الاجتهاد: وسط أجواء ديمقراطية وإجرءات أمنية مشددة، انطلقت عند الساعة التاسعة من صباح الأحد ( 18 كانون الأول 2022)، العملية الانتخابية لاختيار ستة مفتين في أقضية: طرابلس، وعكار، وزحلة، وراشيا وبعلبك الهرمل، وحاصبيا مرجعيون، وذلك بناء على قرار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الأول من نوعه منذ أكثر من أربعين سنة في تاريخ الافتاء،
وطوى بذلك مرحلة من التعيينات والتمديد، لتأتي بنخبة من المفتين المنتخبين المتناغمين الذين يمكن ان يشكلوا فريق عمل متكاملا مع مفتي الجمهورية للنهوض بالمؤسسة الدينية في لبنان.
وفي ختام اليوم الانتخابي، فاز بنتيجة الاقتراع، كُلٌّ من: الشيخ زيد بكار زكريا مفتياً لعكار، والشيخ محمد إمام مفتياً لطرابلس، والشيخ أيمن محمد علي الرفاعي (بكر) مفتياً لبعلبك الهرمل، والشيخ علي الغزاوي مفتياً لزحلة والبقاع الغربي، والشيخ وفيق حجازي مفتياً لراشيا، والشيخ حسن دلي مفتياً لحاصبيا ومرجعيون.
بيان دار الفتوى
وصدر عن المكتب الإعلامي في دار الفتوى بالجمهورية اللبنانية البيان الآتي: أجريت انتخابات المفتي المحلي في مناطق طرابلس وعكار وزحلة وراشيا وبعلبك الهرمل، وحاصبيا مرجعيون، بناء على قرار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.
بدأت عملية الاقتراع في الدوائر الوقفية بعد التثبت من اكتمال النصاب القانوني للحضور من قبل عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لمنطقة الانتخاب مندوباً عن مفتي الجمهورية، ثم توالت عملية الانتخاب وبعد إقفال صناديق الاقتراع، بدأت عمليات الفرز في كافة مراكز الاقتراع، وتم إعلان الفائزين.
وصادق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على نتائج انتخابات المفتي المحلي للمناطق التي جرت فيها الانتخابات: وقد فاز كل من الشيخ محمد طارق إمام مفتي طرابلس بنسبة 66،40 بالمئة، الشيخ زيد محمد بكار زكريا مفتي عكار بنسبة 45،56 بالمئة، الشيخ علي الغزاوي مفتي زحلة بنسبة 56،60 بالمئة، الشيخ وفيق حجازي مفتي راشيا بنسبة 85،70 بالمئة، الشيخ ايمن الرفاعي مفتي بعلبك الهرمل بنسبة 65 بالمئة، الشيخ حسن دلي مفتي حاصبيا مرجعيون بنسبة 80،95 بالمئة.
وهنأ المفتي دريان المفتين الفائزين في الانتخابات، متمنيا لهم النجاح في مسيرتهم الدينية والوطنية وخدمة المسلمين واللبنانيين، سائلا الله عز وجل أن يوفقهم في مهامهم الإسلامية الجليلة.
واثنى على جهود فريق العمل الذي قام بكافة الإجراءات اللوجستية والإدارية وحسن سير الانتخابات في كافة المناطق اللبنانية، وشكر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على حفظ امن واستقرار العملية الانتخابية.
وقال المفتي دريان: ان هذا الاستحقاق الانتخابي هو واجب إسلامي ووطني تحقق بعد سنوات طوال من غياب مثل هذه الانتخابات، واكد ان ملء مراكز الإفتاء في المناطق يساعد على تنشيط الدعوة الإسلامية وتنمية العقارات الوقفية والاهتمام المباشر بشؤون أئمة وخطباء المساجد والعناية بهم ورعايتهم في كافة المناطق اللبنانية.
أضاف: ما حصل اليوم من انتخابات للمفتين رسالة واضحة لكل القوى السياسية في لبنان ان تسارع الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع بين اللبنانيين ويلتزم الدستور والميثاق الوطني وبخاصة وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف التي أخرجت لبنان من نفق النزاعات الى رحاب الوطن.
عملية الانتخاب دعا اليها مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان الذي أعلن ان وقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين تشكل حدثا بارزا على مستوى لبنان.
وكلف المفتي دريان مندوبا له في كل منطقة ليكون رئيسا لمركز الانتخاب يعاونه رئيس الدائرة الوقفية وعدد من الموظفين للقيام بالمهام المنوطة بهم في الانتخاب.
وشكلت خلية عمل لمتابعة سير العملية الانتخابية من الناحية اللوجستية والإدارية في كل المناطق بإشراف المديرية العامة للأوقاف الإسلامية.
وأكدت مصادر مقربة من دار الفتوى لـ«الأنباء» انه لا معارك انتخابية لتولي منصب الإفتاء في المناطق بل تنافس بين الإخوة العلماء لخدمة الإسلام والمسلمين واللبنانيين وأهالي المنطقة، والمنصب تكليف وأمانة ومسؤولية أمام الله عز وجل قبل المسؤولية أمام الناس.
ودور الهيئة الناخبة في كل منطقة يعول عليه في اختيار من يرون فيه الأكثر علما وكفاءة وصلاحا واستقامة وهذا ما يجعل دور الهيئة صعبا لأن جميع المرشحين من العلماء تتوافر فيهم هذه الصفات.
وقد انسحب العديد من المرشحين وأصبحت المنافسة محصورة في طرابلس بين أمين الفتوى الشيخ محمد إمام وشيخ قراء طرابلس الشيخ بلال باروي، وفي عكار بين المفتي السابق القاضي الشيخ أسامة الرفاعي والمفتي السابق الشيخ زيد بكار زكريا، وفي زحلة بين مدير عام مؤسسات أزهر البقاع شيخ قراء البقاع الشيخ علي الغزاوي والقاضي طالب جمعة، وفي راشيا بين الشيخ وفيق حجازي والشيخ جمال حمود، وفي بعلبك – الهرمل بين المفتي السابق الشيخ بكر الرفاعي والشيخ سامي الرفاعي، أما في حاصبيا – مرجعيون فلا منافسة فعلية مع المفتي الحالي الشيخ حسن دلة.
وتقدمت الجماعة الإسلامية في لبنان ، من دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، ومن المديرية العامة للأوقاف الإسلامية بالتهنئة والتقدير على إنجاز انتخابات الإفتاء في عدد من المناطق التي كانت تشهد شغورا أصيلا للموقع، وهو الشيء الذي يعيد إنتاج المؤسسات من ضمن مسيرة الإصلاح والتحديث»، منوهة بـ«الروحية التي تمتع بها كل المتنافسين، وهي روحية الأخوة والتنافس الشريف، بل التعاون والتكامل من أجل إطلاق دينامية جديدة على مستوى إفتاء المناطق، بما يحقق الغاية المرجوة من دور الإفتاء»، مهنئة الفائزين، سائلة الله «أن يعينهم على حمل هذه الأمانة والمسؤولية باقتدار، وهم أهل لها، وقد نالوا ثقة الهيئات الناخبة في مناطقهم، ونؤكد تعاوننا مع أصحاب السماحة المفتين الفائزين، بما يخدم أهلنا ويذود عنهم ويحفظ دورهم ومصالحهم ووجودهم».