الاجتهاد: يحاول الأستاذ الشيخ محمد رضا الساعدي* جاهداً في كتابه “البلاغ المبين” الذي هو شرح لمتن كتاب منهج الصالحين (الصوم) للشهيد آية الله السيد محمد الصدر ” ره”، أن يبين بصورة مبسطة ومقتضبة اكثر الاحكام التي يبتلي بها عموم المكلفين، وقد طرحت اراء عشرة فقهاء معاصرين يمثلون اكثر من يرجع اليه الجماعة المومنة في عصرنا، وهم ايات الله ( السيد المحقق الخوئي و السيد محمد باقر الصدر و السيد محمد الصدر والسيد علي السيستاني والشيخ الاستاذ محمد اسحاق الفياض والشيخ الوحيد الخرساني. والسيد كاظم الحائري والسيد محمود الهاشمي والسيد علي الخامنئي و الشيخ جواد التبريزي).
لا يخفى على الجمع المؤمن ما لشعيرة الصوم من اهمية كبيرة في التشريعات الالهية عموما والتشريع الاسلامي خصوصا ، لما تحويه هذه الشعيرة من كمالات روحية وتربية نفسية تجعل الانسان كائنا قدسيا يتجول بالحضرات الالهية والملائكية ،بعيدا عن الشهوات والملذات والماديات .
اذ ان الصيام من الطرق القلائل الذي جعل مقدمة لنيل درجة التقوى، اذ قال تعالى (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
وقد وردت الايات والروايات الدالة على احكام الصوم وتفاصيله، وعمل الفقهاء لمئات السنين على استنباط احكام الصيام واستكشافها لكي يسهلوا على المكلف الوصول للحكم الشرعي بيسر وسهولة لكيلا يلجئ الى غير الاحكام الالهية.
وما هو موجود في الرسائل العملية المعاصرة يمثل جهد الاف الفقهاء والعلماء الذين عملوا على قرائت النص الديني بكل جوانبه بواسطة الادوات المعرفية المنضبطة بعيدا عن الشطحات المعرفية والقراءات الناقصة او الخالية من الموازين العامة او غير المستندة الى العرف واللغة والتباني العقلائي التي ينادي بها بعض الدعاة الى قرائت النص الديني (قراءة معاصرة ؟!) باسم التجديد والمواكبة للتطور بلا مراعاة لاصول وقواعد قراءة النصوص الدينية باعتبارها نصوص وحيانية مقدسة تعلو على الزمكانية ، وتتمة الكلام في محله.
وفي هذا الشرح حاولت جاهدا ان ابين بصورة مبسطة ومقتضبة اكثر الاحكام التي يبتلي بها عموم المكلفين، وقد طرحت اراء عشرة فقهاء معاصرين يمثلون اكثر من يرجع اليه الجماعة المومنة في عصرنا، وهم ايات الله ( السيد المحقق الخوئي و السيد محمد باقر الصدر و السيد محمد الصدر و السيد علي السيستاني و الشيخ الاستاذ محمد اسحاق الفياض و الشيخ الوحيد الخرساني. والسيد كاظم الحائري و السيد محمود الهاشمي والسيد علي الخامنئي و الشيخ جواد التبريزي).
وكان المتن هو (منهج الصالحين كتاب الصوم)للسيد الشهيد محمد الصدر حيث انه حاوى لمسائل اكثر من باقي الرسائل العملية.
وفي كل مسالة لا اذكر فيها راي فقيه من الفقهاء اعلاه فانه اما غير موجود في ما وصل الي من كتبه الفقهية او انه لا رأي له في تلك المسالة .
كما اني اتماما للفائدة واحقاقا لليقين بالنقل، نقلت غالبا نص فتاوى باقي الفقهاء التسعة في الشرح لكي يكون شاهدا على ما ابينه من آرائهم اذا ما زل البيان عن افهامها او فهمها، فان العصمة لاهلها.
فكان هذا الكتاب خطوة في سبيل توحيد المكلفين تحت مرجع (كتاب) فقهي واحد من جهة وكذا يسهل للمكلفين التعرف اراء الاخرين لمن اراد ان يعمل بالاحتياط النسبي بين اراءهم او لمن اراد ان يعمل باحوط الاقوال او لمن اراد الرجوع في الاحتياطات الوجوبية لغير الفقيه الذي يقلده.
وطرح اراء الفقهاء العشرة فقط لا يعني النظر بعين الهوان لاراء الاخرين وانما لبعد استيعاب جميع اراء المتصدين من جهة او لان بعضهم ليس له كثير مقلدين.
ولا انسى الجهد الذي بذله تلميذي العزيز المهذب السيد عباس الخرسان في اخراج التقرير بهذه الحله ، سائلا المولى القدير ان يديم توفيقه لمراضيه وان يسدد خطاه في التحصيل المعنوي والعلمي.
واسال الله ان ينفع بالكتاب اخوتي واخواتي اهل الايمان، وان يكون ذخرا لي في يوم لا مناص منه ، ان ربي غفور رحيم .
محمد رضا الساعدي / النجف الاشرف
٢٥ /شوال / ١٤٣٣ هـ
فهرس المحتويات
تحميل الكتاب
* السيرة الشخصية للشيخ محمد رضا الساعدي النجفي
ولد الشيخ محمد رضا الساعدي في محافظة ذي قار قضاء سوق الشيوخ ناحية الطار في ١٨ من اب ١٩٨٠ ميلادي الموافق لشهر ربيع الاول ١٤٠٠ هج. من ابوين مواليين حيث أن الام من عشيرة ال حسيني (المؤمنين) وأما الاب فهو الحاج طالب من عشيرة الساعدي بيت زامل .
ونشأ في رعاية جده الحاج عبد الكاظم بدن وهو احد تجار ووجهاء سوق الشيوخ، وكان يوليه عناية خاصة لانه الحفيد الأكبر له فكان يصحبه معه إلى المسجد المقابل لبيته والى المجالس الحسينية ولم يبلغ الخمس سنوات واستمر على هذا النهج.
اكمل الدراسة الابتدائية في مدرسة الوطن في ناحية الطار ثم انتقل هو وعائلته في سنة ١٩٩١ إلى قضاء الصويرة في محافظة واسط بسبب الأحداث التي رافقت الانتفاضة الشعبانية فاكمل فيها مرحلة الثانوية الا صف السادس العلمي حيث اضطر إلى الانتقال إلى ناحية كرمة بني سعيد قرب اخواله بسبب ضغوطات أمنية من نظام البعث بسبب نشاطه الديني فاكمل سنة ١٩٩٩ دراسته الاعدادية .
ثم انتقل الى مدينة النجف الاشرف سنة ٢٠٠٠ ميلادي ١٤٢٠ هجري فأصبح له دراستان الأولى صباحية حيث كان يدرس العلوم الدينية في حوزة النجف الاشرف ودراسة مسائية اكاديمية في كلية الآداب جامعة الكوفة.
اكمل دراسته الجامعية سنة ٢٠٠٥ واستمر في دراسته الحوزوية ونشاطه الديني والاجتماعي.
حيث بنى مسجدا هو وأهل مدينته في الصويرة، واقام فيه الجمعة والجماعة والدروس والمحاضرات وذلك في أيام التعطيل .
ومارسة العمل الاعلامي في القنوات الفضائية ايام الجمعة والعطل الدينية فقدم مجموعة برامج مباشرة في قنوات فضائية واذاعية .
كما أنه بدا في تأليف الكتب منذ بداية دراسته وصدر عنه اول كتاب في سنة ٢٠٠٢ واستمر على ذلك الأمر حتى بلغ مجموع ما مطبوع من كتبه نحو ٢٥ كتاب وعشرات البحوث والمقالات بالإضافة إلى ما يقارب ٢٠ كتاب غير مطبوع .
كما مارس القضاء الشرعي وفك الخصومات لمدة ٥ سنوات بإذن من المرجع السيد المرحوم محمود الهاشمي الشاهرودي( قدس سره ).
اما دراسته فقد حضر المقدمات والسطوح لمدة ١٠ سنوات عند خيرة الاساتذه ، ثم دخل البحث الخارج سنة ٢٠١٠ ميلادي فلازم لمدة ١٢ سنة استاذه المرجع الشيخ محمد السند دام ظله فحضر درسه العام في الفقه والاصول ودرسه الخاص في الفقه والقواعد الفقهية ، وقرر له مجموعة كتب صدر منها ٨ مجلدات إلى الآن ومازال مستمر في التقرير .
كما حضر عند جمع من أساتذة الخارج فحضر عند المرجع الشيخ الفياض ما يقارب ٨ سنوات في الأصول و٥ سنوات في الفقه .
وعند اية الله الشيخ هادي ال الشيخ راضي مدة ٦ سنوات في الفقه .
وعند اية الله السيد محمد رضا السيستاني ٤ سنوات في الفقه.
وعند اية الله السيد محمد باقر السيستاني ٣ سنوات في الأصول .
وعند المرجع السيد محمد سعيد الحكيم ٢ سنة في الفقه
وعند غيرهم من الاساتذة .
بالإضافة إلى استماعه لالاف الدروس في شتى العلوم لجمع من العلماء في مدينة النجف وقم ولبنان كعلم الكلام والفقه والاصول والفلسفة والمنطق والرجال وغيرها .
مارس التدريس منذ سنة ٢٠٠٩في حوزة النجف الاشرف باشارة من بعض اساتذته بعد ان حصل على درجة الامتياز في اختبار درسي الكفاية والمكاسب . حيث قام بتدريس اكثر كتب المقدمات والسطوح في الدراسة الحرة وفي المدارس الدينية كمدرسة السيد الشهيد الصدر ومدرسة السيد الخميني ومشروع الزهراء وغيرها …
وفي سنة ٢٠١٨ طلبت منه احد المدارس الشروع ببحث الخمس والبيع على كتاب الجواهر للمحقق النجفي .
وشارك في عدة مؤتمرات دولية في داخل وخارج العراق واخر مشاركه له كانت في سنة ٢٠١٦ حيث فاز بالمرتبة الأولى في مهرجان ربيع الشهادة الدولي عن بحثه الإيثار في المنظومة الاخلاقية ابو الفضل العباس انموذجا.
عمل في هيئة التحرير في عدة مجلات علمية رصينة ونشر فيها وفي غيرها من مجلات تخصصية كمجلة الموعود ومجلة الإصلاح ومجلة دراسات علمية ومجلة التبيان وغيرهن .
كان لزوجته المخلصة الفاضلة ام فاطمة القرشي الأثر الاكبر في دعمه المعنوي ومؤازرته في كل الظروف إذ انها افنت عمرها في سبيل ذلك .
ومن مؤلفاته المطبوعة: المبسط في مصطلحات الفقه والزواج من منظور اسلامي والمرأة حقوقها وادوارها في الاسلام و تربية الأبناء من منظور إسلامي و اسلوب الشرط في القرآن و القواعد الفقهية في ما وراء الفقه والبلاغ المبين في شرح منهج الصالحين التقليد والصوم و الغناء في الشريعة الغراء و بحوث في فقه الشهيد الصدر وبحوث في القواعد الفقهية ٥ مجلدات الى الان وبحوث في الاجتهاد والتقليد الأصولي و الدفاع عن الشعائر الحسينية و سند الديات بحث خارج الفقه والفقه الابتلائي وسند القصاص بحث خارج الفقه و فقه التربة الحسينية ومباني الشعائر الحسينية وبحوث في الموعود و القضية المهدوية في الكتب الرجالية الأربعة و تصدي غير المجتهد للقضاء الشرعي .
مستمر في ممارسة تلك النشاطات في خدمة مذهب اهل البيت عليهم السلام .