ناقش رؤساء الدول المصدرة للغاز في لقاءات ودية مع قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي أبرز التحديات الإقليمية و الدولية، كما أعربوا عن شكرهم لسماحته بسبب تقديم استراتيجيات واضحة لحل المشاكل و التحديات.على هامش مشاركة رؤساء الدول المصدرة للغاز في “مؤتمر قمة الدول المصدرة للغاز الثالث” الذي عقد قبل يومين في طهران، استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي عدد من رؤساء الدول المصدرة للغاز في لقاءات ودية، كما ناقشوا في هذا اللقاءات أبرز التحديات الإقليمية و الدولية.
تعزيز الحركات الفكرية الإسلامية المعتدلة و العقلانية
أشار سماحة آية الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية لدى استقباله السيد «قربان قلي بردي محمدوف» رئيس جمهورية تركمنستان، إلى علاقات القرب و الصداقة بين إيران و تركمنستان و الإمكانيات الكبيرة لتنمية التعاون الثنائي و مواجهة حالات تأجيج الحروب في المنطقة، مؤكداً: سبيل مواجهة التيارات الإرهابية و احتوائها هو إفساح المجال للناس للممارسة النشاطات الإسلامية الصحيحة و تعزيز الحركات الفكرية الإسلامية المعتدلة العقلانية.
و وصف آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا اللقاء الشعبين الإيراني و التركمنستاني بأنهما جاران أشبه بالأقرباء، و أكد على ضرورة الاستفادة من الإمكانيات و الفرص الواسعة لتنمية التعاون الثنائي مردفاً: من اللازم قطع خطوات جادة و عملية و مؤثرة باتجاه تنفيذ الاتفاقيات المبرمة.
و ألمح سماحته إلى الأمن في إيران و تركمنستان في ظروف المنطقة المليئة بالتوتر، مؤكداً على ضرورة التعاون لاستمرار هذا الوضع، و أضاف قائلاً: مقابل هذه الوحشية و الإرهاب العنيف لداعش و الجماعات التكفيرية التي ترتكب هذه الجرائم باسم الإسلام، يجب السماح للناس بممارسة نشاطات إسلامية صحيحة، و أفضل سبيل لإحباط نفوذ هذه التيارات هو تعزيز الحركات الفكرية الإسلامية المعتدلة و العقلانية.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الجرائم الوحشية للتيارات الإرهابية في قطع الرؤوس و إحراق البشر دليلاً على أجنبيتهم التامة على الإسلام، و أضاف مؤكداً: الإسلام دين أخوة و محبة و إرادة خير للآخرين، و هذه الجرائم ليس لها أية علاقة بالإسلام.
في هذا اللقاء ، أبدى السيد قربان قلي بردي محمدوف رئيس جمهورية تركمنستان ارتياحه لزيارة طهران، معتبراً لقاءه بقائد الثورة الإسلامية مبعث فخر له، و أضاف يقول: كان لإيران و تركمنستان دوماً علاقات حسنة و تاريخية، و كانوا شركاء في الأفراح و الأحزان، و كلامكم بأن إيران و تركمنستان ليسا جارين فقط بل قريبين أيضاً عامل تشجيع للحكومة و الشعب في تركمنستان.
العمل بتوصياتكم خلف لنا نتائج جيدة جداً
و نوّه رئيس جمهورية تركمنستان بتوصيات قائد الثورة الإسلامية في زيارته السابقة لطهران قائلاً: كلامكم باعتباركم قائداً عالماً و إنساناً مفكراً له قيمة كبيرة بالنسبة لنا، و كان للعمل بتوصياتكم نتائج جيدة جداً.
و أشار رئيس جمهورية تركمنستان إلى الإمكانيات الواسعة لتنمية العلاقات خصوصاً في قطاع الغاز و النقل و المواصلات و الطرق، قائلاً: التقدم بالمشاريع العمرانية و الاقتصادية المشتركة بين إيران و تركمنستان لصالح المنطقة كلها.
و أشار رئيس جمهورية تركمنستان أيضاً إلى أن الأوضاع السياسية في المنطقة غير جيدة و أشار إلى جرائم جماعة داعش الإرهابية قائلاً: داعش و أمثالها لم تشم حتى رائحة الإسلام، و للأسف فإنها تمول و تدعم من قبل بعض الحكومات.
الصمود و المقاومة و الاعتماد على جماهير الشعب و حرب الإرادات السبيل الوحيد لتقدم البلدان المستقلة و استقلالها
استقبل آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية السيد نيكلاس مادورو رئيس جمهورية فنزويلا، و أثنى على مقاومة فنزويلا و حركتها الملهمة حيال السياسات الاستكبارية، مؤكداً: السياسات الاستكبارية اليوم نزلت في ما يشبه البلاء الكبير على رؤوس البشرية، و السبيل الوحيد لتقدم البلدان المستقلة و استقلالها هو الصمود و المقاومة و الاعتماد على جماهير الشعب و حرب الإرادات.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى السياسات الطامعة لأمريكا في منطقة أمريكا اللاتينية مضيفاً: كانت أمريكا تعتبر هذه المنطقة حديقتها الخلفية، بيد أن التحرك الفذ لفنزويلا استطاع تحويل هذه المنطقة إلى قطب مستقل له هويته.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن هدف أمريكا من الضغط على فنزويلا هو القضاء على المقاومة الملهمة للحكومة و الشعب في هذا البلد، ملفتاً: الحروب في العالم اليوم هي في الواقع حروب إرادات، و أنتم بصمودكم و تقوية إرادتكم و استخدامكم للإمكانيات الوافرة في بلدكم ستستطيعون الانتصار على المشكلات.
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى النموذج الناجح للثورة الإسلامية في إسقاط النظام البهلوي العميل المسلح قائلاً: استطاع الإمام الخميني (رحمة الله عليه) بيد خالية و لكن بالاعتماد على أبناء الشعب و الإتيان بهم إلى الساحة، إسقاط الحكومة المدعومة من قبل أمريكا و أوربا، و سبيل انتصار و استمرار نجاح الحكومات المستقلة هو العمل بهذه الوصفة.
كما أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على زيادة مستوى التعاون الثنائي بين إيران و فنزويلا قائلاً: تعتبر إيران تقدم فنزويلا و نجاحها تقدماً و نجاحاً لإيران.
استعداد حكومة فنزويلا و شعبها لمواجهة المؤامرات الأمريكية
وفي هذا اللقاء أبدى السيد نيكلاس مادورو رئيس جمهورية فنزويلا ارتياحه للقاء قائد الثورة الإسلامية مجدداً، و اعتبر إيران ذات هوية تاريخية قائلاً: إيران و فنزويلا أصدقاء حقيقيون و لهما علاقات ثابتة.
و أشار السيد مادورو إلى الاحترام و الحب الوافر الذي كان يكنه هوغو شافيز رئيس جمهورية فنزويلا الفقيد لإيران و لقائد الثورة الإسلامية، مردفاً: أنا أيضاً تعلمت من لقاءاتي بكم دروساً عديدة، و كان لكلامكم و توصياتكم تأثير كبير عليّ.
و أكد رئيس جمهورية فنزويلا على ضرورة الصمود للدفاع عن الاستقلال الوطني موضحاً: الامبريالية بخلقها للاضطرابات و الفوضى في العالم و بإهانتها لهوية البلدان تسعى إلى تدمير استقلال الشعوب.
التأكيد على ضرورة الدفاع عن هوية الإسلام و المسلمين
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي السيد محمد بوهاري رئيس جمهورية نيجيريا، و اعتبر في حواره معه مضاعفة التعاون بين البلدان الإسلامية للدفاع عن هوية الإسلام و المسلمين ضرورة أساسية مؤكداً: التحالفات العالمية التي تدّعي محاربة التيارات الإرهابية لا يمكن الوثوق بها إطلاقاً، لأن هذه العناصر المخرّبة و خصوصاً أمريكا هي التي تقف وراء كواليس إيجاد هؤلاء الإرهابيين من قبيل داعش و دعمهم.
و اعتبر الإمام السيد علي الخامنئي «أعداء الإسلام العلنيين» و «أعداء الإسلام الذين يعادونه باسمه» شفرتي مقصّ واحد، مضيفاً: على البلدان الإسلامية مقابل هؤلاء الأعداء الخطرين أن يزيدوا تعاونهم لصيانة هويتهم و مصالحهم.
و أكد قائد الثورة الإسلامية أن من الخطأ عقد الأمل على التعاون مع أمريكا و الغرب و مساعدتهما لمحاربة التيارات الإرهابية مثل داعش و بوكوحرام، قائلاً: طبقاً لمعلومات دقيقة فإن الأمريكان و بعض البلدان الرجعية في المنطقة يساعدون داعش في العراق بشكل مباشر، و يمارسون دوراً مخرّباً.
و اعتبر سماحته تعزيز العلاقات بين البلدان الإسلامية لا يعني إلغاء العلاقات مع سائر البلدان، مردفاً: للجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقات واسعة مع كل البلدان باستثناء أمريكا و الكيان الصهيوني، لكننا نعتقد أن البلدان الإسلامية يجب أن تتقارب من بعضها أكثر.
كما أبدى آية الله العظمى السيد الخامنئي ارتياحه لانتخاب السيد بوهاري كمسلم مؤمن لرئاسة جمهورية بلد نيجيريا البارز المهم، و أوضح أن إمكانيات و فرص التعاون و التواصل بين البلدين كثيرة، مؤكداً: يجب تشخيص هذه الإمكانيات و الفرص، و تبادلها بين البلدين.
أقدر هذا اللقاء و هذه التوجيهات
في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً النائب الأول لرئيس جمهورية إيران الإسلامية السيد جهانگيري، قال السيد محمد بوهاي رئيس جمهورية نيجيريا إن علاقات بلاده مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قديمة و قوية مضيفاً: إيران بلد متقدم و كبير و فيه إمكانيات كثيرة للتواصل و التعاون.
و قدّر رئيس جمهورية نيجيريا إيران لدعوتها إلى مؤتمر البلدان المصدرة للغاز موضحاً: اليوم في لقائي بقائد الثورة الإسلامية تعلمت دروساً كثيرة و أنا أقدر هذا اللقاء و هذه التوجيهات.
ضرورة الحؤول دون سياسات الأمريكي في المنطقة
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية السيد فيلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا، و رحّب في حواره معه بتطوير التعاون الثنائي و الإقليمي و الدولي، و أثنى على المشاركة المؤثرة لروسيا في قضايا المنطقة، و خصوصاً في سورية، مضيفاً: الخطة الأمريكية طويلة الأمد للمنطقة بضرر كل الشعوب و البلدان، و خصوصاً إيران و روسيا، و ينبغي إحباطها بذكاء و تواصل أقرب.
و وصف قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء الذي استمر لحدود ساعتين السيد بوتين بأنه شخصية بارزة في العالم المعاصر، و شكر جهود روسيا في الموضوع النووي، مضيفاً: لقد وصلت هذه القضية إلى نهاية ما، لكننا لا نثق بالأمريكان أبداً، و نراقب بأعين مفتوحة سلوك الحكومة الأمريكية و أداءها في هذا الملف.
و أشار سماحته إلى جدية السيد بوتين و مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تنمية العلاقات الثنائية منوهاً: مستوى التعاون، بما في ذلك على صعيد الشؤون الاقتصادية، يمكنه أن يكون أعلى بكثير من المستوى الحالي.
و أشار آية الله العظمى الإمام الخامنئي إلى التعاون المناسب بين طهران و موسكو في المجالات السياسية و الأمنية، و اعتبر مواقف رئيس جمهورية روسيا خصوصاً في العام و نصف العام الأخير جيدة جداً و إبداعية في شتى القضايا، مردفاً: يحاول الأمريكان دائماً أن يدفعوا منافسيهم إلى مواقف منفعلة، لكنكم أحبطتم هذه السياسة.
و أوضح سماحته أن قرارات موسكو و خطواتها في القضية السورية أدت إلى رفع اعتبار روسيا و شخص الرئيس بوتين في المنطقة و العالم، و تابع يقول: يريد الأمريكان في مخططهم طويل الأمد أن يتسلطوا على سورية و من ثم يبسطوا سيطرتهم على المنطقة ليتلافوا الفراغ التاريخي في عدم هيمنتهم على غرب آسيا، و هذا المخطط يهدد كل الشعوب و البلدان، و خصوصاً روسيا و إيران.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي إصرار الأمريكان على ترك بشار الأسد، و هو رئيس الجمهورية القانوني و المنتخب من قبل الشعب السوري، للسلطة، اعتبره من جملة نقاط ضعف السياسات المعلنة لواشنطن، مضيفاً: رئيس جمهورية سورية أحرز في انتخابات عامة أصوات أغلبية الشعب السوري على تنوّع اتجاهاتهم السياسية و المذهبية و القومية، و ليس من حق أمريكا أن تتجاهل انتخاب الشعب السوري هذا و أصواته.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: حول سورية، ينبغي لأيّ حلّ أن يكون بعلم الشعب و المسؤولين في سورية و موافقتهما.
و عدّ سماحته المساعدات الأمريكية المباشرة و غير المباشرة للجماعات الإرهابية و منها داعش، من نقاط الضعف الواضحة في سياسات أمريكا، مردفاً: التعاون مع البلدان التي لا اعتبار لها في الرأي العام في المنطقة و العالم بسبب دعمها للإرهابيين، يدل على أن الأمريكان لا يتمتعون بدبلوماسية شريفة.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: لهذا السبب، ليس لدينا و لن يكون لدينا مفاوضات ثنائية مع الأمريكان لا حول الشأن السوري و لا حول أيّ موضوع آخر، باستثناء الملف النووي الذي كان له بالطبع أسبابه الخاصة.
حلّ الأزمة السورية ممكن فقط بالطرق السياسية و تقبّل رأي الشعب في سورية
أشار رئيس جمهورية روسيا في هذا اللقاء إلى التجارب القيمة لقائد الثورة الإسلامية، و أبدى ارتياحه للقائه، قائلاً: تنمية العلاقات بين البلدين، بما في ذلك على الصعد التقنية و الفضائية و الجوية و التقنيات المتطورة اكتسبت سرعة أكبر، و نحن مرتاحون بدرجة كبيرة لوجود تعاون فعال جداً بيننا و بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول موضوع الأمن و معالجة أزمات المنطقة و العالم.
و وصف السيد بوتين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه بلد مستقل و قوي و ذو أفق جيد جداً، مضيفاً: إننا نعتبركم حليفاً موثوقاً و يمكن الاعتماد عليه في المنطقة و العالم.
و قال رئيس جمهورية روسيا: إننا ملتزمون، و خلافاً للبعض، بأن لا نطعن شركاءنا بالخنجر في ظهورهم، و لا نقوم أبداً بعمل ضد أصدقائنا خلف الستار، و إذا كانت لدينا اختلافات معهم فيمكن أن نصل إلى التفاهم عبر الحوار.
و اعتبر فيلاديمير بوتين مواقف البلدين في الموضوع السوري قريبة جداً من بعضها، و أشار إلى الأهمية البالغة للتعاون في هذا المضمار قائلاً: نحن أيضاً نؤكد على أن حلّ الأزمة السورية ممكن فقط بالطرق السياسية و تقبّل رأي الشعب في سورية، و إرادة كل القوميات و الجماعات السورية، و لا يحق لأيّ أحد فرض رأيه على الشعب السوري، و اتخاذ القرار بدلاً عنه حول بنية الحكومة و مصير رئيس جمهورية سورية.
و أكد رئيس جمهورية روسيا: كما تفضلتم بالقول فإن الأمريكان يريدون على طاولة المفاوضات متابعة أهدافهم التي لم تتحقق في ساحات القتال في سورية، و نحن متفطنون لهذه القضية.
و شدد فيلاديمير بوتين على استمرار الهجمات الروسية على الجماعات الإرهابية في سورية، معتبراً التعاون و تبادل وجهات النظر بين طهران و موسكو حول سياق الحل السياسي للقضية السورية أمراً ضرورياً تماماً، و أضاف: الذين يدّعون الديمقراطية في العالم لا يمكنهم معارضة الانتخابات في سورية.
في نهاية هذا اللقاء قدم رئيس جمهورية روسيا أحد أقدم نسخ القرآن الكريم هدية لقائد الثورة الإسلامية، و شكره الإمام الخامنئي على هذه الهدية القيمة.
التأكيد على الوحدة الوطنية في العراق
استقبل سماحة آية الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق و الوفد المرافق له، و اعتبر عمق العلاقات بين البلدين و الشعبين الإيراني و العراقي ذا جذور تاريخية تتجاوز حالة العلاقات بين بلدين جارين أو في منطقة واحدة، و أكد على ضرورة صيانة الوحدة الوطنية في العراق، قائلاً: الشعب العراقي شعب كبير و صاحب تاريخ عريق، و يتمتع بإمكانية مهمة جداً تتمثل بوجود شباب أقوياء و واعين، و ينبغي الاستفادة من هذه الإمكانية لإيصال العراق إلى مكانته اللائقة.
و أشار سماحته إلى العلاقات الأخوية و الصميمية و الودية بين الشعبين الإيراني و العراقي على الرغم من ثمانية أعوام من الحرب التي فرضها صدام بتحريض من الأجانب، و اعتبر ذلك ظاهرة عجيبة، مضيفاً: مسيرة مراسم الأربعين نموذج لهذه العلاقة الصديقة، حتى أن شعب العراق لا يقصّر بشيء من إنفاق و محبة و مودة في استقبال الزوار الإيرانيين.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: على المسؤولين في إيران و العراق أن ينتفعوا من هذه الأجواء و الفرصة لمصالح البلدين إلى أقصى حد.
و أشار سماحته إلى مساعي بعض الأطراف الخارجية لبث الخلافات في العراق، ملفتاً: عاش شعب العراق بشيعته و سنته و كرده و عربه قروناً طويلة بعضه إلى جانب بعض دون أية مشكلة، لكن بعض بلدان المنطقة للأسف و كذلك الأجانب يسعون لتضخيم الاختلافات، حيث يجب الوقوف بوجه هذه الحالة، وتجنب أية ذرائع تمهّد الأرضية لبروز الخلافات.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: لماذا يجب أن يتجزأ بلد كبير و ثري و صاحب تاريخ من آلاف السنين كالعراق، و يتحول إلى مناطق أصغر، ليكون دوماً عرضة للخلافات و النزاعات؟
و أضاف سماحته: سينظم المسؤولون العراقيون بالتأكيد العلاقات الخارجية مع البلدان الأخرى، بما فيها أمريكا، على أساس مصالح الشعب و البلد، و لكن ينبغي عدم السماح للأمريكان بأن يتصوروا العراق و كأنه ملكهم الشخصي، فيصرحوا بأيّ شيء و يقوموا بأية خطوة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي القوات الشعبية العراقية المتطوّعة في الحرب ضد داعش مظهراً بارزاً لصحوة الشباب العراقي و قدرتهم، مؤكداً: ينبغي الاستفادة أكثر من السابق من إمكانيات و قدرات الشباب العراقي لإيصال هذا البلد إلى مكانته اللائقة.
و شدّد سماحته على استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشامل لنقل تجاربها و قدراتها العلمية و التقنية و الدفاعية و الخدمية إلى العراق، مردفاً: يجب السعي إلى رفع مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين.
توصيات سماحتكم بخصوص حفظ الوحدة ستكون مؤثرة بالتأكيد
في هذا اللقاء أبدى السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق ارتياحه الوافر للقاء السيد قائد الثورة الإسلامية، و أشار إلى مكانة و نفوذ كلام سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي بين الشعب و المسؤولين العراقيين باعتباره مجتهداً و مرجع تقليد كبيراً، و قال: توصيات سماحتكم بخصوص حفظ الوحدة و اجتناب الخلافات في العراق ستكون مؤثرة بالتأكيد.
و قدم رئيس جمهورية العراق شكره و تقديره لمساعدات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الظروف الشديدة العسرة لهجوم داعش، و ألمح إلى المشتركات التاريخية و الدينية و الثقافية بين الشعبين الإيراني و العراقي، قائلاً: إننا نريد تنمية العلاقات بين البلدين أكثر من السابق، و الاستفادة من تجارب و قدرات إيران في مختلف المجالات.
و قيّم السيد فؤاد معصوم الوضع العام في العراق و الانسجام و التنسيق الداخلي بأنه أفضل من الماضي، مردفاً: حصلت كذلك نجاحات كثيرة في مجابهة داعش، و مهّدت حالات التنسيق في الجيش و قوات الحشد الشعبي و البيشمرگه الكرد لضربات قوية ضد داعش.
البلدان الإسلامية المخلصة يمكنها عن طريق الحوار و التعاون التوصل إلى حل عملي لمواجهة الإرهابيين
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية السيد عبد المالك سلال رئيس وزراء الجزائر و الوفد المرافق له، و أشار إلى تقارب الرؤية السياسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية و الجزائر في كثير من قضايا المنطقة و العالم، قائلاً: بالإضافة إلى تقارب الرؤى السياسية، فقد كان لشعب إيران دوماً تصوّر إيجابي عن بلد الجزائر و شعبه، و هذا يعود إلى جهاد الشعب الجزائري ضد الاستعمار خلال فترة الثورة الجزائرية.
و اعتبر سماحته الأواصر المعنوية و القلبية بين الشعوب أرضية مناسبة جداً لتنمية التعاون خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، مضيفاً: مستوى التعاون بين إيران و الجزائر منخفض جداً، و نتمنى من خلال هذه الزيارة و بتشكيل لجنة مشتركة أن نشهد في المستقبل القريب و بزيارة السيد جهانگيري النائب الأول لرئيس جمهورية إيران الإسلامية إلى الجزائر، نمواً مطرداً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى كلام رئيس وزراء الجزائر بخصوص ظاهرة داعش و ضرورة مواجهة بلدان المنطقة بشكل جاد للإرهابيين الذين يشوّهون سمعة الإسلام، قائلاً: موضوع داعش و الإرهابيين المنتشرين في كل المنطقة باسم الإسلام، ليس موضوعاً عادياً و طبيعياً، إنما جرى إيجاد هؤلاء الإرهابيين و دعمهم.
و أبدى سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي أسفه لدعم بعض البلدان الإسلامية في المنطقة لإرهابيي داعش، و أشار إلى دعم أمريكا و أعداء الإسلام لهؤلاء الإرهابيين مؤكداً: البلدان الإسلامية المخلصة و التي يوجد بينها تفاهم أكثر يمكنها عن طريق الحوار و التعاون التوصل إلى حل عملي لمواجهة الإرهابيين.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: إذا تكوّنت مثل هذه المجموعة فستستطيع هذه البلدان الإسلامية أن تؤثر في القضايا المهمة للعالم الإسلامي، و القيام بخطوات عملية لحل مشكلات المنطقة و محاربة الإرهابيين.
و أبدى آية الله العظمى السيد الخامنئي أمله في أن يتماثل السيد بوتفليقة رئيس جمهورية الجزائر للشفاء بأسرع وقت.
هناك تقارب بين البلدين في القضايا السياسية، و خصوصاً موضوع محاربة داعش و الإرهابيين في المنطقة
و اعتبر رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال في هذا اللقاء، مؤتمر البلدان المصدرة للغاز في طهران بأنه مؤتمر ناجح، و أشار إلى حواراته مع المسؤولين الإيرانيين، قائلاً: تصورات إيران و الجزائر في القضايا السياسية، و خصوصاً موضوع محاربة داعش و الإرهابيين في المنطقة، متقاربة جداً، و نتمنى في ضوء محادثات طهران أن يخرج مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين عن وضعه الحالي و يصل إلى وضع مقبول.
تقوية الهوية المحلية و تعريف القيم للشباب
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية السيد إيفو موراليس رئيس جمهورية بوليفيا، و أشاد بالثبات اللافت و البطولي لبوليفيا و بعض البلدان الأخرى في أمريكا اللاتينية بوجه غطرسة جبهة الاستكبار، و اعتبر أن السياسة الخطيرة لأمريكا في العالم و منطقة أمريكا الجنوبية هي تغيير هوية الشباب، مؤكداً: يجب بتقوية الإرادات و زيادة التواصل و التعاون، الوقوف بوجه هذه السياسة السلطوية.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الصمود بوجه جشع أمريكا المستكبرة امتيازاً مهماً بل أهم من تأميم النفط لبوليفيا و السيد موراليس، قائلاً: إيران كانت أول بلد في العالم يخرج من سيطرة أمريكا بالكامل بفضل نهضة الإمام الخميني (رض) الشعبية المستقلة، و قد قاوم معارضات الإمبراطوريتين الشرقية و الغربية و أنواع ضغوطهما العسكرية و الأمنية و الاقتصادية.
و شدد قائد الثورة الإسلامية: على هذا الأساس، تدعم الجمهورية الإسلامية أي طرف في أي مكان من العالم يقاوم الغطرسة و الهيمنة.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن سياسة أمريكا في العالم و كذلك في منطقة أمريكا اللاتينية هي تغيير هوية المحليين و الشباب باستخدام أساليب تواصل جديدة، ملفتاً: إذا نجح الأمريكان في سياستهم هذه و استطاعوا تبديل أفكار الشباب إلى أفكار أمريكية، عندئذ سيسيطرون على البلدان من دون حاجة لانقلاب عسكري أو أعمال صلائدية.
و عدّ سماحته تقوية الهوية المحلية و تعريف القيم للشباب طريقاً لمواجهة هذه السياسة الأمريكية مؤكداً: بالاعتماد على الله تعالى و بتعزيز الإرادات يمكن الانتصار في هذه المعركة.
نعتبر سماحتكم أباً و مرشداً لكل الثورات المستقلة
و أبدى السيد أيفو موراليس رئيس جمهورية بوليفيا في هذا اللقاء ارتياحه للقاء قائد الثورة الإسلامية قائلاً: إننا نعتبر سماحتكم أباً و مرشداً لكل الثورات المستقلة، و خصوصاً الثورات في منطقة أمريكا اللاتينية، و قد تعلمنا الكثير من الدروس من كلامكم القيم الملهم الباعث على الأمل.
و قال السيد موراليس إن تدخلات أمريكا تسبب المشاكل مردفاً: في بداية تقبلي للمسؤولية أكدت في الرد على تحذيرات الأمريكيين بخصوص العلاقة مع إيران، بأننا بلد مستقل و لا نطلب ترخيصاً من أحد لإقامة علاقات مع الآخرين.
و أكد رئيس جمهورية بوليفيا على إننا لم و لن نرضخ لابتزازات الأمريكيين مضيفاً: بتأميم صناعة النفط في بوليفيا، كرّسنا استقلالنا و سيادتنا، و أنهينا سنيّ العدون الغربي.
و أشار رئيس جمهورية بوليفيا إلى التجارب و القدرات الكبيرة لإيران في القطاعات العلمية و التقنية المختلفة مردفاً: إيران و بوليفيا حليفان تاريخيان و ثقافيان و شعبيان، و أتمنى أن تتطور العلاقات الثنائية على مختلف الصعد.
و أضاف رئيس جمهورية بوليفيا: بوليفيا أيضاً، في ظل التعاون و العلاقات مع البلدان الثورية و المقاومة مثل إيران، تتمتع باقتدار و مقاومة و ثبات.