التطور الدلالي

التطور الدلالي للمصطلحات الأصولية / حسين جويد الكندي

الاجتهاد: التطور الدلالي في معناه الواسع هو التغير الذي يطرأ على الألفاظ أو دلالتها، وهو أمر حتمي يشبه أن يكون وجها من وجوه تطور الحياة نفسها. يقصد بالتطور الدلالي للمصطلح الأصولي الفقهي تلك التغيرات التي طرأت على المصطلحات الأصولية، والفقهية ابتداءً من مرحلة نشوئها إلى مرحلة استقرارها، وما يمكن أن يلحق بها من تغير.

یرجع التطور الدلالي إلى جملة من الأسباب وجد بعضها سبيله إلى المصطلح الأصولي الفقهي كالأسباب الاجتماعية، والنفسية، والعلمية واللغوية.

بملاحظة مناهج المجتهدين فإن الألفاظ لم تكن تشكل لهم عائقا أمام التمسك بمدلول اللفظ، فقد تعاملوا معها بعقلية اجتهادية مرنة لا تولي للألفاظ القدر الأكبر من الاهتمام إذا تم إحكام المعني.

رصد البحث عدة أنواع من التطور الدلالي الذي لحق المصطلح الأصولي الفقهي أهمها مرور المصطلح بمراحل حتى يستقر على معنى يشتهر فيه، وتهجر المعاني الأخرى، تطور بهجر مصطلحات لتحل مكانها في الفقه المعاصر مصطلحات جديدة. 

المقدمة

يعتبر علم اصول الفقه من اكثر العلوم الشرعية علاقة بعلم الفقه، وبهذه الأهمية ينبغي ان تكون الاراء الأصولية دقيقة بشكل ينطق بالإنجاز الفعال في باب المبنى الاصولي ذاته، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على قابلية المشتغل بعلم الأصول في استخدام المصطلح لبيان طبيعة المبنى ذاته، وهنا تكمن أهمية تحديد المصطلح الاصولي وبيان حدوده وأطر مرتسماته، ولأن غالب الأخطاء التي ترد في الآراء الأصولية متأتية من عدم الدقة في بيان المعنى الاصطلاحي، فيكون لزاما على الأصولي الوقوف على طبيعة حركة المصطلحات الأصولية وتداوليتها عند الأصوليين ومعرفة طبيعة التغيير والتطور الذي طرأ عليها سواء في ذلك التغيير او التطور الدلالي في المعنى الاصطلاحي،

وهذا البحث  يرصد مسألة التطور الدلالي للمصطلحات الأصولية، والميادين التي يلجها المصطلح في عملية تطوره الدلالي، وكذلك فقد اهتم البحث بملاحظة مناهج الأصوليين عند تعاملهم مع المصطلحات بعقلية المجتهد الذي لا يخشى الفوضى الاصطلاحية، الامر الذي يعكس مدى مرونة هذا العلم لمواكبة حاجات العصر.

مشكلة البحث : تتلخص في أن العلم الأصول مجموعة مصطلحات خاصة وهذه المصطلحات قابلة للتغيير كما للتطور، ومن هنا يرد التغيير على المصطلح الواحد الدال على معنى بعينه في فترات مختلفة، فجاء هذا البحث ليلاحظ تطور المصطلح الاصولي بحيث يمكن الاشارة الى اختلاف القصد الدلالي له في فترات زمنية متفاوتة بكل وضوح.

فرضية البحث :

ينطلق هذا البحث من فرضيتين

الأولى: امكان التغيير والتطور في المصطلح الأصولي،

والثانية امکان اختلاف المجتهدين بعضهم عن بعض في البعد الدلالي للمفاهيم الأصولية.

اهمية البحث:

تاتي من خلال ملاحظة ازدياد وتيرة الدراسات المصطلحية وبصورة خاصة في العلوم الشرعية، على الرغم من أن دراسة المصطلح الأصولي ليس مقصودا لذاته، بل هو آلة لادراك المكلف تطبيقات الحكم الشرعي، فالمصطلح وعاء للمعني الذي أرادته الشريعة، فإذا لحقت بهذا المصطلح ضبابية فإنها ستعود على صحة تطبيق المكلف للحكم الشرعي من عدم ذلك وهو ما يعرف اصطلاحا به ( الامتثال )

هدف البحث:

اثبات أن المصطلح الأصولي قابل للتغيير والتبدل والتطور، وان هذه العمليات تلقي بظلالها على المعاني المراد اثباتها اصوليا، والتي تتعلق بامتثال المكلفين، والتي يلعب فيها فهم المصطلح دور محوري، ومن هنا كان لابد لكل مجتهد اصولي ان يقف على تطور المصطلح لانه الآلة التي يعالج فيها المفاهيم التي يؤسس لها في آرائه الأصولية.

منهجية البحث:

اتبع الباحث المنهج التحليلي الوصفي في اغلب مطالب البحث وهي: التفسير ويعني شرح الموضوع الخاص والمتعلق بطبيعة البحث، وذلك من خلال تحليل النصوص والبيانات وبيان ما تناسب منها مع هدف البحث والنقد وفيه قام الباحث بعملية رصد المواطن الخطأ والصواب وما يعتبره موافقا لمسبقات البحث في موضوعه الذي يقوم بتحليله، والاستنتاج وهو النظر في أمور تفصيلية لكي يقف الباحث على الأطر العامة التي يمكن أن يستنبط منها راي معين، الأمر الذي يؤدي إلى استنتاج أمور جديدة، ويعين رؤى و مفاهيم هي هدف البحث.

هيكلية البحث:

تالف هذا البحث من مقدمة ومبحثين وخاتمة، تناولت المقدمة الاطر العامة والمفاهيم العمومية للبحث، وتكفل المبحث الأول ببيان اهمية علم الاصول و ركز على دور المصطلح في بيان المفاهيم الأصولية،

وتناول المبحث الثاني اثر تغیر و تطور المصطلح في بيان المفاهيم الأصولية، والمعالجات التي اتبعها الأصوليين لتدارك التغير الحاصل في المفاهيم الأصولية نتيجة التغير الحادث في المصطلح الأصولي ، وجاءت الخاتمة لتجمل موضوع البحث وبيان أهم مرتسماته والمعاني التي اشار اليها.

 

 

تحميل البحث

ضرورات+التجديد+في+علم+اصول+الفقه+…الواقع+والتحديات

 

 

من اعمال المؤتمر العلمي الدولي العشرون لمركز دراسات الكوفة وتحت عنوان (المرجعية ودورها في الإصلاح ) – عدد خاص بتاريخ 25/8/2021

https://journal.uokufa.edu.iq/index.php/ksc/issue/view/115

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky