زيارة الأربعين

اقتراحات في زيارة الأربعين .. الشيخ حيدر الصمياني

أقترح وأرجوا من إخواني زوار سيد الشهداء عليه السلام في زيارة الأربعين أن يراعوا حرمة الأراضي الزراعية وغير الزراعية التي يمرون عليها، وأن لا يتلفوا محاصيلها بالجلوس عليها أو الأكل منها وما شابه ذلك، فإن الإسلام ليس فيه ضرر ولا ضرار، وأئمتنا أرادونا أن نكون لهم زيناً لا شينا، ونحن بهذه الأعمال نسيء ونشين إلى أهل البيت عليهم السلام .

الاجتهاد: ربما يصعب على الإنسان أن يتقبل أن يوجد هناك عمل مهما كان عظيماً ومتطوراً ومنظماً خالياً من بعض السلبيات التي تحصل هنا وهناك، سواء على مستوى حركة الأفراد أو على مستوى الإدارة وتهيئة الوسائل وما إلى ذلك من الأمور التي ليس لها دخالة بأصل العمل وأهدافه السامية لاسيما ونحن نكتب عن زيارة الأربعين المليونية العظمية،

ولأجل ذلك كله وحتى نكون بمستوى هذا العمل الجبار وحتى يعطي ثماره على أحسن وجه إن شاء الله تعالى أود أن أشير إلى جملة من الاقتراحات والأمنيات التي ربما تعيش في أذهان كل الموالين الذين عايشوا هذه المسيرات المليونية المباركة حاولت جمعها وطرحها هنا عسى أن تأخذ طريقها عند الآخرين بالدرس والتأمل ثم العمل والتنفيذ إذا ما رأوها صالحة ومناسبة، ولا يتصور – معاذ الله – أحد أني أذكرها على نحو الأمر وإنما هي مجموعة من الملاحظات والرجاءات في أذهان المؤمنين ومشاعرهم مع مجموعة من ملاحظاتي كأي موالٍ زائر للحسين عليه السلام والله من وراء القصد.

وأما المقترحات فيمكن حصرها بالنقاط التالية :

1– أقتراح وأرجوا من حوزاتنا العلمية أن تشكل لجان متابعة هذه المسيرة من اليوم الأول لانطلاقتها وحتى آخر يوم منها، وتهيئة مجموعة من المبلغين والمبلغات لهذا الغرض النبيل وتوزيعهم على طريق السائرين إلى الحسين عليه السلام من أقصى نقطة من نقاط انطلاق الزائرين في العراق وصولاً إلى كربلاء، وأتمنى أن يكون التوزيع کل (5) كم أو أقل أو أكثر بقليل من خلال نصب خيمة للمبلغين الرجال وخيمة للمبلغات النساء يتم من خلالها رصد کل الحركات غير المناسبة وبيان أحكام الشريعة ومكاناً لإقامة صلاة الجماعة ومركزا من مراكز الطبابة الروحية والأخلاقية والسلوكية في داخل هذه الشعيرة.

۲– أقترح وأتمنى أن تشكل لجان على طول الطريق تتكلم اللغة الإنكليزية لبيان أهداف ومفاهيم الحسين عليه السلام لكل الزائرين الأجانب من المسلمين وغير المسلمين المشاركين في هذه المسيرة من دول العالم.

3. أقترح وأرجوا من وسائل الإعلام نقل ما يجري على الأرض من کرم وحسن ضيافة وأخلاق وتعامل بمنتهى الرحمة حتى يرانا الناس فيقولوا رحم الله جعفراً فلقد أدب الله شیعته .

4– أقترح وأرجوا أن يكون هناك مهرجان سنوي تدعى له ضيوف من الموالين من داخل البلد وخارجه ومن بقية المسلمين بل ومن غير المسلمين من أجل دراسة الواقع الإنساني والإسلامي في شخصية الحسين عليه السلام وآثار هذه الشخصية على الواقع الإنساني والإسلامي المحلي والعالمي.

5– أقترح وأرجوا أن تقام صلاة الجماعة في أوقاتها المحددة في ليلها وغمارها على طول المسيرة المليونية المباركة في العراء – مع الإمكان – حتى نوصل رسالة إلى العالم بالصوت والصورة لاسيما عالمنا الإسلامي أننا مسلمون لنا ما للمسلمين وعلينا ما على المسلمين.

6– أقترح وأرجوا أن يحمل كل زائر من زائري أبي عبد الله الحسين عليه السلام في أيام الأربعين قرآنا يحمله في جيبه، يقرأه أثناء الطريق ويرفعه أمام شاشات التلفاز أننا لا نملك سوى هذا القرآن الذي يحمله المسلمون في أیام حجهم وعمرهم حتى نسحب البساط من تحت أقدام من يريدون تمزيق أوصال جسد هذه الأمة بإشاعة الكذب والتلفيق على مذهب أهل البيت عليهم السلام كذبا وزورا أننا نحمل غير هذا القرآن وما شاكل ذلك.

۷. أقترح وأرجوا أن يسلط الضوء على الكرامات الحاصلة في هذه المسيرة المليونية والتي شهد لها الصغار قبل الكبار وإجراء لقاءات صحفية مع من حصلت معهم حتى يتعرف عليها الناس ويزدادوا معرفة في مدى فضل الله وكرمه على الحسين عليه السلام والمتعلقين به.

۸— أقترح وأرجوا من إخواني زوار سيد الشهداء أن يراعوا حرمة الأراضي الزراعية وغير الزراعية التي يمرون عليها، وأن لا يتلفوا محاصيلها بالجلوس عليها أو الأكل منها وما شابه ذلك، فإن الإسلام ليس فيه ضرر ولا ضرار، وأئمتنا أرادونا أن نكون لهم زينا لا شينا، ونحن بهذه الأعمال نسيء ونشين إلى أهل البيت عليهم السلام عليهم السلام.

۹– أقترح وأرجوا من المواكب الحسينية وخدمتها المحترمين أن لا يقطعوا الشوارع الرئيسية والعامة للناس ويمشون في وسط الطريق بحجة الحزن واللطم على سيد الشهداء، فإن مثل هذا الأمر غير جائز وبالتالي لا يطاع الله عز وجل من حيث يعصی.

۱۰– أقترح وأرجوا من الخطباء المحترمين كما أشاروا وبينوا فضائل زيارة الأربعين ورد الشبهات عنها بالدليل وأتعبوا أنفسهم في ذلك جزاهم الله خيراً، أن يشيروا في نفس الوقت إلى الناس أن الأهم عند الله ورسوله والأئمة الطاهرين لاسيما سيد الشهداء هو التمسك بأوامرهم ونواهيهم وعدم مخالفتها لأي سبب كان.

۱۱– أقترح وأرجوا من المتبرعين بالأموال – وهم كثر بحمد الله تعالی – أن يرفعوا شعارات أهل البيت عليهم السلام خاصة وعدم رفع أي إشارات تشير إلى جهة أو حالة معينة حتى ولو كانت مقدسة.

۱۲– أقترح وأرجوا على السادة السياسيين والزعماء والقادة في العراق بأجمعهم أن يأخذوا الدرس من زيارة الأربعين والملايين السائرة إلى درب الحسين عليه السلام، أنكم إذا أردتم الخلود والبقاء في قلوب الناس ومشاعرهم فكونوا في طريق الحسين عليه السلام ومبادئه السامية حيث كان صادقا مع الله وصادقا مع الناس فأورثه الله خير الدنيا وأعطاه خير ثواب الآخرة ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (القصص 83).

۱۳– أقترح وأرجوا ممن يبذلون الزاد والطعام والشراب والسكن أن يقوموا باستقطاب الخطباء المبلغين على قدر استطاعتهم وإلا فبإمكانهم أن يوزعوا على الناس کراسات حتى ولو كانت صغيرة تحكي مفاهيم الحسين عليه السلام وقيمه العالية التي نحن بأمس الحاجة إليها الآن.

14– أقترح وأرجوا أن تشکل هناك لجان متابعة لما بعد زيارة الأربعين لدراسة منجزات الأربعين وما تركته في النفوس وما تم إنجازه من مشاريع وبرامج وما يمكن أن ينجز ويخطط له فيما بعد سواء أكان هذا الأمر متعلقة بمحافظات العراق أو ببقية البلدان الأخرى.

15– أقترح وأرجوا أن تشكل لجان لمتابعة حالات التكافل الاجتماعي والإيثار العظيم والتضحية الملفتة للنظر عند زوار الحسين عليه السلام وهم يسيرون إلى كربلاء، وذلك بعد زيارة الأربعين من أجل جمع هذه الأموال وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في داخل وخارج البلد تحت شعار «لا جهل ولا فقر بعد اليوم»..

16. أقترح وأرجوا من الزائرين الكرام أن لا يرفعوا أصواتم إلا بذکر الحسين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام والأشعار المرتبطة بهم، وعدم رفع شعارات تشير إلى جهات سياسية أو اجتماعية وما شاكل ذلك، وأن يركز الجميع على الشعارات التي تعد للوقوف أمام الظالمين والمفسدين من وعاظ السلاطين وغيرهم.

۱۷– أقترح وأرجوا من كل زائر محب للحسين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام ويرجو قبول زيارته ونیل شفاعته أن لا يترك نساءه تذهب الى زيارة الحسين عليه السلام ألا وهي في أكمل حالات الحجاب والعفة والالتزام بأوامر الشريعة ونواهيها، وأن يكون خروجها بأذن وليها.

۱۸. أقترح وأرجوا من إخواني وأخواتي الموظفين والموظفات في دوائر الدولة من الأطباء والمهندسين والمدرسين والمعلمين وأجهزة الأمن والشرطة وغيرهم أن لا يتركوا وظائفهم إلا مع الأذن الصريح والواضح من قبل الشخص المسؤول ومن له الأذن الحقيقي في هذا الشأن، وأن لم يؤذن لهم فيمكن أن يكتفوا بالزيارة للحسين عليه السلام عن بعد، لأن الغاية من المسيرة هو كسب الثواب والتقرب إلى الإمام، وبهذه الطريقة التي ذكرنا نكون قد أرضينا الإمام وفي نفس الوقت قمنا بأداء الواجبات الملقاة على عواتقنا وحصلنا على الثواب الأكبر إن شاء الله تعالی.

19 – أقترح وأرجوا من كل زائر أن يجسد في رجوعه إلى أهله ووطنه سواء كان في البيت أو العمل أو حتى في الشارع أخلاق الحسين عليه السلام وقيمه ومبادئه حتى يشم الناس منه عطر الحسين عليه السلام وطيب كربلاء، فتتحول من حيث نشعر أو لا نشعر إلى دعاة من دعاة الحسين عليه السلام وأنصاره.
هذا آخر ما أحببنا إيراده في هذه الدراسة التي نرجو الله تعالى أن تكون قد أعطت ولو جزءاً بسيطاً من فضل الحسين عليه السلام وزيارة الأربعين علينا إنه نعم المولى ونعم النصير، وقد تم الانتهاء من كتابتها في السادس من شهر جمادى الأولى سنة 1435 هم في مدينة سدني – استراليا.

 

المصدر : الصفحة الـ 177 من كتاب ( الأربعين و فلسفة المشي إلى الحسين) للشيخ حيدر الصمياني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky