الإمام الخامنئي: الاستكبار العالمي يعادي العلماء والدين والفقه لأن وجودهم يناهضه

الاجتهاد: الإمام الخامنئي”دام ظله”: ان سر عداوة قوى الغطرسة العالمية والاستكبار لعلماء الدين وعلماء السياسة والدين السياسي والفقه السياسي هو أن وجودهم يناهض الاستكبار والاستعمار وهذه حقيقة يجب أخذها في عين الاعتبار ومن هنا يمكن فهم لماذا تكن امريكا هذا العداء والحقد العميق لنظام جمهورية إيران الإسلامية.

وفي خطابه المتلفز بمناسبة ذكرى انتفاضة اهالي مدينة قم ضد نظام الشاه المقبور عام 1978 قال الإمام الخامنئي “دام ظله” ان هذه الانتفاضة شكلت نواة سلسلة من التحركات الشعبیة التي ادت الى انتصار الثورة الاسلامية، معتبرا ان هذه الواقعة كانت مصدر تغيير كبير ويجب تخليد ذكراها للاجيال القادمة.

واضاف سماحته: ان هذه الواقعة وما تلاها من احداث مؤشر على العمق الديني لدى الشعب الايراني، مؤكدا ان الحمية الدينية هي من ضمن رؤي ومبادئ الثورة الاسلامية، مشيرا الى ان الاعداء والذين لا يزالون يكنون في قلوبهم حقدا على الثورة الاسلامية، يطلقون دعايات للتشكيك في رؤى الثورة.

وتابع الإمام الخامنئي: ان اعداء الثورة الاسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية يحاولون تقليل حساسية الشعب الايراني تجاه مبادئ الثورة وأسسها والحكم الديني تدريجيا، وذلك بطرق مختلفة ومن خلال الدعاية المكثفة في الفضاء السيبراني ووسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر قائد الثورة الإسلامية ان سر عداوة قوى الغطرسة العالمية والاستكبار لعلماء الدين وعلماء السياسة والدين السياسي والفقه السياسي هو أن وجودهم يناهض الاستكبار والاستعمار وهذه حقيقة يجب أخذها في عين الاعتبار ومن هنا يمكن فهم لماذا تكن امريكا هذا العداء والحقد العميق لنظام جمهورية إيران الإسلامية.

واعتبر الإمام الخامنئي “دام ظله” الالتزام بمبادئ الثورة من أهم طرق التنمية في البلاد، قائلا: كان التقدم والنجاح العلمي والصناعي والسياسي في البلاد خلال 43 عاما من انتصار الثورة الاسلامية مرهونا بنزول الشخصيات الثورية والمؤمنة والعالمة الى ساحة العمل والتي كانت تتحلى بمعنويات عالية وروح الجهاد.

واكد سماحته على اهمية الحفاظ على الوحدة، وتقليل عوامل التفرقة في البلاد ، لافتا الى انه من الطبيعي وجود اختلافات في الآراء والأذواق والأساليب بما في ذلك الاختلافات الدينية بين الشيعة والسنة، لكن يجب ألا نسمح لهذه الاختلافات ان تؤدي الى المواجهة وتصعيد الخلافات وتضعيف التلاحم الشعبي.

واشار سماحته الى التعايش السلمي للشيعة والسنة في البلاد منذ قرون، قائلا : رغم وجود صراعات بين القوميات المختلفة في البلاد الا اننا لم نشهد اي صراع بين الشيعة والسنة.

وقال الإمام الخامنئي “دام ظله”: إن سياسة فرق تسد هي ديدن أعدائنا طوال تاريخهم الاستعماري في المنطقة، قائلا انه يجب أن لا ننخدع بهذه السياسة الشيطانية وعلينا أن نقوي الأمل الذي يسعى الأعداء أن يطفئوا شعلته ويحولوه إلى يأس في قلوب الشباب وننفذ جميع الوعود التي نقطعها للشعب في وقتها من دون نقص.

وأضاف قائد الثورة الاسلامية انه على الرغم من وجود المشاكل الاقتصادية، والتضخم وغلاء الاسعار، والظروف المعيشية الصعبة في البلاد علينا ان نبرز نجاحات الجمهورية الإسلامية الايرانية ولا نبقيها طي الكتمان، لافتا الى ان نظام الجمهورية الإسلامية حققت عشرات النجاحات في مختلف المجالات.

واكد الإمام الخامنئي “دام ظله” على ضرورة مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات في مختلف الاجهزة والنظر في مقترحات الخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة واعتماد آلية يمكنها استخدام هذه المقترحات والأفكار.

وأشار آية الله خامنئي الى استشهاد الفريق قاسم سليماني، معتبرا انه كان حادثا تاريخيا لم يكن أحد يتوقع أن يكون بهذه العظمة.

واضاف سماحته ان اميركا مازالت ترتكب الخطأ في الحسابات، والمثال على ذلك هو قضية اغتيال الشهيد سليماني حيث تصورت بان هذه الحركة العظيمة ستنطفئ باغتياله.

وقال قائد الثورة الاسلامية: لقد تصوروا بان هذه النهضة والحركة العظيمة التي كان الشهيد سليماني ممثلا لها ورمزا لها ستنطفئ.لكن واقع الشعب الإيراني هو ذلك المد العالي من الجماهير الذي اكتسح شوارع المدن الإيرانية إبان تشييع الشهيد قاسم سليماني.

واكد ان هذه الحركة العظيمة التي شهدناها العام الجاري وهو العام الثاني لذكرى استشهاد سليماني في ايران والدول الاخرى، لم تكن سوى يد القدرة الالهية.

واضاف: حقا ان جهاز حساباتهم غافل وعاطل عن العمل ولا يمكنهم اجراء تقييم صائب ازاء الجمهورية الاسلامية الايرانية لذا فانهم يتخذون قرارات خاطئة ويفشلون وسيفشلون من الان فصاعدا ايضا. 

 

يذكر أن قائد الثورة الإسلامية يلقي كل عام كلمة في مراسم احياء ذكرى انتفاضة أهالي مدينة قم المقدسة في حسينية الامام الخميني في طهران بحضور الالاف من المواطنين، لكنه سيلقي هذا العام خطابه افتراضيا في بث مباشر بناء على توصيات هيئة مكافحة كورونا الصحية بعدم إقامة التجمعات.

وجاءت انتفاضة اهالي مدينة قم المقدسة عام 1978 احتجاجا على مقال نشره نظام الشاه المقبور أساء فيه الى شخصية الإمام الخميني (ره) وشکلت هذه الانتفاضة نواة الثورة الشعبیة التي اطاحت بعد عام واحد من اندلاعها بنظام الشاه.

واستشهد في مثل هذا اليوم عدد كبير من طلبة العلوم الدينية في نقل رسالة الى الاعداء كانت تؤكد على ان الشعب الايراني يرفض الخنوع لسطوة المتغطرسين و واستمرت تلك الاحتجاجات الى انتصار الثورة الاسلامية عام ١٩٧9.

ويوم التاسع عشر من شهر دي صفحة مشرقة وملحمة سطرها اهالی مدينة قم ليتحول الى يوم تاريخي على امتداد تاريخ بلدنا وثورتنا الاسلامیة حيث قام اهالی هذه المدينة من النساء والرجال وطلاب العلوم الدينية وغيرهم، بما يقتضيه العصر انطلاقا من وعيهم وفطنتهم و شجاعتهم كون هذه المدينة تعتبر قاعدة لنشر افكار اهل البيت (ع).

وجاءت انتفاضة اهالي قم في الوقت الذي كانت الحكومات المعادية لأهل البيت (ع) تستولي على مقاليد الأمور الا ان اهالی هذه المدينة تحملوا الصعوبات التي واجهتهم في سبيل هذه الانتفاضة لیسطروا ملحمة في تاريخهم المشرق کونهم یلبون ما يقتضيه الزمان وهذا ما جسدتة انتفاضة يوم التاسع عشر من شهر دي. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky