شيء بهذه المثابة، فإنه ليس من أحكام الفطرة ويجب اعتباره خارجًا عنها. لذا، ورد في الآية الكريمة: ‘فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا’ أي أن هذه الأحكام لا تخص جماعة بعينها. كما جاء في الآية: ‘لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ’ أي لا شيء يغيرها.”

3️⃣أوصاف الفطرة:

من خلال كلمات الإمام حول الفطرة، يمكن استخلاص الأوصاف التالية:

أ. الشمولية الوجودية:
يرى الإمام الخميني أن الفطرة شاملة من حيث الوجود، حيث تشمل جميع البشر.

ب. الشمولية السلوكية:
يرى الإمام الخميني أن الفطرة شاملة من حيث السلوك. تعني أن سلوك الإنسان يتبع فطرته.

ت. الشمولية الحقائقية:
تعني أن الحقائق الأساسية التي بني الدين عليها وبينها موجودة في الفطرة.

ث. المعرضية لخطر الغفلة:
من الأمور المثيرة للدهشة أنه بالرغم من أن الفطرة لا يختلف عليها أحد، فإن الناس غالبًا ما يغفلون عنها ويظنون أنهم مختلفون وليسوا متحدين، إلا إذا تم تنبيههم. كما ورد في الآية الكريمة: “وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.”

ج. المعرضية للخطأ في التطبيق:
بسبب الخطأ في تطبيق الحقائق والأصول، يبتعد الإنسان أحيانًا عن فطرته. لذا، فإن بعض المعتقدات أو السلوكيات الخاطئة لا تعني أن صاحب هذه المعتقدات أو السلوكيات الخاطئة يفقد الفطرة، بل يعود ذلك إلى تأثير عوامل معينة تجعله في حالة غفلة أو خطأ في التطبيق.

4. الفطريات
الفطرة تتضمن مجموعة من الأصول المعرفية المهمة التي تتعلق بالحقائق الأساسية جدًا في هذا العالم، كما تتضمن ميولًا واتجاهات تؤثر على سلوك الإنسان، بالإضافة إلى تضمنها إمكانيات مثل الإرادة. هذه الثلاثة مكونات متأصلة في ذات الإنسان.

• الأصول المعرفية في الفطرة:
فيما يلي الأصول المعرفية التي تتأسس عليها الفطرة كما يقدمها الإمام:
1. الفطرة على وجود المبدأ، التعالي والتقدس
2. الفطرة على التوحيد
3. الفطرة على استجماع الذات المقدسة لجميع الكمالات
4. الفطرة على الإيمان باليوم الآخر
5. الفطرة على النبوة
6. الفطرة على الاعتراف بوجود الملائكة، الروحانية، نزول الكتب وإعلان سبل الهداية

هذه الأصول تمثل الأسس التي تبنى عليها الفطرة الإنسانية، وتعمل على توجيه الإنسان نحو الكمال الروحي والأخلاقي.

• الحالات والميول الفطرية
كان الإمام الخميني يعتقد بحالات الفطرة، لكنه كان يضع في الصدارة وأعلى هذه الحالات حب الكمال. كان يعتقد أن جميع الناس يحبون الكمال ويكرهون النقص والقصور. المشكلة تكمن في أننا نخطئ في تحديد مصداق الكمال، وأحيانًا نرى شيئًا ما يزيل النقص بينما في الحقيقة يزيده سوءًا.

• الإمكانات الفطرية:
من بين الإمكانات التي تتوفر للفطرة الإنسانية، هي الإرادة. هذه الإرادة تنشأ في نفس الإنسان وتكون مصدر الحركة.

كان الإمام الخميني يعتقد أن فطرة الإنسان تمتلك القدرة على الإرادة. هذه الإرادة تعتمد على فطرة الانسان في نفسه النفس. فالنفس الإنسانية بالفطرة تستطيع أن تريد، وهذه الإرادة قائمة على هذه النفس.

 

 

رابط قراءة وتحميل الكتاب

الأربعون حديثا – المؤلف: السيد روح الله الخميني

 

مدرسة الفقاهة

 

 

 

 

لمحة عن المنهجية الأصولية للإمام الخميني “ره” / الشیخ الدكتور أحمد مبلغي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign