الاجتهاد: نشرت وكالة “جماران” للإعلام والأنباء بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيل مفجر الثورة الإسلامية في إيران ومؤسسها الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني “قدس سره”، صور عن حياته والتي تنشر لأول مرة في وسائل الاعلام.
كان سماحة الإمام يؤمن بشدّة بالبرمجة والنظام والانضباط في الحياة، فقد كانت لديه ساعات معينّة من الليل والنهار يتفرّغ فيها للعبادة والتهجّد وتلاوة القرآن. كما أن رياضة المشي وفي الوقت ذاته ذكر الله والتأمّل والتدبّر، كانت جزءاً من برنامجه اليومي.
كذلك كان سماحته حريصاً على اللقاء بطبقات الشعب لا سيّما الطبقات المحرومة والمستضعفة، فحتّى الأسابيع الأخيرة من عمره المبارك كان لديه كل أسبوع لقاء مع عوائل الشهداء، ولم تحُل نشاطاته اليومية المكثّفة ولا حضوره المستمر اجتماعات مسؤولي النظام الإسلامي دون ذلك.
ومع أن الإمام الخميني (قدس سره) كان يعاني من مرض القلب وكان قد مكث فترة في مستشفى القلب بطهران عام 1979م، إلاّ أن سبب رحيله من هذه الدنيا الفانية كان مرض جهازه الهضمي. إذ أُجريت له عملية جراحية بناءً على نصائح الأطباء. وبعد عشرة أيام من معالجته في المستشفى، ودّع الإمام (قدس سره) هذه الدنيا الفانية في الساعة العاشرة وعشرين دقيقة من مساء يوم السبت الثالث من حزيران عام 1989م، وفي اليوم التالي نقل جثمانه الطاهر إلى مصلّى طهران الكبير ليتسنّى للشعب الايراني المنجب للشهداء، إلقاء النظرة الأخيرة على قائده الكبير.
وشيّعت الملايين من النساء والرجال، والشيوخ والشباب من مختلف أنحاء إيران، الجثمان الطاهر للقائد العظيم بمشاعر من الحزن والألم الذي لا يوصف، وكان الحضور المليوني في هذه المراسم بدرجة أثار حيرة ودهشة وكالات الأنباء الغربية التي قدّر بعضها عدد المشيّعين بأكثر من سبعة عشر مليون شخص. ووري جسده الطاهر الثرى بالقرب من “جنة الزهراء”، مقبرة شهداء الثورة الإسلامية.
أعلنت الجمهورية الإسلامية في إيران الحداد العام أربعين يوماً في رثاء قائدها. وأينما كنت تنظر تشاهد السواد ومواكب العزاء التي كان ينظّمها المفجوعون برحيل المدافع عن القيم الإسلامية. وفيما بعد أضحى المرقد المقدّس لهذا العزيز مزاراً لكل المسلمين والأحرار ودعاة الاستقلال والحرية في شتى بقاع الأرض.